تجرى عدة محاولات لإعادة السودان، لكلا من الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية "الإيجاد"، والاتحاد الإفريقى، بعد تعليق عضوية السودان به عام 2021، وتزداد التحركات القارية لاحتواء الأزمة والصراع في السودان، الذى قارب على الدخول في عامه الثانى.
وفى سبيل عودة السودان لحضن المنظمتين القارية والإقليمية، قام عقار مالك نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان بزيارة خاطفة لجيبوتى، التقى خلالها الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلين وسلمه رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها، وأبدى عقار خلال الزيارة رغبة السودان في استئناف نشاطه في منظمة الإيجاد وتفعيل آليات استعادة عضويته في الاتحاد الأفريقي.
وقال حسين الأمين الفاضل، وكيل وزارة الخارجية، في تصريح صحفى، إن مالك عقار جدد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة الإيجاد، بعد توقفه أثناء الحرب.
وأشار إلى أن مالك عقار والرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر قيلي عقدا لقاء، بحثا فيه تطورات الأوضاع والمسار السياسي في السودان وملفه في الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد.
وكان السودان قد أعلن تجميد عضويته في الإيجاد في 20 يناير 2024، احتجاجًا على مشاركة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في قمة استثنائية عُقدت في أوغندا قبل يومين من قرار التعليق.
وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في التكتل القاري في 25 أكتوبر 2021.
وأفاد حسين الأمين بأن مالك عقار هنأ الرئيس الجيبوتي على فوز بلاده برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، كما أبدى ثقة السودان في قدرة القيادة الجديدة على تصحيح مسار المفوضية والقيام بدورها في إيجاد الحلول للقضايا الإفريقية، وفقا لمجلس السيادة الانتقالى.
وعقد مالك عقار لقاء مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجيبوتى المنتخب محمود على يوسف تناول تطورات الأوضاع في السودان وسبل تفعيل آليات عودة السودان إلى عضوية الاتحاد.
وأفاد بأن ملابسات تعليق عضوية السودان جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان.
ونقل المجلس عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف استعداد المفوضية لمناقشة قضية السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل التكتل القاري.
وفى لقاء سابق له، مع اليوم السابع، أكد لورنس كورباندى، مبعوث الإيجاد الخاص للسودان، أن الصراع في السودان لايخص السودان وحده، مشيرا إلى أن دول الإيجاد متأثرة بشدة بهذا الصراع، سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى تدفق اللاجئيين السودانيين.
وأوضح كورباندى فى حديثه، أن الإقليم يعيش الآن في حالة من الاضطرابات السياسية، مؤكدا أن دول منظمة "الإيجاد"، ملتزمة بإيجاد الحلول للقضية السودانية والصراع الذى اشتدت وطأته، قائلا :"استقرار السودان يعني استقرار دول منطقة الإيجاد وإفريقيا على حد سواء، وموقفنا واضح منذ بداية هذا الصراع وهو أنه لا حل عسكري لهذه القضية".
وأكد خلال حديثه، أن جهود الإيجاد في سبيل وقف الحرب في السودان لن تتوقف، قائلا:" منظمة الإيجاد، ستقوم كل ما بوسعها من أجل إعادة الاستقرار في السودان، فحرب السودان تمس دول الاقليم كافة خاصة التي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئيين السودانيين، فالبتالي وقف الحرب وبناء العملية السياسية التى ستفضى بالتأكيد إلى الاستقرار هي مهمة الإيجاد مع بقية الشركاء الدوليين والإقليميين".
وبخصوص قضية تجميد السودان لعضويته فى المنظمة، قال كورباندى، إن مسألة عودة السودان للمنظمة، ورفع التجميد مطروحة لعدة أسباب، وأشار إلى أن السودان من الأعضاء المؤسسين للمنظمة، وثانياً أهمية عودة السودان تكمن في عدم تدويل القضية السودانية وضرورة حلّها في البيت الإفريقي على حد وصفه، وأضاف :"ثالثاً ساهمت الإيجاد بايجاد حل لأطول صراع في القارة الإفريقية وهي الحرب الأهلية في السودان بين الشمال و الجنوب وكللت المجهودات بإتفاقية السلام الشامل التي وقعت بنيفاشا".
وتابع كورباندى:"الإيجاد تثق في نفسها تماماً في الوصول للحلول لقضايا الدول التي تنضوي تحتها"، مضيفا :"أما مسألة عودة السودان للمنظمة فهي مفتوحة تحت أي ظرف وفى كل وقت".. ورفض كورباندي الإجابة على سؤال إذ كان هناك زيارات قريبة للسودان، لمحاولة حل صراع وحلحلة الأزمة، وقال :"سنفصح عن ذلك حين تكتمل كافة الترتيبات".
وفى أكتوبر الماضى، أبدى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، مرونة في موقفه من عودة السودان لعضويته للاتحاد الإفريقي، ودعا لفتح مكتب اتصال في بورتسودان، لدعم جهود السلام.
وأكد المجلس على ضرورة التواصل مع جميع الأطراف السودانية المعنية، وأعرب عن تطلعه لإجراء حوار غير رسمي مع ممثلي الحكومة السودانية، في اجتماع في أديس أبابا الاثنين، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ووجه المجلس الدعوة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بإعادة فتح مكتب اتصال في بورتسودان، بأدنى حد من الموظفين مراعاة للوضع الأمني، للتواصل مع الأطراف الفاعلة وتقديم الدعم الفني.
ووجه مجلس السلم والأمن الإفريقي، الدعوة للقوات المسلحة السودانية والدعم السريع، للتعاون الكامل مع اللجنة الرئاسية التي يقودها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، والتي من المقرر أن تجتمع في 23 أكتوبر الجاري لبحث سبل جمع قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو على طاولة مفاوضات.
وحث مجلس السلم والأمن الإفريقي، مفوضية الاتحاد ومنظمة الإيجاد، ودول الجوار لدعم اللجنة الرئاسية في تنفيذ خارطة طريق الاتحاد الأفريقي، والتي تشمل وقف إطلاق النار غير المشروط، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، وإطلاق عملية سياسية شاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة