نتنياهو يعود مُجددا لخطة الجنرلات.. ماذا حدث؟

لازال نتنياهو يناور بشأن مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والاستفادة من دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متبعا سياسة الخداع الاستراتيجي بالانسحاب من التفاوض والتوقف ثم إرسال الوفود للتفاوض دون صلاحيات وهكذا، ثم الحديث إعلاميا أن الكرة في ملعب حماس، ومحاولة وضع الولايات المتحدة في الواجهة من خلال تصدير موافقته على مقترح ويتكوف المبعوث الأمريكي، متجاهلا تظاهرات أهالى الأسرى واستطلاعات الرأي الإسرائيلية، عازما على مواصلة التضليل والخداع..

وأعتقد أن نتنياهو لديه رغبة في تحقيق صفقة استسلام تحت النيران، وهو ما يفسر العودة من جديد للحرب على قطاع غزة، إضافة إلى السعي نحو تنفيذ خطة الجنرلات من خلال فصل  شمال القطاع عن بقية مدن غزة، أو على الأقل إنشاء منطقة آمنة ، نفس الأمر يريد تحقيقه في جنوب لبنان، من خلال الخرق المتكرر لوقف اطلاق النار، وذلك بعد المرونة التي أبدتها حماس بشأن التفاوض خاصة بعدما أعلنت موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية مع جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، لكن هذا مرهون بالإرادة الأمريكية.

وظنى، أن نتنياهو رواغ في العودة للمفاوضات ليفوت الفرصة على حماس التي قبلت بالإفراج عن رهينة أمريكية، وتضغط في ظل إدراكها بوجود موجة داخلية عالية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، سواء باستطلاعات للرأي العام التي تشير إلى أن 70 في المائة يطالبون بخروج الرهائن أو خلافاته مع الأجهزة الأمنية، وأنه لا تزال «حماس» تحتجز 59 إسرائيلياً، بينهم 24 على قيد الحياة و35 يُعتقد أنهم فارقوا الحياة، لكن فورا قرر العودة للحرب في غزة وإشعال جبهة سوريا وجبهة جنوب لبنان.

إذن.. الحل في الإرادة الأمريكية للضغط على إسرائيل والذهاب لحلول وسط، إضافة  مواصلة الضغط دوليا على الولايات المتحدة للاستمرار فى الضغط على إسرائيل للبدء في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق مع ضرورة التمسك باتفاق إطلاق النار كورقة موقع عليها من إسرائيل والولايات المتحدة كضامن، وذلك من خلال مواصلة تثبيت الشعب الفلسطيني للصمود والمقاومة