من كنزى لـ"البلف"..

"طوابير البلوجرز" بمعرض الكتاب.. هل تغيرت ذائقة القراءة لدى الشباب؟

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 09:00 م
"طوابير البلوجرز" بمعرض الكتاب.. هل تغيرت ذائقة القراءة لدى الشباب؟ طوابير البلوجرز بمعرض الكتاب
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دوراته الأخيرة ظاهرة لافتة للنظر، حيث تصطف طوابير طويلة أمام أجنحة دور النشر التى تستضيف "البلوجرز" والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعى، هذا المشهد الذى يتكرر كل عام، يثير جدلًا واسعًا بين الكُتّاب والنقاد حول تأثير هؤلاء المؤثرين على المشهد الثقافى، وما إذا كان ذلك يعكس تحولًا فى ذائقة القراءة لدى الشباب.

 

البلوجرز يخطفون الأضواء

في الوقت الذي كان يُنتظر فيه أن تكون الطوابير أمام أجنحة الكُتّاب الكبار أو أمام حفلات توقيع الكتب الأدبية والفكرية، أصبحت المشاهد الأكثر تداولًا على وسائل التواصل هي زحام الشباب حول البلوجرز والمؤثرين، الذين بدأوا دخول عالم الكتابة مؤخرًا، هؤلاء البلوجرز الذين حققوا شهرة عبر محتواهم الرقمي على منصات مثل إنستجرام، تيك توك، ويوتيوب، أصبحوا نجوماً في عالم النشر، وتجذب كتبهم أعدادًا كبيرة من القراء، خاصة من الفئة الشبابية.

ومن هؤلاء تأتي البلوجر كنزي مدبولي، التي اصطفت حولها الطوابير في حفل توقيع أحدث إصداراتها، رواية "فرصة من دهب" وبفضل هذه الطوابير من المتابعين لـ "كنزي" على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تبيع عدة طبعات في يوم واحد، وكذلك التف المئات من الشباب حول البلوجر "الأسطى عبده البلف" لتوقيع نسخ من أحدث إصداراته، ترجمة السيرة الذاتية للمدرب الألماني يورجن كلوب.

طوابير البلوجرز بمعرض الكتاب
طوابير البلوجرز بمعرض الكتاب

يبرر البعض هذه الظاهرة بأنها نتيجة لعلاقة البلوجرز المباشرة بجمهورهم، حيث إن متابعيهم يشعرون بأنهم يعرفونهم بشكل شخصى، مما يدفعهم لشراء كتبهم بدافع الحماس والدعم، وليس بالضرورة لجودة المحتوى، وعلى الجانب الآخر، يرى كثير من الكُتّاب التقليديين أن هذا الاتجاه يشكل تحديًا لهم، حيث باتت الأضواء تُخطف من الإبداع الأدبي والفكري الحقيقي لصالح ما يمكن تسميته بـ"كتب المشاهير".

 

تحولات فى ذائقة القراءة

الطوابير الطويلة أمام البلوجرز تعكس تحولًا في سلوكيات القراءة لدى الشباب، حيث يبدو أن جزءًا كبيرًا منهم لم يعد يبحث عن الأدب العميق أو الكتب الفكرية بقدر ما ينجذب للمحتوى الخفيف أو الشخصي الذي يقدمه المؤثرون. كتب البلوجرز غالبًا ما تكون سير ذاتية، خواطر، أو نصوصًا سهلة القراءة، مما يجعلها أكثر جاذبية لجيل نشأ في عصر السرعة والمحتوى القصير على الإنترنت.

في المقابل هناك من يرى أن هذه الظاهرة ليست بالضرورة سلبية، بل يمكن اعتبارها خطوة أولى في جذب الشباب إلى القراءة، حتى وإن كانت البداية مع كتب البلوجرز، فقد يكون ذلك مدخلًا إلى أنواع أخرى من الكتب في المستقبل.

الطوابير  على كتب البلوجرز بمعرض الكتاب
الطوابير على كتب البلوجرز بمعرض الكتاب

 

هل يجب على الكُتّاب التقليديين التأقلم؟

أمام هذا الواقع الجديد، أصبح السؤال: هل يجب على الكُتّاب التقليديين التكيف مع هذه الموجة الجديدة؟ بعض الكُتّاب بدأوا بالفعل في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع قرائهم، فيما لا يزال آخرون يرفضون هذا الاتجاه ويعتبرونه سطحية لا تتماشى مع قيم الكتابة الجادة.

في النهاية، تبقى ظاهرة "طوابير البلوجرز" في معرض الكتاب مؤشرًا على تحولات ثقافية واجتماعية أوسع، وبينما يرى البعض أنها تعكس تراجعًا في مستوى القراءة، يرى آخرون أنها مجرد مرحلة انتقالية في عالم يتغير بسرعة، حيث يظل التحدي الحقيقي هو كيفية الحفاظ على جودة المحتوى في ظل هذه المتغيرات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة