دندراوى الهوارى

سؤال منطقى على طرح اللامنطق.. هل تبيع أمريكا كاليفورنيا للعرب مقابل غزة؟!

الأحد، 16 فبراير 2025 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل العبث، وخريطة اللامنطق التى دشنها قاطنو البيت الأبيض، أعجبنى العرض الذى اقترحه الدنماركيون بشراء كاليفورنيا أكبر الولايات الأمريكية، وأكثرها تمردا على الحكومة الفيدرالية، وتطالب بالانفصال والاستقلال، مع إعادة تسميتها للدنمارك الجديدة، ووضع الدنماركيون عريضة، تتضمن تمويلا جماعيا بقيمة تريليون دولار، مع تطمينات لسكان الولاية بأن الشعار سيكون «لنجعل كاليفورينا عظيمة مرة أخرى!»، الحملة الساخرة، تحمل اسم «دنماركيفاكيشن» وتُجمع الأموال عبر التمويل الجماعى، وأن كل مواطن دنماركى يمكنه المساهمة بـ200 ألف كرونة دنماركية، ما يوازى أكثر من 28 ألف دولار، ووقع على هذه الحملة الآلاف من الدانماركيين، وحولوها وكأنها حقيقة، وعرض جاد قوى لا يقبل التراجع فيه، وهكذا جاء الرد المنطقى، المغلف بالسخرية، على خريطة اللامنطق التى دشنتها الإدارة الجديدة القاطنة بالبيت الأبيض منذ أسابيع قليلة ومستمرة لمدة 4 سنوات!
الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، تسير وفق خريطة اللامنطق، فأرادت انتزاع «جرين لاند» من أصحابها، فجاء رد الدنماركيين سريعا وعنيفا، وربما يسير على دربهم الكنديون، بعد التهديدات بضم بلادهم للولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 51.
والشىء بالشىء يُذكر، فيمكن للشعوب العربية بشكل عام، والفلسطينيين على وجه الخصوص، استنساخ فكرة الدنماركيين، وأن يشاركوا فى مزاد شراء كاليفورنيا، والمبلغ المطلوب، تريليون دولار، ليس بالكبير على أمة غنية، وفى ظل الإصرار الكبير لإدارة البيت الأبيض للاستحواذ على غزة وتحويلها إلى «ريفيرا»، أو موناكو أخرى، فيمكن طرح مقايضة، كاليفورنيا فى مقابل غزة!
ووفق مقولة الجنرال والفيلسوف الصينى الشهير «سون وو» والذى يعتقد أنه مؤلف الكتاب الشهير «فن الحرب» ومفادها: «جميع الأمور المتعلقة بالحرب تعتمد على الخداع، الحرب خدعة» لذلك فبينما السماء ملبدة بغيوم اللامنطق، والابتعاد عن التقاليد واللياقة الدبلوماسية الراسخة، وافتقاد الحد الأدنى من احترام القوانين والأعراف الدولية التى تحكم العلاقات بين الدول، فلا بد من مواجهة اللامنطق، برفع سقف المزايدة، وإجادة فن المراوغة والبحث عن حيل شيطانية، فمثل هذه السياسات لا يُجدى معها الشرف فى التعامل.


سياسة الإدارة الجديدة بالبيت الأبيض، تعتمد على القوة والتهديد والوعيد لتحقيق مصالحها، وعقد الصفقات، لذلك فإن محاولات التهديد والوعيد للاستحواذ على مقدرات الغير، أمر لافت، بدأت بقناة بنما «ممر ملاحى حيوى» ثم جزيرة جرينلاند «السحر والجمال» ثم كندا والمكسيك وغزة، ومحاولة تحويل الأخيرة إلى ريفيرا أو مونت كارلو، ثم ابتزاز أوكرانيا باسترداد 350 مليار دولار، أو الحصول ما قيمة المبلغ من المعادن النفيسة، ثم ابتزاز الدول الغنية بالحصول على الأموال!
«هذه الحالة تعود بنا إلى شريعة الغاب»، تلك الشريعة التى يأكل فيها القوىّ الضعيف، وتختفى فيها قيم الحق والعدل والمساواة والإنسانية، وتضيع فيها الحقوق وتهدر الأرواح، ويسود الغِلّ والحقد الدفين لدول جمعت نفسها من الشتات وصعدت على أنقاض أمم تاريخها ضارب فى جذور التاريخ.


العالم الآن تحكمه فعليا، شريعة الغاب التى لا يستطيع العيش فى ظلها إلا القوى، لذلك فإن فقه الضرورة يقتضى امتلاك مصادر القوة للحفاظ على البقاء والدفاع عن الأرض والعِرض، فالحق يحتاج إلى قوة تحميه وتدافع عنه وليس التعويل على منظمات حقوق الإنسان المسلوبة حقوقها، أو مجتمع دولى يبحث عن مصالحه فقط.


الوضع خطير فى المنطقة، أشبه بالبراكين والزلازل، ما يحتاج إلى اصطفاف عربى قوى، وتوحد شعبى، فالجميع داخل دائرة النار، ولن ينجو أحد فى ظل استعار المطامع ومحاولات انتزاع الثروات والمقدرات من أصحابها عنوة وبالقوة، كما يحتاج أيضا قدرة فائقة على الإلمام بنظرية الخداع الاستراتيجى، والمناورة، والتحدث بنفس لغة الصفقات والمكاسب التجارية!
طرح شراء كاليفورنيا، المتصادم مع قواعد المنطق، يمكن أن يُفعل شعبيا، وأن يتحول إلى مطلب صاخب فى الشارع العربى من الخليج للمحيط، أخذا بالقاعدة الشهيرة «الدوشة تقنن الأوضاع» للرد على الطرح العبثى بالسيطرة على غزة، وطرد أهلها، وابتلاعها كما يبتلع سمك القرش، الأسماك الصغيرة!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة