" حتى أنت يا زينهم يا سلحدار، تطلع منهم وأطلع أنا حمار، وأنا قاعد أجيبلك اشى تفاح واشى عدس، وفول مدشوش وخيار"، بكلمات بسيطة نسجها الشاعر سيد حجاب، وغناها الفنان عادل إمام في مسرحية الواد سيد شغال، واصفا شكل رجل الأعمال زينهم السلحدار، الذى كان يظنه يشبهه، حتى تفاجأ بأنه من طبقة رجال الأعمال رغم شكله الذى لاينم على ذلك، ولا أعرف لماذا حدث عندى ربط بين شخصية زينهم السلحدار، وترامب، لكن بطريقة عكسية، فالأول كان شكله لايعبر عن مستوى ذكاءه وغناه، و ترامب فشكله فلايعبر عن مضمونه المتدنى، ومستوى ذكاءه المنحدر، ، فرجال الأعمال ليس من الضرورة أن يكونوا "شطار" في الإدارة، أو أذكياء في طبيعتهم الشخصية، بل قد يصل شخص إلى تلك الحالة بظروف وأقدار وتدافع للأيام، ولا دخل لشخصيته في ذلك التدرج، فهي أقل سبب في وصوله لذلك المستوى، وأظن أن ترامب من هؤلاء، فلو أن هناك متعاملين مع ترامب في تلك الحالة المزاجية المتقبلة، لن يرتضوا أبدا الاستمرار معه، فمابالنا بمجتمع رجال الأعمال الذى يحتاج للتعامل دوما مع طرف مؤتمن وثابت ومستقر.
وحتى نكون أكثر قربا من المشهد، دعنا سويا نرصد نقاط من المتناقضات التي تعج بها المدرسة الترامباوية في الإدارة، والمحرك الأساسى فيها هو ترامب ذاته، فهو شخص عاشق للكاميرة، وممثل مسرحى بامتياز، مع المتلازمة الأساسية عنده و المتعلقة بالتجارة والعقارات، فهو يطلق التصريحات في أحلامه ويقظته، دون اعتبار لأي مؤسسية داخلية ، فعلى سبيل المثال في ملف الشرق الأوسط، فالممثل الأول بحكم العمل والتقليد هو وزير الخارجية الأمريكى مارك روبيو، لكن هذا لم يكف ترامب، فاختار مسعد بولس " نسيبه" كمستشار له في الشرق الأوسط، ثم زاد في الأمر فاختار ستيف ويتكوف، مبعوثا له للشرق الأوسط، وهو مستثمر عقاري، ورجل أعمال مليارديرى، وجزء من أعماله المعلنة الاستحوذات، ثم لم يكتفى بـ3 شخصيات هم وزير الخارجية ومستشاره ومبعوثه، فاختار اليهودى أدم بوهلر، كمبعوث له فيما يخص الرهائن، وهو أيضا رجال أعمال ومستمثر في قطاعات منها الصحة والابتكار، ومع هؤلاء وضع مايك هاكابي، سفيرا لأمريكا في إسرائيل، وهو قس سابق، ويدعم حقوق إسرائيل أكثر من نتنياهو ذاته.
إذا نحن أمام مدرسة يمثلها ترامب نفسه، يقابل تلك الحالة جملة من المباعيث لا يملكون قرارا، ولا يقدمون رؤية، فقط هم ينظرون للقصة كلها بدفع من رجل أعمال اسمه ترامب، مع أعمالهم الخاصة، على حساب شعب وتاريخ وقضية، ولو أنها بحسبة الفلوس والصفقات، لكان الصهاينة أسرع في تنفيذها من الأمريكان ومنذ عدة عقود، لكنهم لا يدركون أن فلسطين دولة عربية لا يمكن شرائها بصفقة العقارات المزعومة، ولا بصفقة القرن التي يعلن تفاصيلها ترامب يوميا، وشتان الفارق بين وعد بلفور، ووعد ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة