زكى القاضى

خناقة ترامب وزيلنسكي..من يكسبها؟!

السبت، 01 مارس 2025 09:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

معركة ترامب الحقيقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فهو يرغب في إدارتها بمنطق الشركات التي يجب أن تجلب الأموال، غير عابئ بفلسفة الولايات المتحدة ذاتها، والتي تعتمد في المقام الأول على السياسة والنفوذ، واستخدام متوسط قوة الاقتصاد في تحقيق أكبر عائد سياسى، وبالتالي أمام هذا التفكك العشوائي الذى يفعله ترامب يوميا، هو يجعل أمريكا أكثر خسارة، حتى لو استعاد لها تريليونات الدولارات، عبر إجراءات اقتصادية بحتة، وبتدخلات "خشنة" في مفاصل الدولة خاصة في مؤسساتها ذات البعد الدولى مثل البنتاجون والمخابرات، والمؤسسات الدولية، فهو يرفد يوميا مئات الموظفين، ويتدخل يوميا في إقرار أحلامه الذاتية، على عكس المشاع بأن أمريكا هي إدارة لا رئيس، فقد أثبتت الوقائع والدلائل أن أمريكا دولة الرئيس بلا منازع، وترامب يفعل مايحلو له دون مرجعية تذكر.

تأتى معركة ترامب وزيلنسكى الأخيرة معبرة أيضا عن ذلك الاتجاه، فترامب كان يرغب في استعادة الأموال الممنوحة لأوكرانيا، عبر صفقة المعادن، والتي يرغب فيها بالسطو على معادن أوكرانيا، بدون ضمانات حقيقية في المقابل، وهو مارفضه الرئيس الأوكرانى، الذى يعيش في دور البطولة القومية الأوربية منذ 3 سنوات، وبالتالي اصطدمت الأحلام بينهما، فكلا منهم يرغب في دور البطولة على حساب الآخر، وكلاهما ممثل سابق، فالرئيس ترامب هو نجم تلفزيون الواقع، وزيلنسكى ممثل مسرحى قديم، لذلك تداخلات الأدوار بينهما، خاصة أن ترامب يمتلك دورين آخرين في ذلك الحدث، فهو المنتج الذى يصرف المليارات لأوكرانيا، وهو المخرج للحدث في النهاية، لذلك حدث ماحدث على الهواء، وطرد ترامب زيلنسكى، حتى دون التوقيع على صفقة المعادن، ولأن دور " السنيد" في البطولات عادة مايكون جنب البطل، فقد قام دى فانس بذلك الدور بشكل خطير، فقد كان مشجعا على توتر الأوضاع، بل كشف معلومات على الهواء لايجوز التصريح بها تخص القتال والجيش وجبهة المواجهة مع أوكرانيا وروسيا، وحتى يكون الأمر أسهلا في الشرح، لك أن تتخيل لو أن بوتين هو من كان يجلس مع زيلنسكى، هل كان سيقول أكثر مما قاله ترامب ونائبه.

معركة ترامب وزيلنسكى على الهواء، معركة كاشفة لأسلوب الولايات المتحدة الأمريكية الحقيقى، غير ان هذه المرة كانت الولايات المتحدة أمام الكاميرات التي يعشقها ترامب، ولم يظن هو ونائبه أن زيلنسكى يمكن أن يقف ضدهم ويحرجهم بشكل واضح، فقد حاول ترامب منذ يومين إحراج الرئيس الفرنسي ماكرون، لكن ماكرون كان أكثربعدا عن مساحة الضغط التي يفعلها ترامب، فأوقفه و رد عليه بشكل ناعم للغاية، لكن الموقف مختلف في أوكرانيا، فالرئيس ترامب يرغب في عقد صفقة مع بوتين حول أرض أوكرانيا، دون أن يكون هناك ممثلا لأوكرانيا، وفى جهة أخرى يرغب في عقد صفقة على معادن أوكرانيا دون مقابل، وبالتالي المعادلة واضحة امام الجميع، فترامب يرغب في الفوز بالكفتين معا، الفوز مع روسيا، والفوز على أوكرانيا، بمنطق اقتصادى، لكن للأسف " الاقتصاد وحده لايكفى"، و إدارة الدول لا تتم بالرغبات حتى لو كان ترامب يمتلك قوة كبرى، فهو أيضا رجل أعمال يعرف قيمة المخاطر في النهاية.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة