أمل الحناوى

عظمة شعب وقوة رئيس

السبت، 22 فبراير 2025 09:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طوال الأسبوع الماضى، كُنت أتابع الأحداث باهتمام بالغ، أقضى أوقاتاً طويلة أتنقل خلالها بين الفضائيات العربية، قناة "القاهرة الإخبارية" بالنسبة لى صانعة الحدث وناقلة الخبر الحصرى والناطقة باسم الموضوعية، لما تتميز به من نُضج ووعى ومهنية.. فى بعض الأحيان أجدنى فى حالة نفسية تسمح بالامتناع عن مشاهدة الأحداث لما تُسببه من آلام نفسية سيئة علينا جميعاً، أحياناً أخرى ألجأ لغرفة مكتبى وأتوجه لمكتبتى العامرة بالكُتب التاريخية والثرية بكُتب التاريخ والسير الذاتية والمذكرات الشخصية.. وأعترف بأننى ألجأ دائماً لقراءة كتاب (البحث عن الذات) للرئيس الراحل أنور السادات _ بطل الحرب والسلام _ حُباً فى "السادات" وعشقاً لمسيرته الوطنية.

قرأت كتاب (البحث عن الذات) مرات عديدة، وفى كل مرة أكتشف نقاطا جديدة تدل على عبقرية "السادات" وأمانته ووطنيته وإخلاصه وذكائه ودهائه وفطنته.. الجميع يعلم أن "السادات" كانت لديه رؤية مُستقبلية فريدة من نوعها، كان قارئاً للمشهد السياسى الدولى قراءة مُختلفة عن من سبقوه، تجاوزت قدرته على المراوغة فطاحل السياسة الأمريكية والإسرائيلية، ولهذا أستطيع القول إن ("السادات" تلاعب بهما وحقق مُراده وأعاد سيناء فى وقت صعب بالحرب تارة وبالسلام تارة، المُهم بالنسبة لى أنه أعادها، استغل إمكانياته فى المراوغة فى مفاوضات السلام، وكتب التاريخ أن "السادات" حارب وانتصر وأعاد الأرض والعِرض ورفع علم مصر على سيناء).

يعجبنى فى كتاب (البحث عن الذات)، أنه يُقدِم السيرة الذاتية للرئيس السادات مُجردة من أى تكَبُر أو غرور، حكى بنفسه _ دون تحميل أو تزويق أو إنكار _ عن أصله وفصله وحياته وتحركاته التى كانت تُنبئ بأننا أمام (مُناور) كبير يعرف _ جيداً _ كيف يُحقق أهدافه مهما دفع الثمن ومهما ضحى ومهما عانى؟.. لكن أهم ما يعجبنى هو أنه مؤمن جداً بعظمة الشعب المصرى، مع كل ذِكر للشعب المصرى يتبعها بوصف (العظيم).

ما أريد قوله بأن الرئيس السادات كان يدرك _ كل الإدراك _ بأن الشعب المصرى (عظيم) على الدوام.. "شعب عظيم" فى فَرَحِه.. "شعب عظيم" فى آلامه.. "شعب عظيم" وهو فى شِدَة ومِحنة.. "شعب عظيم" يُضحى بالغالى والنفيس من أجله وطنه.. والأهم أنه "شعب عظيم" مُبتسِم وراضِ وقانع وصَبور وقت أن ينزف دماً ويظن البعض بأنه شعب فَقَد الأمل يظهر هذا الشعب معدنه الأصيل ويستيقظ ويهِب مُسرعاً دفاعاً عن وطنه وأرضه وعزته وكرامته، ويُعلن عن أن المارد المصرى لا ينام أبداً ولا تغفل عينيه عن وطنه.

ركز "الرئيس السادات" على أن الشعب المصرى لا يفقد الأمل إطلاقاً، شعب له كلمة وشَنة ورَنة وموقف حاسم حينما يرى الوطن يتعرض للخطر.. تمُر الأيام والشهور والسنون، عِقد الثمانينات مَر، عِقد التسعينات مَر، وبالرغم من مرور رُبع القرن الجديد إلا أن الشعب المصرى ما زال يُعيد كتابة التاريخ، نَعم التاريخ يُعيد نفسه وتتكرر الأحداث والمواقف ويأتى اختباراً حقيقياً للشعب المصرى حينما يرى أمام عينه بأن مُخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم يتم تنفيذه على أرض الواقع، وهو ما يؤدى حتماً لتصفية القضية الفلسطينية، فإن هذا الشعب المصرى العظيم يقف بصلابته وبقوته وبإيمانه بأن الله _ عز وجل _ نصيره وسينصُره ويقول بصوت مسموع (لا للتهجير .. لا للتصفية)، موقف الشعب المصرى جاء مُتوافقاً مع موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى الصلب الرافض للتهجير والتصفية، فحينما يقف الشعب المصرى مع رئيسه فإنها وقفة تعطيه قوة على قوته وقُدرة على قُدرته.. وهو ما حدث بالفعل، فى كل المحافل الدولية وفى لقاءاته مع قادة وزعماء وملوك ورؤساء العالم، يُعلن الرئيس السيسى بكل قوة موقف مصر الرافض للتهجير والتصفية، موقف تاريخى مُشرِف نعتز به ونفتخر به، شعب ورئيس موقفهم واحد، هُنا تأتى (عظمة شعب) و(قوة رئيس).

الموقف المصرى _ شعباً وقيادة _ الثابت تجاه التصدى لكل المحاولات المُغرضة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم بل والمطالبة بتنفيذ قرارات الشرعية التى تؤكد على الحق العادل للفلسطينيين بدولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أراضى (ما قبل الخامس من يونيو 1967) يؤكد أننا أمام دولة قوية _ بشعبها الآبى وقيادتها الأبية _ وقادرة على قول الحق والدفاع بكل حكمة وقوة وأمانة عن قضية العرب المركزية الأولى وهى القضية الفلسطينية.. أُؤمن تماماً وثقتى لا تنقطع أبداً بأن الشعب المصرى _ العظيم _ والرئيس السيسى _ الوطنى _ ساهما فى "سَد الطريق" أمام مخطط التهجير وسيكونان السبب الرئيسى فى إجهاض هذا المُخطط الرامى لتصفية القضية الفلسطينية وإفشاله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة