حذر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب "فلاديمير فورونكوف" من تنامى قدرة تنظيم داعش على مواصلة أنشطته وتكييف أسلوب عمله، على الرغم من الجهود الدؤوبة لمكافحة الإرهاب التى تبذلها الدول الأعضاء والشركاء الدوليون والإقليميون.
جاء ذلك خلال تقرير لمجلس الأمن لمناقشة التقرير العشرين للأمين العام بشأن التهديد الذى يشكله تنظيم داعش على السلام والأمن الدوليين.
وقال فورونكوف، إن الوضع المتقلب فى سوريا "يثير قلقا كبيرا"، فى ظل خطر وقوع مخزونات من الأسلحة المتقدمة فى أيدى الإرهابيين، مشيرا إلى أن منطقة البادية السورية مازالت تستخدم كمركز للتخطيط العملياتى الخارجى لداعش ومنطقة حيوية لأنشطته.
وكرر المسؤول الأممى نداء الأمين العام إلى جميع الدول الأعضاء لتوحيد صفوفها لمنع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى مرتعا للأنشطة الإرهابية.
وقال "فورونكوف" أن تنظيم داعش فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، واصل مع الجماعات التابعة له زيادة عملياته وتوسيع سيطرته الإقليمية.
وأضاف أن "الوضع مقلق للغاية فى غرب أفريقيا ومنطقة الساحل"، حيث كثفت الجماعات التابعة لداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية هجماتها، بما فى ذلك ضد المدارس فى بوركينا فاسو ومالى والنيجر.
وحذر المسؤول الأممى من أنه فى شرق إفريقيا، نجح التنظيم فى الصومال فى تجنيد مقاتلين إرهابيين أجانب، ويظل "مكتب الكرار" مركزا ماليا وتنسيقيا رئيسيا لداعش فى المنطقة.
وذكر المسؤول الأممى بأنه فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، تواصل جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة عملياتها على الرغم من العمليات العسكرية التى نفذتها القوات الكونغولية والأوغندية. وأشار إلى أن الجماعة شنت هجمات مروعة أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني.
وشدد وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على ضرورة التركيز على تحول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى مركز للإرهاب العالمى، موضحا أنه فى مـيثاق المستقبل، جددت الدول الأعضاء التزاماتها بمستقبل خالٍ من الإرهاب وسلطت الضوء على نهج الحكومة والمجتمع بأكمله لمكافحة الإرهاب، مضيفا: "من الآن فصاعدا، يجب على الدول الأعضاء أن تترجم هذه الالتزامات إلى أفعال، مع إعطاء الأولوية للاستجابات الشاملة والمترابطة والمستدامة التى تعالج الظروف المواتية للإرهاب، وتعزز القدرة على الصمود".
بدورها، قالت مساعدة الأمين العام والمديرة التنفيذية للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب "ناتاليا جيرمان"، فى إحاطتها أمام المجلس أن "التحديات التى يفرضها تنظيم داعش لا تزال معقدة، مع استمرار المخاوف الإنسانية والأمنية والحوكمة فى جميع المناطق المتضررة من أنشطته".
وأشارت إلى أن الأزمة الإنسانية والأمنية فى شمال شرق سوريا لا تزال شديدة، حيث يوجد أكثر من 40 ألف فرد محتجزين فى معسكرات ومرافق احتجاز فى ظروف تتسم بالاكتظاظ والمأوى غير الكافى والوصول المحدود إلى المياه النظيفة والصرف الصحي.
ولفت كذلك إلى أن داعش والجماعات الإرهابية الأخرى تشكل - الآن - التهديد الأبرز للسلام والأمن والتنمية المستدامة فى جميع أنحاء القارة الإفريقية.
وأوضحت بأن "معالجة تهديدات داعش تتطلب نهجا يركز على الوقاية، ويرتكز على احترام حقوق الإنسان، مع التعاون الإقليمى باعتباره المحور الرئيسي".
ولفتت إلى الجهود التى تقوم بها لجنة مكافحة الإرهاب بما فيها تسهيل توثيق الأحوال المدنية وإعادة إدماج الأفراد النازحين فى الشرق الأوسط مؤكدة أنه لزيادة الوعى لدى الدول الأعضاء والشركاء بشأن تطور تهديدات تمويل الإرهاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة