تُعد القضية الفلسطينية من القضايا المصيرية لمصر، وهي قضية العرب الأولى، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري والعربي. لذلك، لا تدخر مصر جهدًا في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على جميع المستويات، في موقف ثابت وراسخ لم يتزعزع عبر التاريخ، بل يزداد قوةً وصلابةً مع مرور الوقت.
على مدار التاريخ، كانت مصر ولا تزال في طليعة الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتسعى دائمًا إلى تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. ويعلو صوت مصر في المحافل الدولية دفاعًا عن هذه القضية، وفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين.
دور مصر في تحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار
لعبت مصر دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث قادت المفاوضات بجهود مشتركة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية لإقناع الأطراف بتحقيق الهدنة. وفي الأيام الأخيرة، بذلت مصر جهودًا مضنية لضمان استمرار الهدنة وإتمام عملية تبادل الأسرى، خاصة في ظل محاولات إسرائيلية لإفشال الاتفاق. لولا الجهود المصرية الحثيثة، لكانت الهدنة قد انهارت وفشلت عملية تبادل الأسرى.
وأكدت مصر على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنهاء الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعاني منها القطاع. كما شددت على أهمية بدء مسار سياسي جاد لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
رفض مصر لمخططات التهجير
منذ بداية الحرب في غزة، وقفت مصر قيادةً وشعبًا ضد مخططات التهجير القسري للفلسطينيين. وأعلنت مصر بشكل قاطع أن تهجير الفلسطينيين، سواء إلى سيناء أو الأردن أو أي مكان آخر، هو خط أحمر لن تسمح بتجاوزه. وأكدت أن مصر لن تشارك في أي ظلم تاريخي بحق الشعب الفلسطيني، ولن تسمح بتهجيره قسرًا أو طوعًا.
وعلى المستوى الشعبي، رفض المصريون بجميع فئاتهم وأطيافهم أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ونددوا بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني. وعلى الصعيد الدبلوماسي، واصلت مصر لعب دورها الفاعل في الدفاع عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية.
جهود الرئيس السيسي والمؤسسات المصرية
لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي دورًا بارزًا في متابعة المفاوضات والتحركات الدبلوماسية، حيث أشرف شخصيًا على الجهود المبذولة لتحقيق الهدنة. ومن أبرز هذه الجهود، عقد مؤتمر القاهرة الدولي للسلام في 21 أكتوبر 2023، بحضور ممثلي 34 دولة، وذلك بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب. وفي جميع لقاءاته مع قادة العالم، شدد الرئيس السيسي على رفض التهجير وضرورة إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، داعيًا إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وإنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 70 عامًا.
جهود مصر المستمرة لتحقيق السلام
لم تتوانَ مصر عن بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الأزمة. فبعد سلسلة من المفاوضات المكثفة في القاهرة والدوحة، نجحت مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في 15 يناير 2025. وأكد الرئيس السيسي على أهمية تسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعا إلى تحقيق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، بما يضمن استقرار المنطقة وتنميتها.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تابعت مصر الأوضاع عن كثب، وأرسلت قوافل كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما استقبلت الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية. وتضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق إدخال المساعدات الطبية والغذائية، وإعادة تأهيل المستشفيات والمرافق الصحية، وتوفير مستلزمات الإيواء للنازحين.
حشد التأييد الدولي
تعمل مصر على حشد الرأي العام الدولي لرفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين من غزة، وقد نجحت في كسب تأييد دولي واسع لهذا الموقف. كما رفضت مصر تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه ووطنه.
وتسعى مصر حاليًا إلى تعزيز الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة وتأهيل البنية التحتية، مع التأكيد على أن يتم ذلك في ظل بقاء الفلسطينيين على أرضهم. وتؤكد مصر أن الحل الوحيد المستدام للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مواجهة الشائعات
في خضم هذه الجهود، تواجه مصر محاولات من جماعة الإخوان الإرهابية لتشويه دورها في دعم القضية الفلسطينية، من خلال نشر الشائعات والأكاذيب. إلا أن هذه المحاولات تبقى فاشلة، إذ تؤكد مصر مجددًا أنها ستواصل دعمها للقضية الفلسطينية ولن تفرط فيها بأي ثمن.