هل الاعتكاف فرضٌ أمْ سنة؟.. هل يجوز لأحد أن يعتكف لشهرٍ كامل أم لبعض الأيام؟.. ما أقل مدة وهل يعتكف فى المسجد الجامع أم فى مسجد بجوار البيت؟.. ووزارة الأوقاف تستعد بأكثر من خمسة آلاف مسجد

السبت، 15 مارس 2025 10:00 م
هل الاعتكاف فرضٌ أمْ سنة؟.. هل يجوز لأحد أن يعتكف لشهرٍ كامل أم لبعض الأيام؟.. ما أقل مدة وهل يعتكف فى المسجد الجامع أم فى مسجد بجوار البيت؟.. ووزارة الأوقاف تستعد بأكثر من خمسة آلاف مسجد مصليين
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد وزارة الأوقاف لإقامة سنة الاعتكاف فى أكثر من خمسة آلاف مسجد، مؤكدة أن الاعتكاف سنة مؤكدة ثابتة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى العشر الأواخر من رمضان، وأن الوزارة حريصة أشد الحرص على إحياء سنته (صلى الله عليه وسلم)، وشددت الوزارة أن إقامة هذه السُنَّة تقتضى تنظيم الأمر بما يضمن توفير الجو الروحى الملائم لتحقيق غاياتها ومقاصدها، وهو ما جعلها تحرص على وجود إمام مشرف على الاعتكاف للقيام بدوره فى تنظيم عملية الاعتكاف سواء فى إقامة صلاة التهجد أم مقارئ القرآن أم أداء بعض الدروس والخواطر الدعوية.

حكم الاعتكاف
 

الاعتكاف سنةٌ باتفاق، ولا يلزم إلا بالنذر، أو بالشروع فيه عند السادة المالكية، وقال الحنفية: إنه سنَّة مؤكَّدة فى العشر الأواخر من رمضان، ومستحب فيما عدا ذلك؛ بناءً على التفريق بين معنى السنة والمستحب عندهم.

قال العلامة ابن عابدين الحنفى فى "رد المحتار على الدر المختار" : [وهو-أى النذر- ثلاثة أقسام: (واجب النذر) بلسانه وبالشروع وبالتعليق ذكره ابن الكمال، (وسنَّة مؤكدة فى العشر الأخير من رمضان) أى سنة كفاية؛ كما فى "البرهان" وغيره؛ لاقترانها بعدم الإنكار على من لم يفعله من الصحابة، و(مستحب فى غيره من الأزمنة) هو بمعنى غير المؤكدة].

وقال الإمام العدوى المالكى فى "حاشيته" على "شرح كفاية الطالب الرباني" : [الاعتكاف من نوافل الخير المرغب فيها على المشهور].

مكان الاعتكاف وأفضله
مكان الاعتكاف هو المسجد؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]، ولأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يعتكف إلا فى المسجد.

واتفقوا على أن المساجد الثلاثة أفضل من غيرها، والمسجد الحرام أفضل، ثم المسجد النبوى، ثم المسجد الأقصى؛ قال العلامة ابن المنذر فى "الإجماع": [أجمعوا على أن الاعتكافَ جائزٌ فى المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومسجد إيليا].

ثم اختلفوا فى المسجد الذى يصح الاعتكاف فيه؛ فذهب المالكية والشافعية إلى جواز الاعتكاف فى أى مسجد من المساجد؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]؛ فقد عَمَّ الله المساجد كلها ولم يخص منها شيئًا، فلا دليل على تخصيص بعضها بالجواز.

قال العلامة العدوى المالكى فى "حاشيته" على "شرح كفاية الطالب الرباني": [ولا يكون الاعتكاف إلا فى المساجد فلا يصح فى البيوت والحوانيت ونحوها؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187] فيصح الاعتكاف فى أى مسجدٍ كان، ولو كان غيرَ المساجد الثلاثة فى أى بلدٍ كان] اهـ.


وذهب الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد إلى اشتراط كون المسجد جامعًا عامًّا تُقَام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجماعة.

 

اعتكاف العشر الأواخر من رمضان وأقل مدة الاعتكاف وأكثره


السنة اعتكاف العشر الأواخر من رمضان؛ تأسيًا بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ذلك. وأقلُّ مدَّةٍ للاعتكاف هى أقل ما يُطْلَقُ عليه اسم الاعتكاف عُرْفًا، وهذا ما ذهب إليه الجمهور؛ فإن الاعتكاف فى اللغة يقع على القليل والكثير، ولم يحده الشرع بشيء يخصه فبقى على أصله؛ ولذلك استحب جماعة من الفقهاء للمصلِّى إذا دخل المسجد أن ينوى الاعتكاف مهما كان مكثه فيه؛ ليحصل له ثوابه.

وأَمَّا أكثر مُدَّة للاعتكاف فلا حَدَّ لها؛ قال الإمام النووى فى "المجموع" : [وكُلَّما كثُر كان أفضل، ولا حَدَّ لأَكْثَرِه، بل يصحُّ اعتكافُ عُمْرِ الإنسان جميعه، ويصحُّ نذرُ اعتكاف العمر]. وقال العلامة ابن الملقن فى "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" : [وأَجْمَع العلماءُ على أن لا حدَّ لأكثره].

[وبداية الاعتكاف ونهايته يحددها الْمُعْتَكِف بنفسه، فإن نوى اعتكاف مدة معلومة استُحب له الوفاء بها بكمالها، فإن خرج قبل إكمالها جاز؛ لأن التطوع لا يلزم بالشروع، وإن أطلق النِّيَّة ولم يُقَدِّر شيئًا دام اعتكافُه ما دام فى المسجد].










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة