أعلنت دار كريستيز للمزادات عن عرض لوحة "ليلة عيد الميلاد" للفنان بول ديلفو نفذه عام 1956، للبيع بسعر تقديرى يتراوح ما بين مليون إلى 2 مليون جنيه إسترلينى، فى مزاد الفن السريالى المقرر إقامته فى لندن مارس المقبل.
وُلِد بول ديلفو (1897-1994) في وانزه في جنوب بلجيكا، وبينما كان والداه يأملان أن يحذو حذو والده ويمارس مهنة المحاماة، شجعته عمته على ميوله نحو الأدب والموسيقى، وتم التوصل إلى حل وسط، وسُمح لديلفوكس الصغير بدراسة الهندسة المعمارية و فشل في امتحان الرياضيات، لكن معرفته بالهندسة المعمارية الكلاسيكية والمنظور زودته بيد ماهرة في الرسم، كما هو واضح في أعمال مثل المعبد (1949) ، الذي بيع في دار كريستيز في لندن عام 2012 مقابل 1.609.250 جنيه إسترليني.
بعد الالتحاق بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في بروكسل لدراسة الرسم، تخرج ديلفو أخيرًا في سن السابعة والعشرين، واستغرق الأمر ما يقرب من ثلاث سنوات أخرى قبل أن يشعر بالثقة الكافية لإنشاء استوديو خاص به في منزل والديه في بروكسل.
في عام 1926، زار ديلفو معرضًا لأعمال رائد السريالية، جورجيو دي كيريكو ، الذي تركت مناظره المتناثرة وألوانه الداكنة انطباعًا عميقًا عليه، كما لعبت أعمال رينيه ماجريت وسلفادور دالي وماكس إرنست دورًا رئيسيًا في تشكيل جمالياته، لكن ديلفو، خوفًا من "الإيزمات"، رفض أي ارتباط رسمي بالسرياليين أو بأي دائرة فنية أخرى.
ومع ذلك، فإن تأثير السرياليين على أعمال ديلفو لا يمكن تجاهله، ففي عمله " روزين" الذي أنجزه عام 1968 ، يعكس شغف ديلفو بالخيال والمقارنة بين العناصر التي تبدو وكأنها من زمن آخر القوى التي شكلت المشهد السريالي قبل نصف قرن من الزمان.
بعد أن ظل يرسم حتى بلغ الثمانين من عمره، توفى ديلفو في عام 1994 عن عمر يناهز 96 عامًا في فيرن ببلجيكا، ووفقًا لرغباته، تم إنشاء مؤسسة ومتحف بول ديلفو في سانت إيدسبلاد قبل أكثر من عقد من الزمان.
أثرت صور ديلفو على الفنانين العاملين في أنواع أخرى: ألهمت لوحاته الملحن الياباني تورو تاكيميتسو في سمفونيته " إلى حافة الحلم" عام 1983 ، بينما أشار المؤلف جي جي بالارد إلى أعمال ديلفو في العديد من رواياته.
لوحة بول ديلفو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة