دندراوى الهوارى

عندما تكون الحرية صنما.. يخططون لتصفية غزة قسرا.. ويرفضون انفصال كاليفورنيا طوعا! 

الإثنين، 17 فبراير 2025 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اللغة العالمية المفهومة حاليا ولا تحتاج إلى ترجمة، هى لغة القوة والمصالح، ومحاولة «السطو» على مقدرات الشعوب، وفق شريعة الغاب، وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، وتهديد وابتزاز المؤسسات الدولية الكبرى، مثل الجنائية الدولية والأمم المتحدة، وهى ردة خطيرة على أمن وأمان واستقرار العالم، وكل من يتجرأ ويقول لا للظلم، ويجنح للعدل والحق.


وفى ظل أن البيت الأبيض - من حيث اللون فقط - يروج لفكرة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وصنع لها «تمثالا» - رغم أنه تلقاه هدية - ووضعه فى أبرز مكان على خليج نيويورك، وجعله شعارا لإعلامه ومنظماته، يروج لها بأن أمريكا بلد الحريات المطلقة، وأن نائب الرئيس الأمريكي، جى دى فانس، هاجم الديمقراطية الأوروبية، وذلك خلال كلمته فى مؤتمر ميونيخ الأمنى، مؤكدا أن الإجراءات التى تتخذها بعض الحكومات تضر بالديمقراطية وحرية التعبير، إلا أن هذه الحرية عبارة عن «صنم» وأقوال بعيدة كل البعد عن الأفعال والواقع العملى على الأرض. ففى الوقت الذى تخطط فيه إدارة البيت الأبيض الحالية، للسطو على «غزة» وطرد سكانها الأصليين «قسرا»، رغم أنهم أصحاب الأرض الأصليون منذ مئات السنين، وقبل أن تظهر أمريكا بشكلها الحالى على سطح الأرض، فإنها تقمع وترفض مطالب سكان كاليفورنيا بالانفصال «طوعا» عن الولايات المتحدة الأمريكية!


وكان قد أطلق سكان كاليفورنيا، حملة توقيعات مع بداية العام الجارى، تطالب بالانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الحكومة المحلية وافقت على هذه الحملة، التى يجب أن تجمع أكثر من نصف مليون توقيع للمضى قدما فى إجراءات الانفصال، وسط تفاؤل كبير بأن المبادرة ستنجح فى تحقيق العدد المطلوب من التوقيعات.


وكانت وزيرة خارجية ولاية كاليفورنيا، شيرلى ويبر، قد أعلنت فى 27 يناير الماضى، عن موافقة الولاية على التماس الانفصال عن الولايات المتحدة، وأن قرار التصويت لصالح البقاء أو الانفصال عن الدولة بيد سكان كاليفورنيا.


ومن أجل القيام بذلك، ينبغى تأمين توقيع 546 ألفا و651 مواطنا على الوثيقة، وأن عملية التصويت ستستمر حتى منتصف يوليو المقبل، وفى حالة جمع التوقيعات اللازمة، سيُعلن عن إجراء استفتاء حول مستقبل كاليفورنيا فى سنة 2028.


مبادرة الانفصال تحمل اسم «كالكسيت» وهى حركة تحمل نفس الاسم، وستنطلق عملية الانفصال فى حال صوّت لصالحها ما لا يقل عن 55% من الناخبين، مع مشاركة لا تقل عن 50%.


«صحيفة نيويورك بوست» أكدت أنه فى حالة نجاح حملة التوقيعات المطالبة بانفصال كاليفورنيا، قد وصلت للعدد المطلوب، فإنه يعد تصويتا بسحب الثقة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتجسيدا لإرادة شعب كاليفورنيا فى أن تصبح ولايته «دولة مستقلة».


مطالب سكان كاليفورنيا، بعثت برسالة مقلقة للقاطنين فى البيت الأبيض، رافضين باستعلاء شديد، حتى مناقشة الأمر. فى حين يرى محللون أنه فى حالة نجاح الحملة، ثم الاستفتاء بالانفصال، أمر يؤشر إلى بوادر انفراط عقد الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن يسير خلفها، تكساس، بجانب عدد كبير من الولايات. وهنا تنتاب محللين مخاوف شديدة من أن انفصال الولايات، وعلى رأسها كاليفورنيا الغنية - اقتصاد كاليفورنيا حصل فى نهاية سنة 2023 على المرتبة الخامسة ضمن أكبر اقتصاد فى العالم - سيؤدى إلى اندلاع حرب أهلية.


المخاوف من الحرب الأهلية، تأسيسا على استطلاع الرأى الذى أجرته مؤسسة «راسموسن ريبورتس» منتصف العام الماضى، لمعرفة عدد الأمريكيين الذين يحتملون وقوع حرب أهلية جديدة فى البلاد، عقب إذاعة فيلم «حرب أهلية»، الذى تجسد أحداثه اتحاد ولايتى كاليفورنيا وتكساس، وإعلانهما التمرد ضد رئيس أدت سياساته إلى تقسيم المجتمع، وأظهر الاستطلاع أن 41 % من المشاركين مقتنعون بأن صراعا أهليا جديدا سوف يندلع فى الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة.


كاليفورنيا جادة، فى الانفصال غضبا من الرئيس الحالى دونالد ترامب، فقد أثارت الولاية قرار الانفصال فى سنة 2016 إثر فوزه بمقعد الرئاسة حينها، ثم أعادوا الكرة من جديد عقب تنصيب «ترامب» فى ولايته الثانية، وبدأت حملة توقيعات فى هذا الصدد، ويجاهر الناشطون فى ولاية كاليفورنيا بمشاعرهم العدائية تجاه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، دونالد ترامب، ويشاركهم فى ذلك أغلب السياسيين فى الولاية الذين يعارضونه بشكل علنى.


ونسأل الرئيس دونالد ترامب، لماذا لا ترضخ لمطالب سكان كاليفورنيا، المطالبين بالانفصال «طوعا» وبكامل إرادتهم، فى حين تُصر على طرد سكان غزة أصحاب الأرض «قسرا» والسيطرة عليها «غصبا»؟










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة