محمود عبدالراضى

غزة تحت وطأة المجازر.. شهر رمضان في قبضة القتل والدمار

الأربعاء، 19 مارس 2025 11:14 ص


في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، عندما يفترض أن تكون الأجواء مليئة بالسلام والتآلف، يبدو أن غزة لا تجد إلا الألم والدمار في كل زاوية، تحت سماء ملبدة بالدماء، وفي مشهد يومي يهدد أبسط مقومات الحياة، يتعرض الشعب الفلسطيني المجروح لمجازر بشعة، لا يرحم فيها القاتل ولا يتوانى عن ارتكاب الفظائع.

مجازر تجري بأيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تباغت المدنيين الآمنين في غزة، في ظل صمت دولي شجبته كل الأديان وكل الأنظمة الإنسانية.

في أعنف هجوم على القطاع المحاصر، منذ سريان وقف إطلاق النار، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الأبرياء بموجات من الغارات الجوية المكثفة، 400 شهيد، وأكثر من مئات المصابين، تحت أيدي قسوة لا حدود لها.
كانت الأوامر من بنيامين نتنياهو، الذي لم يتوان عن تنفيذ الهجوم في محاولة فاشلة لإنقاذ حكومته من أزماتها الداخلية، بينما تعصف به الرياح السياسية، كل ذلك، ومباركة أمريكية واضحة.

لقد تحولت غزة إلى ساحة جحيم، حيث يواجه الأطفال، النساء، والشيوخ الموت من دون رحمة، البيوت تتحول إلى أطلال، والأنفس الطاهرة تُزهق كل يوم على مذبح السياسة.
شعب تحت القصف، يعيش شهراً من الموت المقيم، شهراً يختلط فيه الدم بالرمضان، وفي لحظات الفطر، يتجرع الفلسطينيون المرارة والفقد، ولا يجدون إلا الألم على موائدهم.

لكن رغم كل ذلك، لا تزال غزة تنبض بالحياة، لم تُطفئ قسوة الطائرات، ولا تدمير المنازل، ولا قسوة الحصار، تلك الإرادة الصامدة في قلوب الأبطال الذين يواجهون الهمجية بصلابة، فكما أن رمضان هو شهر الرحمة، فإنه في غزة يمثل صموداً غير قابل للكسر، وإصراراً على الحياة رغم الألم.

في هذا الشهر الكريم، تتصاعد الدعوات للسلام، بينما تنكسر القلوب حزناً على ما يلاقيه الشعب الفلسطيني في غزة، لكن، مهما قسوة الأيام، يبقى الأمل في نفوس الأبطال، الذين يشهدون على أكبر مذبحة إنسانية في العصر الحديث.
غزة، تلك المدينة التي ترسم صورة الصمود والعزة، لا تزال تقدم للعالم درساً في معنى التضحية والصبر، وأن السلام الحقيقي لا يأتي إلا بعد انتهاء هذا الظلم.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب