زكى القاضى

بلالين ترامب تهدم أمريكا

السبت، 22 فبراير 2025 02:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقوقع الدول العظمى، لايبنيها، وانسحابات السياسة لصالح الاقتصاد، لايصنع أمما ذات شأن وقيمة، وهذا هو مأزق ترامب الحقيقى، فهو رئيس جاء ظنا منه أنه يجعل أمريكا عظيمة، وسينتهى به الحال لأن يضع أمريكا في حجمها الطبيعى، فهو يجرى بسرعة الصاروخ في اختراق بلالين وهالات الدعاية الأمريكية، تحت دفع ذاتى يهيئ له أنه يوفر لها، وحتى مساعيه لضم كندا و جرينلاند، وبسط سيطرته على خليج المكسيك، مسميا إياه الخليج الأمريكي، وكذلك تدخلاته في بنما، وسعيه لضم كولومبيا فى الاطار الأمريكي، كلها وسائل تدفع أمريكا دفعا للهاوية والهبوط والانحدار، فالولايات المتحدة الأمريكية عظم شأنها المؤثر في العالم، عبر تطويعها لقوتها العسكرية والإقتصادية، لتحقيق التداخل السياسى، وفرض السيطرة، وكذلك جلب المهاجرين، والعقول الخارجية، وحينما يأتي ترامب بسياسته الترامباوية لرفض كل ذلك، ويهدد الجميع، الأصدقاء والأعداء، فإنه يسقط للمنحدر بسرعة سيارة تعطلت فيها الفرامل، فهو يهدد أوربا بأكملها، ويهدد الناتو، ويهدد المنظمات الأممية، ويهدد الحكومة الفيدرالية، ويهدد كافة كياناته الداخلية، و يفعل ذلك ظنا منه أنه يستعيد أمريكا " المترهلة"، وأنه يوفر تريليونات الدولارات، غير واع بأنه يهدم في صورة أمريكا، وفى مستقبلها، فالتقوقع للداخل، ومحاولة بناء اقتصاد قوى، فعلته الصين بطبيعة شعبها، وبتراكم تاريخها، ووضعت الصين نفسها في مساحة المارد الذى يرفض استخدام قوته، بينما أمريكا دولة تستخدم قوتها وسياستها في كل شأن حول العالم، وبالتالي ما يفعله ترامب يهد كل ما فعلته أمريكا، ومن المؤكد أن المؤسسات وعمقها في الداخل قد تستريح حينما يختفى ترامب بأي شكل ممكن.

بلالين الولايات المتحدة الأمريكية، وحجم الدعايا التي صنعته عبر عقود، ستكون نهايتها في تلك الفترة التي يحكم فيها ترامب البيت الأبيض، فالرئيس ترامب لا يعلم قيمة المؤسسات، ولا يدرك طبيعة التداخلات، ويدير الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الشركات المتحدة الأمريكية، أو الشركات الترامباوية الأمريكية، والشركات بطبيعتها تخاف من المخاطر، وتبتعد وقت التشويش في السوق، بعكس الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنشط في الأزمات، وتعتمد مصلحتها على استغلال تضارب المصالح، والشاهد الرئيسى على ذلك هو ما يفعله ترامب مع زيلنسكي في أوكرانيا، فهو ينتقده بشكل متواصل، كما يضغط للاستيلاء على معادن أوكرانيا، دون إدراك أن أوكرانيا كانت تحارب باسم أمريكا، ضد روسيا، وسيفعل ذلك مع كل حليف، فهو يعود بأمريكا للخلف، ولن تستطيع الأموال السريعة القادمة أن تنقذ سياسته.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة