شهدت قاعة مؤسسات ندوة "جامعة القاهرة 100 عام من العطاء"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، التي تقام بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، ويستمر المعرض حتي يوم 5 فبراير الجاري.
وجاءت الندوة بحضور الدكتورة إيمان عامر أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، والدكتور عادل مشرفة أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، والدكتور نبيل الهادي أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور إلهام مبروك أستاذ القانون بجامعة القاهرة، وأدارتها الدكتورة رجاء أحمد أستاذ الفلسفة بكلية الآداب.
وقالت الدكتورة رجاء أحمد: "نحن اليوم أمام مائدة فكرية غنية، حيث نناقش تاريخ مصر الحديث والمعاصر، مسلطين الضوء على فكرة إنشاء جامعة القاهرة، التي جاءت بدعم من الأمراء والمشايخ والملوك وكافة أطياف المجتمع"، مضيف أن الشيخ محمد عبده كان أول من نادى بإصلاح التعليم من خلال إنشاء تعليم مدني حر، وقد دعمه في ذلك أحمد المنشاوي، إلا أنه توفي قبل تحقيق حلمه، لكن الفكرة لم تمت، بل تبناها لاحقًا مصطفى كامل، وقاسم أمين، وسعد زغلول، ليكون العلم في مواجهة الاحتلال، لافته إلى أن جامعة القاهرة مر عليها 29 رئيسًا حتى الآن، ولها دور بارز في الحركة الوطنية، كما ساهمت في تخطي العديد من الأزمات التي مرت بها مصر.
وأضافت أن جامعة القاهرة خرجت مبدعين حصلوا على جائزة نوبل، مثل نجيب محفوظ، وياسر عرفات، كما أن شخصية العام في معرض القاهرة للكتاب، العالم أحمد مستجير، هو أحد خريجي جامعة القاهرة، وقد أسهم في تطوير الزراعة وحل المشكلات التي تواجه البشرية، حيث جمع بين أيقونة الفكر وعبقرية العلم. أما السير مجدي يعقوب، فهو أيضًا من أبناء جامعة القاهرة، التي قدمت إسهامات محلية وعالمية في مختلف المجالات.
وتابعت الدكتورة رجاء أحمد، أن جامعة القاهرة لعبت دورًا مهمًا في الحركة القومية للحفاظ على مصر، خاصة خلال حرب أكتوبر، حيث كانت تمتلك وحدة تخزين الذاكرة للمجهود الحربي، وكان للطلاب دور بارز آنذاك. وأكدت أن الجامعة لا دين لها، ولكن دينها العلم.
من جانبه، قال الدكتور عادل مشرفة، بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء جامعة القاهرة، يجب التذكير بأنها كانت تُعرف سابقًا بـ جامعة فؤاد الأول، ثم الجامعة المصرية، وأخيرًا جامعة القاهرة.
وأوضح الدكتور عادل مشرفة، أن كلية العلوم كان لها إسهامات عديدة منذ إنشائها، حيث درست الحياة الطبيعية والجيولوجيا في مصر، وخلال 15 عامًا فقط من تأسيسها، وصلت دراستها إلى العالمية، لأن أساتذتها نشروا أبحاثًا علمية في المجلات الأجنبية، مما عزز مكانة الكلية عالميًا.
كما تطرق إلى وفاة الدكتور علي مشرفة، مشيرًا إلى أنه كان مريضًا قبل وفاته بعشرة أيام، لكنه لم يستبعد تورط الإسرائيليين أو حتى الملك فاروق في الأمر، نظرًا لأن علي مشرفة كان يصف فاروق بأنه "ولد مدلل".
أما الدكتورة إيمان عامر، فأكدت أن الجامعة المصرية هي أم الجامعات، ليس في مصر فقط، بل في المنطقة بأكملها، حيث تعد نجاحًا للحركة الوطنية وإرادة المصريين. وأشارت إلى أن محمد علي باشا كان يدرك أهمية العلم، فقام بإرسال بعثات تعليمية إلى فرنسا، وكان رفاعة الطهطاوي على رأسها، حيث قام بترجمة العديد من الأبحاث والكتب، وساهم تطور التعليم في تأسيس كليات الحقوق والتجارة والألسن.
وأضافت أن كلية الحقوق كان لها دور بارز في الحركة الوطنية منذ ثورة 1919، وتناولت في حديثها تطور الحركات الطلابية منذ عام 1952، مؤكدة أن الجامعة لم تكن مجرد صرح تعليمي، بل كانت منبرًا للفكر والتنوير، ولعبت دورًا محوريًا في تشكيل الوعي الوطني والاجتماعي، مشرة إلى أن الجامعة شهدت عبر تاريخها بروز شخصيات مؤثرة ساهمت في صياغة ملامح السياسة والثقافة.
وقالت إيمان عامر، إن الجامعة المصرية هي أم الجامعات ليس في مصر وحدها، فهي نجاح للحركة الوطنية وإرادة المصريين، وكان محمد علي باشا يدرك أهمية العلم وكان يرسل بعثات إلي فرنسا وعلي رأسهم رفاعة الطهطاوي الذي قام بترجمة العديد من الأبحاث والكتب، وساهم تطور التعليم الي إنشاء الحقوق والتجارة والألسن.
وأوضحت إيمان عامر، أن كلية الحقوق لها إسهامات في الحركة الوطنية من أيام ثورة 1919، متناوله الحركات الطلابية منذ عام 1952 مضيفة أن الجامعة المصرية لم تكن مجرد صرح تعليمي فحسب، بل كانت منبرًا للفكر والتنوير، حيث لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الوعي الوطني والاجتماعي.
وأشارت إلى أن الجامعة شهدت عبر تاريخها بروز شخصيات مؤثرة ساهمت في صياغة ملامح السياسة والثقافة في مصر، مؤكدة أن دورها لا يقتصر فقط على تخريج الكفاءات، بل يمتد ليشمل الإسهام في تطوير المجتمع ودفع عجلة التقدم
كما قالت الدكتورة إلهام مبروك، فإن كلية الحقوق لها بصمة رائدة في إثراء التعليم منذ عهد مصطفى باشا النحاس. وقد ساهمت شخصيات بارزة في الحركة الوطنية، مثل الدكتورة عائشة راتب، التي شاركت في الاتحاد الاشتراكي، وكانت أول من ناضل لرفع الظلم من خلال مجلس الدولة، إلى جانب تمثيلها فيه. ومن ناحية أخرى، رفض الدكتور حسين صدقي دور المرأة في المجال القانوني، لكن العديد من الحقوقيات جئن بعده ليواصلن النضال.
وأوضحت إلهام مبروك، تعود جذور مدرسة الحقوق إلى عام 1860، حيث تأسست تحت اسم "مدرسة سن القوانين" في عهد الخديوي إسماعيل، في بداياتها، كانت اللغة العربية محدودة الاستخدام في المجال القانوني، حيث كانت الدراسة تعتمد بشكل أساسي على اللغة الفرنسية، ولكن مع مرور الوقت، تعمق دور القانون في المجتمع، خاصة خلال الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى تغير اتجاهات الشعب، ومع تزايد عدد الأساتذة المصريين، بدأ تدريس المواد القانونية باللغة العربية، مما أثرى التعليم القانوني وأتاح فرصًا أوسع، وقد ساهم ذلك في تخريج شخصيات بارزة أثرت في مختلف المجالات.
ومن جانبه قال الدكتور نبيل الهادي ، إن كلية الهندسة لها تاريخ عريق يعود إلى القرن التاسع عشر، وفي عام 1905، كانت هناك محاولات لتأسيس الجامعة، لكنها لم تتحقق بشكل رسمي إلا في عام 1935، لعبت كلية الهندسة دورًا محوريًا في النهضة العمرانية خلال عهد محمد علي، حيث ساهمت في مشروعات كبرى مثل القناطر الخيرية وتطوير البنية التحتية للقاهرة، ومنذ ذلك الحين، نشأت علاقة وثيقة بين الهندسة والجامعة، مما أسهم في تطور التعليم الهندسي في مصر.
وأوضح نبيل الهادي، ومن الشخصيات البارزة في هذا المجال، علي مبارك، ومحمد بيومي، ومحمود فلكي، مشيرا الي أن تاريخهم يلقي الضوء حول كيف يمكن لأي شخص بسيط بقدراته الذهنية وإصراره أن يصل إلى أعلى المراتب، فعلى سبيل المثال، رفض محمود فلكي التعليم في الكتاتيب في صغره، لكنه أثبت نفسه لاحقًا وتعلم الهندسة المدنية، كما علم نفسه اللغة الفرنسية، هذه القصة تعكس كيف يمكن للإنسان تجاوز الحواجز الاجتماعية والعلمية والارتقاء من خلال التعلم والمثابرة.
وتابع نبيل الهادي، أن العلم يمنح الإنسان قيمة حقيقية، ولهذا قام علماء الهندسة وغيرهم بجهود كبيرة في ترجمة العلوم التي درسوها، مما ساهم في إثراء المعرفة ونقلها إلى الأجيال التالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة