في مدرجات الأهلي، حيث تتراقص الأعلام وتعلو الهتافات، هناك شخص لا يغيب، رغم تغيُّر الوجوه، ولا يغادر مكانه في "التلاتة شمال"، الذي أصبح بمثابة مسرحه الخاص، إنه "أمح الدولي"، المشجع الذي لم يكن مجرد حضور في المدرجات، بل كان روحًا متوهجة، يشع منها الأمل والتفاؤل، إنه ذلك الوجه المألوف الذي تعودنا أن نراه قبل كل مباراة، وقد أصبح رمزًا لا يُنسى لدى جماهير الأهلي، تميمة الحظ التي لا تفارقهم، بل تلاحقهم أينما كانوا.
"أمح الدولي"، ذلك المشجع الذي كسر حدود المدرجات وارتقى لمرتبة أيقونة حقيقية، أثبت أن العشق للأهلي ليس مجرد شعور، بل هو طريقة حياة، كان مجرد ظهوره في أي صورة خلال المباريات كفيلًا بأن يرفع معنويات الجماهير ويجعل التفاؤل يعم القلوب، يُحكى أن كثيرًا من اللاعبين كانوا ينظرون إلى "أمح" باعتباره فالًا حسنًا، وعلى رأسهم النجم محمود كهربا، الصديق المقرب له، وأيضًا إمام عاشور وغيرهم من اللاعبين الذين وجدوا فيه أكثر من مجرد مشجع، بل كان لهم بمثابة دعوة للنجاح والتوفيق.
لكن "أمح" لم يكن فقط ذلك الوجه الذي يطوف مدرجات الأهلي، بل كان أيضًا أحد أبطال السوشيال ميديا، فيديوهاته، تلك التي تجسد خفة دمه التي لا مثيل لها، كانت تملأ الشاشات وتلقى رواجًا هائلًا بين جماهير النادي، ليكون له حضورٌ مؤثر في حياتهم اليومية.
عُرف بابتسامته الصادقة، وبكلماتٍ بسيطة تصل إلى القلب، فكان يمثل للأهلاوية أكثر من مجرد مشجع، بل كان صورةً من صور الفرح والتفاؤل.
ولكن الآن، في لحظة قاسية، يتعرض "أمح الدولي" للاختبار الأشد صعوبة في حياته، فهو يرقد على فراش المرض بعد إصابته بجلطة في المخ، فضلاً عن معاناته من إصابة في العمود الفقري، جُلّ الحُلم الذي كان يعيش به، ذلك الحلم الذي لطالما أعطى الحياة جمالًا، أصبح في لحظاتٍ صعبة يحتاج لدعوات المحبين والمخلصين له.
الجميع الآن يتضرع إلى الله أن يمن عليه بالشفاء، لأن "أمح" هو أكثر من مجرد مشجع، هو جزء من القلوب التي تعشق الأهلي، جزء من التاريخ الذي صنعه نادي القرن.
لقد دخل "أمح الدولي" قلوب الجميع، ليس لمجرد تشجيعه الفائق أو حضوره المميز في مدرجات الأهلي، ولكن لإنسانيته النبيلة التي جعلت منه أيقونة للجماهير.
وهكذا، فإننا ننتظر اليوم الذي يعود فيه هذا الرجل النقي إلى مكانه المفضل في التتش وملاعب كرة القدم، ليظل رمزًا للأمل والتفاؤل، ويبقى شعاعًا مضيئًا في سماء الأهلي وفي قلوب محبيه.
أمح ليس مجرد مشجع، هو جزء من روح الأهلي، ونحن اليوم في انتظار أن نراه يعود بأسرع وقت إلى مدرجاتنا، ليواصل إشعالها فرحًا وحبًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة