كشفت هيئة الدواء المصرية، عن اصدار الدليل القومي الاسترشادي لعلاج عدوى الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة، والذي يعد الدليل السابع لترشيد استخدام مضادات الميكروبات وذلك بعد موافقة اللجنة القومية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات التابعة للهيئة.
وقال الدكتور ياسين رجائى مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية: "يهدف الدليل إلى ترشيد استخدام مضادات الميكروبات في العدوى الناتجة عن مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة، حيث يتضمن الخطوط العلاجية المختلفة طبقًا للأدلة العلمية المحدثة، التي تتماشى مع الأدوية المتوفرة في مصر".
وتابع: "يتضمن الدليل، مقدمة عن عبء مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) على المستوى العالمي، ومعدلات استهلاك مضادات الميكروبات في مصر، وكذلك البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الأكثر خطورة في المنشأت الصحية والخطوط العلاجية المستخدمة في علاج البكتيريا سالبة الجرام وموجبة الجرام المقاومة لمضادات الميكروبات المتعددة كما يشمل الجرعات المقترحة للمضادات الحيوية لعلاج العدوى التي تسببها البكتيريا المقاومة لمضادات الميكروبات المتعددة ومدة العلاج اللازم".
وأضاف أن هيئة الدواء تحرص على تطوير الخدمات الصيدلية المقدمة للمريض، بما يضمن أعلى مستويات الرعاية الصيدلية ويضمن أمان وسلامة المريض ويحقق الاستخدام الأمثل للدواء استنادًا للمرجعيات العالمية للإرتقاء بمهنة الصيدلة.
ومن جانبة قال الدكتور إسلام عنان استاذ علم الأوبئة بجامعة عين شمس، إن العدوى الناتجة عن مسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات المتعددة، تعد واحدة من أكبر عشرة تهديدات للصحة عالميًا خاصة للمرضى داخل المستشفيات.
وأضاف الدكتور إسلام عنان، أنه يجب عدم صرف المضادات الحيوية الا بموجب روشته طبية من طبيب مختص وتابع : البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تقتل 1.2 مليون شخص حول العالم كما تتدخل فى وفاة 5 ملايين شخص عالميا وبحبول عام 2050 ينتظر العام وفاة 10 ملايين بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وكشف عن وجود ما يسمى بسوبر بكتيريا وهى التى أصبحت لا تؤثر فيها المضادات الحيوية بسبب الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية.
وتابع: "الفيروسات لا تعالج بمضاد حيوى مضيفا أن العدوى الفيروسية مع البكتيرية تتطلب الحصول على مضادات حيوية ولكن باشراف طبى"، قائلا: "لا يصح مرض بسيط ان نحصل له على مضاد حيوى قوى وحذر من عدم استكمال الكورس الدوائى لمواجهة العدوى البكتيرية مشيرا إلي لجوء البعض لما يسمى بحقنة هتلر وهى خطيرة جدا وتسبب مقاومة لفاعلية المضاد الحيوى".
حول مكونات "حقنة هتلر" قال الدكتور إسلام عنان: إنها "تركيبة من المضادات الحيوية والكورتيزون والفيتامينات، مشيرا إلى أن المضادات الحيوية التي تتكون منها الحقنة هي مضادات للبكتيريا وليس للفيروسات، وبالتالي إن كانت العدوى فيروسية لن يستفيد منها جسم المريض، إلى جانب أن المريض قد يعاني من حساسية بسبب المضاد الحيوي ما يُشكّل خطرا على حياته، على حد تعبير عنان.
وأضاف عنان، أن الكورتيزون "قد يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ولا سيما لدى مرضى السكري الذين يتناولون الكورتيزون وفق إجراءات احترازية معينة". موضحا أن وجود الفيتامينات أيضا كأحد مكونات هذه الحقنة وتلقّيها ضمن جرعة زائدة "قد يؤدي إلى مرض "فرط الفيتامين" (Hypervitaminosi) ما يعني زيادة معدلات الفيتامينات في الجسم وهو ما يُشكل خطراً على صحة الإنسان".
ووفقا للدكتور إسلام عنان فإن الحقنة سميت بـ "حقنة هتلر" في الأوساط الشعبية المصرية انطلاقا من اعتقاد المريض في حال تلقّيه الحقنة أنه سيشفى في وقت سريع وتزول آلامه وكأن فيها قوةً لا مثيل لها، وقد شاع استخدامها في مصر لعلاج نزلات البرد.
وأوضح أنه يوجد ما يقرب من 330 مستشفى على مستوى الجمهورية تقوم برصد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية كمرحلة أولى وسيتم دخول عدد كبير من المستشفيات في الفترة المقبلة مشيرا إلي نشاط الحملة القومية للاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة