محمود عبدالراضى

أول تراويح وسحور..السكينة تملأ القلوب

الجمعة، 28 فبراير 2025 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ساعات قليلة تفصلنا عن أول صلاة تراويح في رمضان، تلك اللحظات التي تنتظرها القلوب بشوق، وتعد الساعات الساكنة قبيل الفجر بمثابة غمزة أمل ترسم في الأفق بداية الشهر الكريم.

إن لمسات رمضان بدأت تنتشر في أرجاء الشوارع، تعلن قدومه بابتسامة على وجوه الأطفال، وزينة تغطي الأرصفة، وفوانيس مشرقة تزين السماء.

وفي هذا الوقت، تتسابق الأسواق لتقديم سلع رمضان، حيث الياميش والقطايف والكنافة تقف في واجهات المحلات، تستدعي الجميع للتجمع حولها، تلك اللحظات التي تلتصق في الذاكرة وتظل علامة مميزة على أيام الصوم والفرح.

لا شيء يعبر عن فرحة الشهر مثل منظر الأطفال وهم يحملون الفوانيس بأيديهم، يركضون في الأزقة وبين الأحياء، يشبعون الفضاء ضحكًا وبهجة.

المساجد، التي لطالما كانت منارة للسلام، بدأت تستعد لاستقبال المصلين، أضواؤها تتلألأ، وحين تقترب منها تشعر وكأنها تحتضنك بلطف، فالمآذن تطلق أصواتها الحانية معلنة عن آذان المغرب، والقلوب تنتظر هذا الصوت لتعلن بداية الإفطار، ثم تعود لتسمع أصوات قراء القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت التي ترتفع معها هدوء الليالي، صوت المنشاوي، عبد الباسط، محمد رفعت، وأبتهالات النقشبندي ونصر الدين طوبار، تتناغم معها أرواحنا، تأخذنا إلى عالم آخر، يملؤه السكينة والنور.

ومع اقتراب موعد السحور، تتجه العائلات نحو الجلسات العائلية التي تنبض بالحب والتواصل، دعوات التجمعات العائلية تتوالى، والاتفاقات على اللقاء على موائد الإفطار تملأ الأجواء، فرمضان ليس مجرد تقليد، بل موعدًا للقاء، لإعادة وصل ما انقطع من علاقات، لتجمع الأرواح حول مائدة واحدة، تسودها أجواء من التراحم والفرح.

ومع كل يوم يمر، تزداد الأجواء مبهجة، تلك اللحظات التي تكتمل فيها الصورة، ابتسامات عائلاتنا وأصدقائنا التي تزين الوجوه، والطمأنينة التي تكسو القلوب مع بداية الشهر الكريم. فمتى كانت تلك اللحظات السعيدة أكثر وضوحًا إلا في رمضان؟ رمضان، الذي يعيد لنا شعورًا قديمًا مفقودًا، حيث الهدوء يعم كل زاوية في البيوت والشوارع.

شهر رمضان ليس مجرد فرصة للصوم عن الطعام، بل هو شهر تسعى فيه الأرواح للسلام الداخلي، وتحاول فيه القلوب العودة إلى طمأنينتها، فكل لحظة فيه تحمل معنى، وكل تفصيلة تخلق حالة من التوازن الروحي والنفسي.

في رمضان، تتناغم الأشياء الصغيرة لتخلق لحظات كبيرة في القلب، وتظل تلك اللحظات تذكرنا بأن الحياة لا تحتاج إلى الكثير، بل إلى لحظات من الصفاء تملأها النية الطيبة.

كل زاوية في هذا الشهر، كل ابتسامة، كل كلمة طيبة، تحمل لنا في طياتها أملًا جديدًا، فتجعل من رمضان هذا العام أكثر من مجرد تقليد، بل تجربة حية من الفرح والمغفرة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة