لا يقتصر مفهوم السلامة والصحة المهنية على أماكن العمل والمصانع، بل يمتد ليشمل منازلنا، حيث تحدث العديد من الحوادث بسبب الإهمال أو سوء الاستخدام للأجهزة الكهربائية وأدوات الطهي، ففي ظل تسارع وتيرة الحياة، قد نغفل عن المخاطر اليومية التي تهدد صحتنا وسلامتنا داخل المطبخ، مثل الاستخدام الخاطئ للزيوت أثناء الطهي، أو التعامل غير الآمن مع الأجهزة الكهربائية الميكروويف والخلاطات.
في هذا التقرير، يسلط خالد عبدالله عبد القادر، مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية، الضوء على أهم المخاطر المنزلية المتعلقة بالزيوت وأجهزة الطهي، فضلا عن مجموعة من الإرشادات والنصائح التي تساعد في خلق بيئة منزلية أكثر أمانًا، حفاظًا على صحة أفراد الأسرة وتقليل فرص التعرض للحوادث.
يقول عبد القادر،: إن أجهزة طهي الطعام كالميكرويف والزيوت وأجهزة المطبخ الكهربائية بعد استخدام الزيوت في الطهي من الأمور الأساسية فى كل منزل، لكنها تحمل مخاطر متعددة، إذا لم يتم التعامل معها بحذر، حيث ترتبط هذه الأخطار بارتفاع درجات حرارة الزيوت والتفاعلات الكيميائية عند إعادة استخدامها إضافة إلى تأثيراتها على الصحة والسلامة العامة، كما أن بعض الأجهزة الكهربائية مثل: الخلاطات وأجهزة مزج الطعام، وأفران الميكروويف تشكل خطرا إذا لم يتم استخدامها بشكل سليم.
وأوضح أن أخطار الزيوت في المطبخ تكمن فى إحداث الحرائق الناتجة عن الزيوت الساخنة، فعند الزيوت عند تسخين الزيت لدرجات حرارة عالية جدا، قد يشتعل تلقائيا خاصة إذا تم تركه دون مراقبة، كما أن سكب الماء على الزيت المشتعل يؤدى إلى انتشار اللهب بسرعة، مما يزيد من لخطورة الحريق، ذلك بخلاف أن إعادة استخدام الزيت وتسخينه أكثر من مرة يؤدى إلى تكون مركبات ضارة قد تسبب أمراضا مزمنة، مثل: السرطان وأمراض القلب ويفضل عدم إعادة استخدام الزيت لأكثر من مرة واحدة، والتخلص منه بطريقة آمنة، لافتا إلى أن التخزين الخاطئ للزيوت كوضعها بالقرب من مصادر الحرارة قد يؤدى إلى تفاعلها مع الأكسجين، مما يسبب فسادها السريع، مؤكدا أنه يفضل تخزين الزيوت في عبوات محكمة الإغلاق وبعيدة عن مصادر اللهب.
وأشار إلى أن هناك عدة أخطار للخلاطات أهمها التشغيل الخاطئ لها، والقطع الحادة، حيث أن تشغيل الخلاط أو محضرة الطعام أثناء وضع اليد بالقرب من الشفرات قد يؤدى إلى إصابات خطيرة ويجب التأكد من إيقاف تشغيل الجهاز قبل تنظيفه أو تغيير القطع الداخلية، بالإضافة إلى أخطار التيار الكهربائي والماس الكهربائى، لافتا إلى أن تسرب السوائل إلى داخل المحرك الكهربائي قد يؤدى إلى حدوث صدمات كهربائية أو أعمال خطيرة، لذا يجب التأكد من أن الأجهزة جافة تماما قبل تشغيلها، وعدم استخدامها بأيد مبللة.
وحول أخطار أفران الميكروويف، قال: إن استخدام أوان غير مخصصة للميكروويف، مثل البلاستيك غير المخصص للميكروويف، قد تطلق مواد كيميائية سامة عند تسخينها، لذا يفضل استخدام الأواني الزجاجية أو السيراميك لتجنب أي تفاعل كيميائي ضار، ناصحا بتقليب الطعام أثناء التسخين لضمان توزيع الحرارة بشكل متساو بين أجزاء الطعام، محذرا من التسرب الإشعاعي المحتمل فى حال وجود تلف أو خلل في باب الميكروويف قد يحدث تسرب للإشعاعات، وهو ما قد يكون ضارا على المدى الطويل، كما يجب التأكد من أن باب الفرن مغلق بإحكام وخال من أي تشققات أو تلف.
وأوضح مستشار الوزير، طرق الوقاية والسلامة فى المنزل، وأهمها:
- عدم ترك الزيت على النار دون مراقبة.
- إبعاد الأطفال عن المطبخ أثناء الطهي.
- استخدام فوط أو أغطية لإخماد حرائق الزيت بدلا من الماء.
- فصل الأجهزة الكهربائية بعد استخدامها والتأكد من جفافها تماما قبل التشغيل.
- استخدام الأدوات المخصصة لكل جهاز وفقا لتعليمات الشركة المصنعة التأكد من سلامة الأجهزة الكهربائية وإجراء الصيانة الدورية لها.
وأكد أنه بتطبيق هذه الإرشادات البسيطة يمكن تقليل المخاطر في المنزل وضمان بيئة أكثر أمانا الأفراد الأسرة.