أمل الحناوى

ستُطوى صفحة "قانون الغابة" إن آجلاً أو عاجلاً

السبت، 01 مارس 2025 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على ما يبدو فإننا سنشهد تزايداً ملحوظاً لعصر الهيمنة، سنشهد اتساعاً لقدرات وسلطات "القُطب الواحد"، سنشهد توغُلاً _ أقوى من السابق _ على القانون الدولى بل وعدم الاعتراف به وعدم احترام قرارات الشرعية الدولية.. بصراحة: يبدو أننا سنشهد توحُشاً من "السمك الكبير" على "السمك الصغير" بل إننا بصدد ميلاد عصر جديد تلتهم فيه (السمكة الكبيرة) أى (سمكة صغيرة) أمامها.

هذا أكثر ما يقلقنى، رؤية صدامات جديدة بسبب طموحات (السمك الكبير) على حساب (السمك الصغير).. بالضبط فإن طموحات "الدول الكبرى" ستتصادم مع أمال "الدول الصغرى"، وقتها ستضيع هيبة المنظمات الدولية أمام دول العالم، وقتها سيختل ميزان العدالة الدولية، وستُنتهك الحقوق المشروعة للدول الصغيرة، فتداعيات ذلك ستؤثر على الجميع ولن يحصل أصحاب الحقوق على حقوقهم، سيضيع حق المظلومين، سيسود (قانون الغاب) وهذا القانون له تداعيات مؤثرة _ بكل تأكيد _ على جميع الدول لأنه قانون بلا قواعد وبلا أحكام وبلا حماية، فـ (الغابة) هكذا، فيها ("القرد" يأكل "الطير")، ثم تأتى ("الزرافة" لتأكل "القرد")، ثم يأتى ("النمر" ليأكل "الزرافة")، ثم يأتى ("الأسد" ليلتهم "النمر")، فالقوة لـ "الأسد" وهو (ملك الغابة) وحده بلا مُنازع.

هُنا نصل للأسئلة الصعبة التى تتردد على الألسنة وتتبادر للأذهان: أين الأمم المتحدة مما يحدث الآن فى منطقة الشرق الأوسط؟، ما دور مجلس الأمن فى كل هذه الصراعات التى نشهدها؟، هل مجلس الأمن قادر على تنفيذ قراراته؟، هل سيأتى اليوم الذى نشهد فيه تفعيل قرارات مجلس الأمن؟، إذا لم يحمِ مجلس الأمن الدول الصغيرة فمن يحميهم؟، هل سنشهد تمرداً أنياً وعاجلاً من الدول الصغرى _ وهذا متوقع بنسبة (100 ٪؜) _ على مجلس الأمن والأمم المتحدة من أجل إصلاحهما؟ .. أم أننا سنشهد تحولاً فى قدرة القوى الدولية وسنرى ميلاد قوى دولية جديدة؟، بمعنى آخر: هل سينتهى عصر "القُطب الواحد"؟ وسيأتى اليوم الذى نرى فيه عصر "القُطبين"؟ أم سنرى عصر "الأقطاب المتعددة"؟.

رأيى أن عصر (القُطب الأوحد) مُضر جداً، سلبياته كثيرة، مساؤه أكثر، إيجابياته معدومة، فقط هو قرار وحيد من قوى وحيدة لتكمين قوى واحدة لتنفيذ مصالح قوى واحدة.. أما فى حالة وجود (قُطبين) فهذا مُفيد للدول الصغيرة، ويُحدِث توازن دولى فى المصالح، ويُسهم فى اتزان العدالة الدولية، وسينقسم العالم إلى قسمين وهذا _ فى حد ذاته _ يُحقق عودة الحقوق للبعض رغم أنه من المتوقع أن يتحالف "القطبين" معاً لتنفيذ أجندتهما الخاصة ومصالحهما المشتركة وقتها سيتم تقسيم (تورتة) المصالح الدولية سوياً وسنعود مرة أخرى لكارثة ضياع حقوق الدول الصغيرة .. لكنى أرى أن وجود (أقطاب كبرى مُتعددة) هذا هو الحل، وجود توازنات ومصالح متعددة وميلاد قوى مُتعددة فى المجتمع الدولى تخلق قوة للمنظمات الدولية، وقتها ستعمل هذه الأقطاب المتعددة على تحسين صورة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسيعملون على إحداث عدالة دولية ولن تضيع حقوق الدول الصغيرة

ظنى أن الوضع الدولى لن يستمر كما هو الآن، لن يستمر انتهاك مقررات الشرعية الدولية كثيراً، فلكل عدوان على القانون الدولى نهاية، التاريخ علمنا بأن الإمبراطوريات الظالمة تسقط وتُهدم على روؤس صانعيها، ولكل جبروت وقت سيفنى فيه.. لدى أمل كبير فى عودة ميزان العدالة الدولية، لدى ثقة قوية فى المجتمع الدولى الذى سيستيقظ مُدافعاً عن منظماته وقراراته لتكون جميع الدول سواسية وقتها لن تضيع الحقوق وستُطوى صفحة (قانون الغابة) من التاريخ للأبد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة