"الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط".. ضياء رشوان: مصر الهدف وليس إسرائيل وغزة على الهامش.. إعلام الإخوان يواصل منهجى "الدعاية السوداء" و"التسميم السياسى" إزاء مصر من أجل تشويه مواقف الدولة وجهودها

الأربعاء، 12 مارس 2025 09:00 ص
"الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط".. ضياء رشوان: مصر الهدف وليس إسرائيل وغزة على الهامش.. إعلام الإخوان يواصل منهجى "الدعاية السوداء" و"التسميم السياسى" إزاء مصر من أجل تشويه مواقف الدولة وجهودها الإخوان - أرشيفية
كتبت إسراء بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن إعلام جماعة الإخوان التقليدي وعلى شبكات التواصل تجاه مصر والموجه من خارجها، سواء قام به أعضاء منتمون للجماعة أو "ملتحقة" بهم من تيارات أخرى، منذ العدوان الإسرائيلي الدموي على غزة نلاحظ وجود عدة ملامح جوهرية بارزة على أدائه والقائمين عليه، بعضها جديد وبعضها الآخر امتداد لخصائص لصيقة به وجزء منه منذ انطلاقه قبل أكثر من عشر سنوات.

وأوضح "رشوان" خلال كتابه "الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط"، أن الأبرز في تطور هذا الإعلام الإخواني خلال شهور العدوان هو استمرار تركيزه المتواصل دون انقطاع منذ انطلاقه، على مواقفه المعروفة من مصر والحكم فيها وما يتعلق بها من شؤون وتطورات. فالعدوان الإسرائيلي الدموي على غزة بكل ما رافقه من مآس وتدمير غير مسبوق للقطاع وقتل وجرح العشرات الآلاف من المدنيين بما يصل لحد الإبادة الجماعية، وغير هذا من مظاهر عدوان لم يتم مثله من قبل على الشعب الفلسطيني خلال 75 عاماً، والتطورات والتغيرات الكبرى التي لحقت بالقضية الفلسطينية والوضع الإسرائيلي حول العالم دولياً وأممياً، كل هذا لم يضع في ذلك العدوان في قائمة أولويات إعلام الإخوان سوى في مرتبة متأخرة للغاية.

وتابع : فقد ظل هذا الإعلام، بكل وسائله التقليدية والإلكترونية، محافظاً دون تغيير يذكر على أهدافه المستمرة منذ نشأته، وهي السعي لتأليب المصريين على نظام حكمهم، والتوهم الذي وضح أنه اقترب من الهذيان المرضي بقرب إسقاطه وعودة حكم الجماعة، والاستخدام التقليدي، لكل الأدوات والوسائل التي تندرج ضمن الدعاية السوداء وما يطلق عليه عالم العلوم السياسية الكبير حامد ربيع "التسميم السياسي"، والتي يأتي ضمنها المغالطة والمبالغة والاصطناع والأكاذيب وغيرها؛ مما يخرج هذا الإعلام بصورة شبه نهائية من كونه "إعلاماً" ليصبح دعاية وتسميماً مفرطان في بدائيتهما ومباشرتهما إلى الحد الذي لا تخطئه عين المتابع العام.
وأكد أن  الإعلام الإخواني والقائمين عليه خالف تقديماً وبثاً وإعداداً وإنفاقاً، كل ما سعت الجماعة لترويجه زوراً لأكثر من ثلاثة أرباع القرن من أن القضية الفلسطينية بالنسبة لها هي المركزية بين كل قضايا الأمتين العربية والإسلامية وأنها وأعضائها وحلفائها الأكثر عطاءً لها وتضحية من أجلها من الجميع، وأنها تضعها في مقدمة كل القضايا والاهتمامات بكل أنواعها، نجح الإعلام الإخواني بصورة باهرة في تأكيد مدى تركيزه ووراءه الجماعة على "السلطة والحكم" في مصر، وبذل أكثر من 90% من مساحات وأوقات البث والنشر طوال شهور الحرب للسعي المرضي للوصول لهذا الهدف، وليس للوقوف مع الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهة هذه الظروف غير المسبوقة منذ نكبته عام 1948. وحظيت مأساة غزة وأهلها فقط طوال هذه الشهور بفقرة صغيرة هنا أو تدوينة عابرة هناك أو تعليق هزيل في موضع ثالث، بينما استمر التركيز الهستيري على مصر وأحوالها هو الوظيفة الوحيدة لإعلام الإخوان وكأن شيئاً لم يحدث في فلسطين ولا في المنطقة ولا في العالم منذ السابع من أكتوبر 2023.
ونوه عن أنه حتى في تغطيته المتهافتة للعدوان الإسرائيلي الدموي على غزة، واصل إعلام الإخوان منهجي "الدعاية السوداء" و"التسميم السياسي" إزاء مصر وتوجهاتها ومواقفها نحوه فقد تفنن بكل أدوات هذين المنهجين من تدليس وكذب وإخفاء وتلوين، من أجل تشويه مواقف مصر وجهودها الهائلة، التي لم تكن فقط شديدة الحسم ناصعة الوضوح منذ لحظات العدوان الأولى، بل وغيرت وقادت عديداً من التطورات الرئيسية الإيجابية لصالح القضية الفلسطينية على مستوى العالم والإقليم، فضلاً عما تصدرته من جهود إنسانية وإغاثية لمساعدة أبناء غزة على محنتهم المأساوية.
وكشف عن أن  إعلام الإخوان أثبت طوال هذه الشهور الماضية أنه لا يزال يحتفظ بكل خصائصه اللصيقة به والمكونة له وبكل وساوسه وأداءه لنحو أحد عشرة عاماً، أنه يعبر عن إشكالية نفسية كبيرة وخطرة تتعلق بإدراك هذا الإعلام لما يجري في مصر والآن لما يجري في الإقليم والعالم، وأن الإدراك المغلوط والزائف له حول مصر وما بها وما ينتظرها، لم يتغير مطلقاً طوال هذه الفترة وظل محتفظاً بكل خصائصه التي تكاد تحوله إلى ظاهرة مرضية محل التعامل الطبيعي معها هو علوم الأمراض العصبية والنفسية والمتخصصين فيها، وليس علوم الإعلام والاتصال.

كما أوضح أن أداء إعلام جماعة الإخوان الموجه لمصر سواء التقليدى منه أو على شبكات التواصل الاجتماعى، وسواء قام به أعضاء منتمون للجماعة أو "ملتحقة" بهم من تيارات أخرى، والموجه من الخارج تجاه مصر حكماً وشعباً ونخباً. وهذه المرة لكى نرى القضايا والموضوعات التى يركز عليها، وسط ما تشهده الأراضى الفلسطينية وفى مقدمتها قطاع غزة من عدوان إسرائيلى دموى.

وأكد "رشوان" خلال ما ذكره في كتابه "الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط" أن الواضح من المتابعة المدققة لهذا الإعلام أنه فيما يخص الأوضاع الميدانية والسياسية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة، فهو يقدم تغطيات إخبارية يبدو أنها فقط لإظهار الاهتمام بما يجرى من أحداث الحرب وتداعياتها الإنسانية والسياسية الداخلية والخارجية. وعلى هذا الصعيد، لا يقدم الإعلام الإخوانى جديداً يذكر على مستوى التغطية، فهو فقط يعيد بث ونشر ما تتناقله وسائل الإعلام العربية والعالمية عما يجرى، دون أى إضافة لا على المستوى الإخبارى ولا على المستوى التحليلي، حيث يستضيف للمستوى الأخير نفس القائمة الصغيرة ممن يطلق عليهم "الخبراء والمتخصصين"، والذين دأب طوال الأوقات وتقريباً في كل القضايا على الاستعانة بهم.
وبصورة مباشرة وانسجاماً مع "سبب وجوده"، وهو التفرغ الكامل لمهاجمة نظام الحكم في مصر والتحريض عليه بكل السبل التي يصل إليها، بغض النظر عن مشروعيتها أو صدقها أو دقتها، فإن هذا الإعلام الإخواني يستخدم العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بكل تفاصيله الدموية والإنسانية شديدة البشاعة فقط من أجل تحقيق سبب وجوده هذا، فعين هذا الإعلام المغرضة وتوجهه الدائم لتشويه نظام الحكم المصرى، لا تجعلاه يرى فى التحركات المصرية الكثيفة منذ السابع من أكتوبر 2023 على كل الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية والاغاثية سوى ما يبحث عنه من "سلبيات" مصطنعة و"سيئات" مختلفة، باذلاً في سبيل هذا أقصى ما يمتلكه من مهارات وخبرات "الفبركة" ولي الحقائق وبث الإشاعات الكاذبة.

والمفارقة المفجعة فى المصادر التي يعتمد عليها إعلام الإخوان في سعيه لتشويه المواقف المصرية الراسخة والمعلنة تجاه العدوان الإسرائيلي ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، هي أنها في غالبيتها الساحقة مصادر إعلامية إسرائيلية، من تلك التى تبث عن "مسؤولين مجهولين" إسرائيليين بصورة متعمدة، وبالطبع "كاذبة"، ما قد تحتاجه الحكومة الإسرائيلية من نشر إشاعات حول المواقف المصرية، سعياً يائساً نحو الضغط على مصر من أجل تراجعها عن ما تتخذه وتعلنه من هذه المواقف الرافضة والمنددة بالتحركات والتوجهات الإسرائيلية على كل الأصعدة. وهكذا، يتحول إعلام الإخوان إلى مجرد "بوق" ترديد للدعاية الإسرائيلية السوداء ضد حكم بلدهم مصر، "لعقابه" على مواقفه المبدئية المعلنة والراسخة دعماً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتخفيفاً من المأساة التي يعاني منها في قطاع غزة.

إن إعلام الإخوان لا يفعل شيئاً في الحقيقة في تغطيته "المعوجة" وغير الأخلاقية، وبالقطع غير المهنية، لحرب إسرائيل على غزة، سوى الالتفاف بعيداً عن هذا الحدث المركزي وأهميته القصوى لقضية فلسطين وشعبها الشقيق، لكي يحاول - بلا أي جدوى - استغلالها في تحقيق "سبب وجوده". وهو مهاجمة الحكم المصري وتشويهه والتحريض عليه، وهو ما لم يتوقف عنه منذ لحظات وجوده الأولى قبل أكثر من عشر سنوات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة