وسط ضجيج محركات الشاحنات تصطف مئات المركبات المحملة بالمساعدات الإنسانية على مشارف معبر رفح، تعبر الحدود إلى داخل قطاع غزة تباعا. تتحرك الشاحنات واحدة تلو الأخرى، محملة بالمواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والخيام، وأطنان من الوقود، في مشهد يعكس الجهود المصرية الحثيثة لتخفيف معاناة سكان القطاع، ويتولى المتطوعون، بصدورهم المفعمة بالحماس، تسجيل الشحنات وإحكام تنظيمها، بينما يقف رجال الهلال الأحمر المصري في مواقعهم، متأهبين لضمان انسيابية العمل الإغاثي، إنه سباق مع الزمن، حيث تعمل مصر على مدار الساعة لتقديم الدعم الإنساني، إدراكًا منها لحجم الأزمة التي يعيشها الأشقاء الفلسطينيون.
من على الحدود المصرية مع قطاع غزة، تتواصل الجهود المصرية على مدار الساعة لدعم الأشقاء الفلسطينيين وتقديم كافة أشكال المساعدة الإنسانية، في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها القطاع. وتلعب مصر دورًا محوريًا في تخفيف معاناة سكان غزة، سواء من خلال إدخال المساعدات الإغاثية أو استقبال المصابين والمرضى للعلاج في المستشفيات المصرية.
أكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن مصر قدمت ولا تزال تقدم الدعم الأكبر لسكان قطاع غزة، مشيرًا إلى أن 90% من المساعدات التي يتم إدخالها إلى القطاع مصدرها مصر. وأوضح أن الجهود المصرية لا تقتصر فقط على نقل المساعدات، بل تشمل تنظيم العملية اللوجستية بشكل كامل، حيث تم إنشاء سبعة مخازن لوجستية لتخزين المساعدات منذ إغلاق معبر رفح في مايو الماضي، وذلك استعدادًا لإعادة فتح المعبر وإدخال المساعدات بشكل منظم يضمن وصولها إلى مستحقيها. وأضاف أن المحافظة تمتلك قدرات عالية لإرسال أكثر من 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا إلى قطاع غزة، مع إمكانية زيادة هذه الأعداد عند الحاجة.
وشدد المحافظ على أن المساعدات الإنسانية تتدفق إلى قطاع غزة بنسبة 100% دون أي معوقات، وذلك بفضل التخطيط الجيد والتنسيق المستمر مع الهلال الأحمر المصري، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم عمليات نقل المساعدات. ويشارك مئات المتطوعين في جهود إدخال المساعدات إلى القطاع، حيث يقومون بتسجيل الشحنات وتنظيمها لضمان وصولها إلى المستشفيات ومراكز الإغاثة داخل غزة. بالإضافة إلى ذلك، توفر مصر خدمات دعم للعالقين من المرضى ومرافقيهم، بما في ذلك تقديم الوجبات الغذائية الخاصة بهم في العريش، والتي تتولى تنظيمها الجمعيات الخيرية.
في هذا السياق، أكد الدكتور خالد زايد، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، أن هناك 1200 متطوع يعملون في خدمة عمليات نقل المساعدات، معظمهم من أبناء شمال سيناء، إلى جانب متطوعين من محافظات أخرى، وأغلبهم من الفتيات. وأوضح زايد أن المتطوعين يخضعون لدورات تدريبية متخصصة قبل المشاركة في العمل الميداني، تشمل التدريب على الأعمال المستندية، الدعم النفسي الأولي والتخصصي. كما أشار إلى أن الهلال الأحمر ينشر متطوعيه في 36 نقطة ميدانية تتعلق بالمساعدات والمصابين والمرافقين لهم، لافتًا إلى أن إجمالي ساعات التطوع التي قدمها المتطوعون منذ بداية الأزمة في 7 أكتوبر 2023 بلغ 500 ألف ساعة.
وعلى صعيد الدعم الطبي، تتواصل جهود مصر في استقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج داخل المستشفيات المصرية، حيث يتم استقبال الجرحى وفق خطة علاجية متكاملة تتضمن ثلاث مراحل رئيسية.
المرحلة الأولى تشمل مستشفيات شمال سيناء التي تم تعزيزها بأعداد إضافية من الأطباء ورفع كفاءتها لاستقبال الحالات الطارئة. أما المرحلة الثانية فتشمل مستشفيات الإسماعيلية والمحافظات المتاخمة لشمال سيناء، والتي تم تجهيزها لاستقبال الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية إضافية. فيما تضم المرحلة الثالثة مستشفيات القاهرة الكبرى، المجهزة لاستقبال الحالات الحرجة وإجراء العمليات الجراحية المتقدمة.
وفي إطار التعاون الدولي، استقبل مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء وفدًا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي قام بمتابعة أعمال التطوير والتعرف على أنشطة الفرع المختلفة، بما في ذلك ورش العمل المخصصة للمتطوعين، أعمال إدارة الشباب وتنمية التطوع، غرفة العمليات لمتابعة الاستجابة للطوارئ، وغرفة الدعم النفسي. وأعرب الوفد عن إعجابه بالجهود المبذولة، موجهاً رسالة شكر لمتطوعي الهلال الأحمر المصري على تفانيهم في العمل الإنساني.
لم تقتصر الجهود الدولية على زيارة وفد الصليب الأحمر، بل استقبل اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء وفودًا رسمية من دول مختلفة، من بينها وفد كندي بقيادة أولريك شانون، سفير كندا في مصر، الذي زار معبر رفح ومستشفى العريش العام، وأشاد بالجهود المصرية في استقبال المساعدات وإدخالها إلى قطاع غزة، إلى جانب تقديم الخدمات الطبية للجرحى الفلسطينيين.
كما استقبل المحافظ وفدًا من الكونجرس الأمريكي، الذي زار معبر رفح لمتابعة العمليات الإنسانية ميدانيًا. وأكد أعضاء الوفد، بقيادة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية داريل عيسى، أن ما شاهدوه من جهود مصرية يدعو إلى التقدير، مشيدين بالدور المصري في إدخال المساعدات واستقبال المصابين الفلسطينيين. وأكدوا دعمهم الكامل لدور مصر في إحلال السلام ووقف القتال.
وفي زيارة أخرى، استقبل المحافظ السفير البلجيكي بارت دي جروف، الذي أثنى على الجهود المصرية في وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأكد السفير على العلاقات الطيبة التي تربط مصر وبلجيكا، مشيرًا إلى أهمية استمرار التعاون بين البلدين في القضايا الإنسانية.
كما استقبل اللواء خالد مجاور وفدًا من البرلمان الأوروبي، بحضور عدد من المسؤولين المصريين، من بينهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي. وأكد أعضاء الوفد دعمهم للجهود المصرية، مشيرين إلى أهمية العمل المشترك لضمان حماية المدنيين وتحقيق حل الدولتين.
وفي إطار تعزيز القدرات التطوعية، أعلن الهلال الأحمر المصري عن الانتهاء من تدريب 300 متطوع تحت شعار "قادة التطوع من أجل الإنسانية" لدعم استجابة الأزمة في غزة. وشارك هؤلاء المتطوعون في ثلاث معسكرات تدريبية تهدف إلى تأهيلهم ليكونوا في الصفوف الأمامية لمواجهة التحديات الإنسانية في قطاع غزة، وضمان استمرارية تقديم المساعدات.
الشاحنات تعبر لغزه
بوابه معبر رفح
جانب من الشاحنات
شاحنات علي بوابه معبر رفح
صهاريج الوقود في طريقها لغزه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة