نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، على مدى ثلاث وعشرين سنة، هى سنوات البعثة الشريفة، وكان الصحابة الكرام، رضى الله عنهم، يعرفون أنه النص المقدس ويقدرونه حق قدره، فيسعون لتعلمه وحفظه، وقد حفظ جمع كبير منهم الآيات الشريفة وعملوا بها.
ومما يدل على اهتمام الصحابة بحفظ القرآن الكريم ما قاله عبادة بن الصامت – رضى الله عنه- "كان الرجل إذا هاجر دفعه النبى صلى الله عليه وسلم إلى رجل من يعلمه القرآن، وكان يسمع لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجة بتلاوة القرآن الكريم حتى أمرهم رسول الله أن يخفضوا أصواتهم لئلا يتغالطوا".
ونتوقف عند بعض من حفظوا القرآن الكريم وعرضوه على النبى عليه الصلاة والسلام، ومن هؤلاء "أبى بن كعب":
وهو أبى بن كعب، ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصارى - رضى الله عنه - أقرأ الأمة، عرض القرآن على النبى .. أخذ عنه القراءة ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب، وعبد الله بن عياش بن أبى ربيعة، وأبو عبد الرحمن السلمي.
وقال أنس: قال النبى - صلى الله عليه وسلم - لأبى بن كعب: إن الله أمرنى أن أقرأ عليك القرآن. وفى لفظ: أمرنى أن أقرئك القرآن. قال : الله سمانى لك؟ قال: نعم. قال: وذكرت عند رب العالمين؟ قال: نعم. فذرفت عيناه.
ولد بيثرب، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، ولما هاجر النبى صلى الله عليه وآله وسلم آخى بينه وبين طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه، وقيل: بينه وبين سعيد بن زيد، وقد شهد المشاهد كلها مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان من الستة الذين حفظوا القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وكان أقرأ الناس، وكاتبًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد له النبى صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، وكنَّاهُ بـ"سيد الأنصار"، وبشَّره بالجنة.
له أكثر من ستين حديثًا، رواها عنه الجماعة، كما أنه له فى مسند بَقِى بن مَخلد 164 حديثًا، منها ثلاثة أحاديث متفق عليها، وانفرد البخارى بثلاثة، ومسلم بسبعة.
توفى رضى الله عنه سنة 30هـ على الراجح. وفى يوم وفاته رُؤِى أهلُ المدينة يَمُوجُونَ فى سِكَكِهم، فقيل لبعض الناس فى ذلك: "إنه قد مات اليوم سيد المسلمين؛ أُبَى بن كعب". فرضى الله عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة