عصام محمد عبد القادر

الجهود المصرية لاستكمال الهدنة.. الموقف الثابت الرافض للتهجير

الثلاثاء، 18 فبراير 2025 12:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يشهد القاصي والداني للموقف المصري النبيل قيادة وشعبًا؛ لم ولن يتغير منذ اللحظة الأولى، وهذا ما عضد كلمة الحق، وتحول الموقف الدولي السلبي إلى مساره الصحيح، الذي أضحى يدافع عن الموقف الفلسطيني، وحقه التاريخي، وفي المقابل الرفض القاطع، لما جاءت به المقترحات التي طرحت من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي؛ ليستيقظ الضمير الجمعي الدولي، ويفيق من ثباته، وتتعالى الأصوات الحرة الرافضة للفكرة غير السوية، التي تستهدف القضاء على القضية، وظلم الشعب الفلسطيني المكلوم.


إن ما بذلته الدبلوماسية الرئاسية المصرية والخارجية، من جهود مضنية، ومتواصلة، على مدار الساعة؛ من أجل التهدئة؛ ومن أجل منح سبل العيش للشعب الفلسطيني، وإمداده بالمساعدات، لم تتوقف ولن تتوقف، وستبقى مصر وقيادتها السياسية الداعم، والمساند، والمناصر، والمؤيد، والرافع لراية الحق، التي تعلن عن حل الدولتين بناءً على حدود عام (1967)، للتمكن من إقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية.


العالم بأسره يشيد بموقف مصر الثابت، من رفض عملية التهجير، بل وتدويل الموقف، وتبيان مسببات وخطورة هذا الأمر، ومدى مخالفته للقانون الدولي، وخطورة تفاقم الوضع؛ حيث تنامي النزاع، وتوسع رقعته، التي لن ينج منها أحد؛ فهذا الإجبار والتهجير القسري لن يقابل بالرضا والرضوخ؛ لكن ستزداد المقاومة بصورها المختلفة، مهما كلف ذلك من دماء وأرواح.


الفلسطينيون ضربوا مثالًا رائعًا للصمود، والثبات، والتمسك، بأرضهم، وهم في أشد الاحتياج لمن يقف بجوارهم، ومصر شقيقة، تنتصر لأصحاب الحق؛ فقد قال الرئيس بلسان مبين، لن نشارك في ظلم الأشقاء، ولن نرتضي عليهم الظلم، ولن تقف الدولة مكتوفة الأيدي حيال هذا الظلم؛ فالجميع على قلب رجل واحد، وكلمة جامعة، وهي الرفض القاطع لمسألة التهجير، بل لا بد من الإعمار مع بقاء أصحاب الأرض في أرضهم، تحت أي ظرف مهما كان قاسيا.


لقد تحمل الشعب الفلسطيني ويلات الحرب وضحي بدماء فلذات أكباده، وقضى الشيوخ والأطفال والنساء نحبهم تحت قصف إسرائيلي جائر، وهذا من أجل البقاء على تراب الوطن الذي إذا ما تخلى عنه أحتله الكيان، ونفذ مخططه الموهوم؛ ومن ثم عندما نقول بأن الشعب يتحمل ويبقى في أرضه ويساعد في الإعمار مسألة منتهية لا مراوغة ولا جدال فيها ولا يقبل مقترحات كاذبة من دول تمول الكيان وتمده بالعتاد والسلاح ليسرف في القتل وسفك الدماء من أجل غايته المفضوحة.


منذ اليوم الأول من الأزمة جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي معبرة بكل وضوح وبكل حزم عن إرادة الأحرار وفي القلب منهم الشعب المصري العظيم؛ فبدت الكلمات معبرة عما يجوش في الصدور؛ حيث قال سيادته وما زال يردد (إن تصفية القضية الفلسطينية محالٌ، ولن يكون على حساب الدولة المصرية) وهذا ما بتر أحلام المغرضين الذين هيئوا أنفسهم وجهزوا العدة كي يستكملوا مخططاتهم المقيتة.
مصر وقيادتها السياسية الحكيمة لن يملي عليها أحد رأيه، ولن تقبل المزايدة، ولن ترتضى الضيم لشعب شقيق، ولن تقف بعيدة تترقب المشهد؛ لكن دورها فاعل وحيوي في فرض الحقوق؛ حيث استكمال مسار التهدئة بغية دحر مخطط التهجير بمزيد من توطين الشعب في أرضه وتوفير مقومات الحياة التي تجعله قادر على مواصلة مسيرته وأخذ حقوقه المشروعة وإقامة دولته.


لا أغالي إذا ما قلت أن الرفض الدولي للتهجير تمخض عن موقف مصر وقيادتها السياسية الصامد؛ ومن ثم يعول العالم على مصر ودورها في المنطقة من أجل فرض الاستقرار وتحقيق ماهية السلام وفق معاييره العادلة التي تجعل الشعب الفلسطيني ينال حقوقه ولا يفرط في أرضه ولا يساوم عليها اعتمادًا على وعود ومواثيق مكذوبة يعلنها أصحاب المآرب والغايات المفضوحة؛ فقد قال الشعب المصري وقيادته الرشيدة بأن مصر وأرضها خط أحمر فلا تفريط في شبرٍ من أرض الوطن ولا مساومة على ذرة رملٍ واحدةٍ.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة