تتطلع الأنظار إلى القمة العربية، التي ستعقد في مصر بعد أيام قليلة، والتي يسبقها موقف جامع على رفض مقترح تهجير الفلسطينيين، وهذا الرفض لم يتوقف عن حد السيادة المصرية والعربية فقط، بل شمل الموقف كثير من الدول غير العربية؛ فقد أكدت العاصمة الإسبانية على لسان رئيس الحكومة الرفض القاطع للتهجير، والتوافق مع مصر بشأن مقترحات الإعمار، وفق ما جاء بالخطة المصرية، التي تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وفي هذا الخضم نثمن ونشيد بالجهود الدبلوماسية الرئاسية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يبذل جهودًا مضنية؛ من أجل نصرة القضية الأم، ويؤكد على الحق الفلسطيني، ويعمل على تحقيق الأمن القومي للدولة المصرية من جهاتها الأربعة؛ ومن ثم تحظى جولاته الاهتمام والترحيب الدولي، بل وتقدير الرؤى المصرية، التي تنشد السلم والسلام والسعي؛ لتحقيق التنمية المستدامة لكافة شعوب الأرض.
إن مقدرة الرئيس على إيصال الرؤية المصرية، وعرض تفاصيل وتداعيات القضية الفلسطينية، على المجتمع الدولي، خلق حالة من زخم الاهتمام، وساهم في توحد الرأي، والاصطفاف حول صوت مصر؛ حيث نادت القيادة السياسية المصرية منذ اللحظة الأولي بضرورة تطبيق حل الدولتين؛ لتعيش الشعوب في سلام واستقرار، وتبدأ مرحلة النهضة المستحقة للإنسان، في كافة ربوع الأرض دون استثناء.
ما تعرضه الآلة الإعلامية الغربية والإسرائيلية من تزييف للواقع، وما تبثه من شائعات عن الموقف المصري، صار في مهب الريح؛ حيث أدرك العالم بأسره حقيقة الوضع المأساوي للقطاع المكلوم؛ ومن ثم تبذل الجهود المصرية المتوالية تجاه تحقيق غايات محددة؛ لتخرج غزة من أزمتها الراهنة، والمتمثلة في ضرورة وقف إطلاق النار بشكل كامل، وتعاطي تبادل الرهائن والأسرى حتى النهاية، وإنفاذ دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
الرئيس لديه ثقة في قادة كثير من دول العالم؛ بشأن تقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية؛ فما زالت هناك أصوات تتبني الموقف الشجاع، وتنضم بقوة إلى الحق والعدل، وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة؛ لذا ترفض كافة القرارات، والاطروحات، التي تنادي بسلب الحرية، وتكريس حالة الظلم في المنطقة، وانتهاك حقوق الإنسان؛ ومن ثم تعارض بشدة أن يتحكم كائن من كان في مصير الشعوب.
الدول العربية قاطبة تؤكد على توافقها التام بشأن القضية الفلسطينية، ولا تتقبل بأي صورة كانت فكرة التهجير، بل وتتوافق حول رؤى الدولة المصرية وقيادتها السياسية، بشأن خطة الإعمار، التي تقوم على بقاء الشعب الفلسطيني في موطنه، وهذا يؤكد على توحد القيادات والشعوب العربية بشكل جامع، وموقف ثابت، وقرار واحد، لا تراجع، ولا انفكاك عنه، وهذا ليس من قبيل الشجاعة فقط؛ لكنها عقيدة راسخة لدى العرب جميعًا.
اعتقد أن بداية تعافي قطاع غزة؛ يكمن فيما تتمخض عنه القمة المرتقبة من قرارات، مشفوعة بخطة توافقية لإعمار هذا القطاع المكلوم؛ ومن ثم نقف على طريق التغلب على الأزمة، التي يدفع الجميع الآن ثمنها، وأرى أن الالتفاف العربي حول ما تقترحه مصر من رؤى شاملة، خاصة بإعمار غزة، يُعد باب أمل للمحافظة على الحقوق العربية، وفي القلب منها الحق الفلسطيني، وسيادة شعبه، ووحدة واستقلال أراضيه المنتهكة من قبل إسرائيل.
أثق بأن الموقف العربي الموحد، سوف يزيد من التضافر الدولي، حول القضية الفلسطينية، وسوف يرغم المعتدي كي يتراجع عن مخططاته، ويجبر على السير في ركب السلام، وهنا علينا أن نتضافر كعرب من أجل تحقيق الغاية، ولا يتم إقصاء لأي طرف من الأطراف؛ لنضمن رأي جامع قائم على وحدة الكلمة، واستقلالية القرار، الذي يؤكد مستهدفات لا تفاوض حولها، ولا تفريط فيها، مهما تعالت التحديات، وتفاقمت الأزمات؛ فما أصعب من أن تشرد الشعوب، وتنتهك سيادتها، ويقضى على أحلامها وآمالها.
نعول على وحدة العرب؛ من أجل ردع العدوان، والقضاء على أحلام اليقظة، التي تعيشها إسرائيل ومن يساندها، ونثق في أن الصمود، والثبات، والاصطفاف من قبل القيادات والشعوب يصنع المعجزات، بل ويؤكد أن اتحاد الأمة العربية على قلب رجل واحد؛ من أجل الحفاظ على تاريخ وجغرافيا، تريد قوى الظلم النيل منها، والعمل على تغييرها، وهذا لن يحدث، طالما كان هنالك موقف عربي ودولي موحد.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة