طول عمرنا نعرف المقولة إللى بتقول "إللى مالوش كبير يشترى كبير"، ومعناها إللى معندوش حد يحميه ويساعده علشان يحافظ على حقوقه يبحث عن كبير يحميه، وبكل عفوية طبقت سيدة مسنة بمركز ملوى فى المنيا -لديها مشكلة دامت لأكثر من 45 عاما- المقولة، ورجاؤها فى الله ثم محافظ المنيا اللواء عماد كدوانى الذى تصادف أنه يقوم بجولة تفقدية فى المركز.
السيدة التى بدت عليها ملامح الاحتياج حار دليلها -كما قالت هى- طيلة 45 عاما لم تستطع التحصل على إيجار محلين تجاريين تملكهما ولكنهما مستأجران بعقود إيجار قديم، ورغم أن إيجار المحلين ليس بالشىء الذى يذكر إلا أن العوز لديها أكبر، إلى أن جاءتها الفرصة خلال جولة المحافظ فروت له أزمتها ولم تكن تتوقع النتيجة التى فاجأتها.
المحافظ الإنسان اللواء عماد كدوانى رافق السيدة بل وعلق ذراعها بذراعه إلى أن وصل إلى مكان المحلات التى يستأجرها من السيدة أصحاب ورش تعمل على طريق عام ولا أظن أن هذا الموقع يتوقف فيه العمل دقيقة واحدة طوال 24 ساعة؛ فلم يكن لدى المستأجرين أى مبرر أن يؤخرا الإيجار ليس شهرا أو شهرين بل -على حد قول السيدة- 45 عاما ، وما أن وصل المحافظ استدعى المستأجرين وطالبهما بدفع الإيجار المتأخر للسيدة بل وألزمهما بأن يحرصا على سداد 1000 جنيه شهريا للسيدة عن كل محل.
سيل من الدعوات انهمر من فم بل وقلب سيدة ملوى بعدما أمسكت إيجار المحلات بيدها ولم تكن تصدق أن حقها الذى تأخر 45 عاما سيأتيها اليوم، بعدما سخر الله لها المحافظ ليكون كبيرها أمام من لم يعيرها ولا عوزها اهتماما رغم أنها كانت تطالب بحقها.
مثل تلك المواقف التي تغلفها الإنسانية فى المقام الأول من المسئولين والجهات التنفيذية هى التى تزيد الثقة وترفع الأسهم عند العباد ورب العباد.
بعد هذا الموقف أصبح فى المنيا إللى مالوش كبير هيروح للمحافظ لأنه بموقفه الكبير صار كبيرا لكل صاحب حق فى محافظة المنيا.