دندراوى الهوارى

أين قصر فرعون موسى؟ رمسيس الثانى معابده معجزة هندسية وانتصاراته منقوشة

الثلاثاء، 18 مارس 2025 12:00 م


على الرغم من المقولة الشهيرة لكبار علماء وخبراء الآثار المصرية «مصر تسبح فوق بحيرة من الآثار»، وأن حجم ما أُكتشف لا يتجاوز 40% بينما 60% ما زالت فى باطن الأرض، ومن بين كل هذه الاكتشافات من أقصاها إلى أقصاها، ومن مختلف العصور التاريخية، لم يٌعثر عن قصر الفرعون الذى ترعرع فيه نبى الله موسى، ولا يوجد أى شاهد من الشواهد الأثرية المختلفة تحدث عن فرعون موسى، أو ألمحت إليه، وأن ما يردده البعض بأن فرعون موسى هو الملك رمسيس الثانى، أو حتى ابنه «مرنبتاح»، التى ذُكرت فى عهده لأول مرة فى التاريخ كلمة «إسرائيل» على لوحة منسوبة لعهده، وموجودة فى المتحف المصرى، مجرد تخمينات خيالية لا تستند على علم أو دلائل ممسوكة.


بينما فات هؤلاء «المخمنين» أن الملك رمسيس الثانى، أحد أهم ملوك مصر قاطبة، ومن أكثر الملوك الذين تنتشر آثارهم فى ربوع مصر المختلفة، وبينما كل التخمينات البعيدة عن الأسانيد العلمية تؤكد أن نبى الله موسى وِلد ونشأ فى منطقة تدعى «جوشن»، وبالتحديد محافظة الشرقية، فإن هذه المنطقة لم يُعثر فيها على أى قصور، بينما درة الآثار التى خلفها رمسيس الثانى كانت فى أقصى جنوب البلاد، ومنها على سبيل المثال معبد أبوسمبل المنحوت فى الصخر، بمعجزته الحسابية والفلكية، المحيرة حتى الآن للعلم الحديث، بتعامد الشمس مرتين فى العام، يوم ميلاده ويوم تتويجه على العرش، حيث تتسلل أشعة الشمس خلال التعامد إلى داخل المعبد، لتصل إلى قدس الأقداس، وتشع بنورها لمدة تتراوح ما بين 20 و5 دقيقة، على تمثال الملك رمسيس الثانى وبجواره تماثيل المعبودات رع حور آختى، وآمون، وكذلك المعبود بتاح الذى لا تتعامد الشمس على وجهه، حيث اعتبره المصرى القديم معبود الظلام، وأُكتشفت هذه الظاهرة فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة «إميليا إدوارذ» والفريق المرافق لها هذه الظاهرة، وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان «ألف ميل فوق النيل».
كما سجل رمسيس الثانى على جدران المعبد معركته الشهيرة ضد الحيثيين «قادش»، التى تمخض عنها أول معاهدة سلام مكتوبة فى العالم، وتعد نبراسا فى مبنى الأمم المتحدة.


المعلوم بالضرورة أن عصر الملك رمسيس الثانى ازدهرت فيه العمارة وبلغت الفنون ذروتها، وبجانب معابد أبوسمبل، فإنه شيد معبد الرامسيوم بالأقصر والصرح الأول بمعبد الأقصر، وقاعة الكرنك، ومجمع أبيدوس، ومئات المبانى والآثار والمعابد الأخرى المنتشرة فى ربوع مصر، ورغم ازدهار حركة البناء فى عصره، لم يُعثر له على قصر فى الشرقية، أو معبد، وأن كل آثاره فى جنوب مصر، بينما القصة الواردة فى القرآن الكريم وتحدثت عن نبى الله موسى، وبنى إسرائيل، كانت فى الوجه البحرى، وأن هناك إجماعا من علماء وخبراء الآثار والتاريخ القديم على أن بنى إسرائيل قد عاشوا فى «محافظة الشرقية» ولم يعثر على أثر ذات قيمة معمارية وفنية للملك رمسيس الثانى فى الشرقية!


ونسأل لماذا يُزج باسم الملك رميسس الثانى فى قصة نبى الله موسى، واتهامه بأنه فرعون الخروج؟ والإجابة على هذا السؤال الجوهرى تنطلق من حجم الكراهية التى يحملها يهود إسرائيل بشكل عام، والمتشددون منهم بشكل خاص لملك مصر رمسيس الثانى، اعتقادا منهم يصل إلى درجة اليقين، أن رمسيس الثانى هو الذى طردهم من مصر عندما كانوا يعيشون بين أهلها، وشتت شملهم فى صحارى سيناء فيما يعرف بسنوات «التيه» مع أن العلم والوثائق الأثرية المعتبرة تنفى وجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى وفرعون الخروج، بل وهناك رواية دينية تؤكد أن فرعون موسى أجنبى، ومن الهكسوس، المنحدرين من بنى إسرائيل، وجاءوا إلى مصر من صحراء النقب، وعبروا سيناء واستوطنوا الشرقية، وأن مجيئهم فى الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى، وللعلم ووفقا للتاريخ والشواهد الأثرية المصرية، فإن عصر الاضمحلال الثانى بدأ بانهيار الأسرة الثانية عشرة، واستمر الهكسوس فى مصر أكثر من مائة عام، وفى روايات تاريخية، تؤكد مائتى عام!


من هذا المنطلق، يرى الباحثون فى علم الأديان أن فرعون موسى من الهكسوس، وأن فرعون اسم وليس لقبا، وفقا لما ذكره القرآن الكريم فى سورة العنكبوت: «وَقَارُون وَفِرْعَونَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ».


وعلى أى حال، فإنه وبالرغم من غياب كل الأدلة الأثرية والتاريخية الجازمة التى تؤكد أن الملك رمسيس الثانى هو فرعون نبى الله موسى، فإن اليهود بشكل عام والإسرائيليين على وجه التحديد يحملون له من الكراهية المفرطة ما تنوء عن حمله الجبال، ويعتبرونه أول من دمر مشاريعهم وأحلامهم، وتسبب فى تشتيتهم فى الأرض، وقطع أواصرهم، وليدرك الجميع أن مصر برجالها، حكاما، وجيشا، وشعبا، يمثلون العقدة التاريخية لإسرائيل!




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب