ذكريات الطفولة تظل تداعبك كلما قست عليك الحياة بمسئولياتها، فتفر إليها تسترجعها لتسكن قلبك وتهدئ روعك، ولقد عشت أياما فى طفولتى بمحافظة المنيا ارتبطت بأماكن عدة، وتركت في نفسى ذكريات جميلة، وكلها قبل أن تضيق الحياة بالتطور التكنولوجى الموحش.
أمس وأنا أستطلع الأخبار وقعت عينى على تصريحات للواء عماد كدواني محافظ المنيا، أثناء زيارته الحديقة الدولية في المحافظة الجميلة "عروس الصعيد" - بلدى - فإذا بشريط الذكريات يتحرك، عارضا لقطات لا أنساها متعلقة بالحديقة الدولية، التي عانت الأهمال طيلة سنوات مضت بعدما كانت متنفسا لأهالى المنيا، إلى أن أعلن أمس المحافظ طرحها على رجال الأعمال للاستثمار فيها، وإعادة أحد أهم الأماكن التي أدخلت المتعة والسرور على جيل الثمانينات في المنيا إلى الحياة مرة أخرى.
دعنى أروى إليك جزءا من ذكرياتى المتعلقة بالحديقة الدولية في عروس الصعيد، ففي أوائل التسعينات كانت فسحتى الأكثر متعة في أيام العيد، وبعد صلاة العيد التمشية على الكورنيش الذى تتميز به المنيا - أنا من سكان غرب النيل في مدينة المنيا- إلى مرسى على نهر النيل، وحجز تذكرة على معدية من أكثر من طابق تتحرك قاطعة عرض نهر النيل، فى أجواء ممتعة إلى شرق النيل بمنطقة أبو فليو، لتبدأ رحلة المتعة بتذكرة أخرى في الحديقة الدولية، التي كانت تضم وقتها الملاهى الأكثر متعة في المنيا، فكما كانت دريم بارك لأهالى القاهرة كانت الحديقة الدولية لنا أهل المنيا.
اختفى جمال الحديقة الدولية بمحافظة المنيا بعدما تناساها المسئولون، حتى أحيت ذكرياتها تصريحات المحافظ أمس خلال جولته الميدانية، لدراسة إمكانية إعادة تأهيلها وتطويرها، في محاولة مشكورة منه للوقوف على سبل الاستغلال الأمثل للأصول غير المستغلة، وتعظيم موارد المحافظ التي تملك الكثير من المؤهلات لتكون فى أول القائمة كمحافظة سياحية.
الحديقة الدولية موقعها استراتيجي بجوار مبنى تليفزيون الصعيد ومتحف إخناتون الرائع، فضلا عن أحد أكبر فنادق المحافظة، ومساحتها 13 فدانا على نيل المنيا وما أدراك ما نيل المنيا، ما يجعلها فرصة حقيقية للاستثمار، سيقدرها حق تقديرها رجال الأعمال الجادون، لتعود البهجة لأهل المنيا بمناطق ترفيهية وسياحية ومدينة ملاهى.
أسافر إلى مدينة المنيا ما بين مرتين إلى ثلاث مرات سنويا، خلال السنوات العشر الأخيرة، وأسير في شوارعها باحثا عن ذكريات الطفولة، في إحدى أحب الأماكن إلى قلبى، وأتمنى أن تتحقق رؤية اللواء عماد كدوانى النشيط في محافظتى لتطوير وتجميل الميادين والحدائق العامة وخلق بيئة حضارية لائقة وتوفير متنفس طبيعي لأهالى المنيا، وأتمنى أن أزور الحديقة الدولية بعد تطويرها فى القريب العاجل.. فالمنيا تستحق.