وصفت المنظمات الإنسانية الصراع فى السودان بأنه الصراع الأكثر وحشية، بالإضافة إلى أنه الأكثر تعقيدا لوجود تحديات على مستويات صادمة من الجوع الشديد والنزوح المستمر لملاين الفارين من الصراع معظمهم من الأطفال والنساء.
فى شهره الحادى والعشرين، أدى الصراع فى السودان إلى نزوح ما يقرب من 12 مليون شخص، وهو أعلى عدد من النازحين داخلياً فى أى مكان على وجه الأرض، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. كما يواجه الأطفال أيضا جوعاً شديداً، مع تأكيد ظروف المجاعة فى خمس مناطق على الأقل.
ومن جانبها قالت الأمم المتحدة أن ارتفاع وتيرة العنف أدى إلى "مستويات صادمة" من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما فى ذلك التجنيد فى الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والاختطاف، والهجمات على المدارس والمستشفيات.
منظمة "أنقذوا الأطفال" قالت أن الشهور الأخيرة شهدت المزيد من العنف فى السودان مقارنة بأى وقت منذ بدء الصراع قبل عامين تقريبا، مع استمرار الهجمات العنيفة الكبيرة ضد الأطفال وغيرهم من المدنيين مع عام 2025.
وقامت منظمة إنقاذ الطفولة بتحليل حالات العنف فى السودان التى سجلها مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED) ووجدت أكثر من 700 حدث عنيف استهدف المدنيين فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024 وهو رقم أعلى بكثير من أى ربع آخر فى الصراع وقد وقع 199 حادثة عنف فى شهر ديسمبر و217 حادثة فى شهر نوفمبر، و288 حادثة فى شهر أكتوبر الماضى بما فى ذلك الغارات الجوية، وهجمات الطائرات بدون طيار، والقصف المدفعي، والاشتباكات المسلحة، واختطاف الأطفال، والقتل، والعنف الجنسى وهو ما يمثل اتجاها تصاعديا عن الأشهر السابقة، فى صراع اتسم بالوحشية الشديدة والجوع والنزوح.
وأضافت المنظمة الدولية أنه سجل مشروع ACLED حتى الآن هذا العام 208 من الهجمات العنيفة استهدفت المدنيين بزيادة قدرها 78٪ عن يناير 2024 وكثير منها له عواقب مدمرة على الأطفال.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه شهدت مدينة الفاشر أعمال عنف مروعة، بما فى ذلك الهجوم على معسكر أبو شوك الذى أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين، والهجوم على مستشفى الفاشر السعودى التعليمى فى شمال دارفور والذى أسفر عن مقتل نحو 70 شخصاً بينهم أطفال وإصابة كثيرين آخرين.
وقد تم الإبلاغ عن أغلب الحوادث الأخيرة فى ولاية الجزيرة وشمال دارفور حيث نزح أكثر من 1.4 مليون شخص، بما فى ذلك أكثر من 760.500 طفل، منذ بدء الحرب. وشهدت كلتا الولايتين ارتفاعًا حادًا فى أعمال العنف فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مع استمرار مستويات عالية من العنف الذى يستهدف المدنيين فى الأسبوعين الماضيين، حيث تضررت النساء والأطفال بشكل خاص.
ودععت منظمة "أنقذوا الأطفال" جميع أطراف هذا الصراع إلى احترام حماية المدنيين بموجب القانون الدولي، وتجنب وضع الأهداف العسكرية بالقرب من المناطق المدنية، وضمان إبعاد المدنيين عن مناطق الصراع النشطة.
وقال محمد عبد اللطيف، مدير منظمة إنقاذ الأطفال فى السودان :إننا نشعر بالقلق إزاء تصاعد وتيرة العنف دون نهاية فى الأفق. ففى هذا العام، عانى الأطفال وأسرهم، وخاصة أولئك الذين لجأوا إلى شمال دارفور والخرطوم، من القصف العشوائى والتفجيرات التى كانت لها عواقب مدمرة.
وأضاف أن الإفلات من العقاب الذى تتم به الهجمات على المدنيين والبنية الأساسية فى جميع أنحاء السودان، بما فى ذلك الهجمات المستهدفة للمستشفيات والأسواق ومرافق المياه، يقوض القانون الدولي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة