عكست مباراة ليفربول أمام بليموث أرجايل الأخيرة حالة فريق المدرب أرني سلوت، وأجابت تلك المباراة - التي خسرها الريدز أمام فريق يحتل المركز الأخير في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي – عن السؤال الذى يشغل بال عشاق ليفربول في جميع أنحاء العالم؛ وهو هل يتخلى ليفربول عن "صلاح وفان دايك وأرنولد"، وأسباب الفشل الإدارى – حتى الآن- في حسم أحد أهم الملفات الإدارية المتعلقة بمستقبل الفريق، وكيف سيكون شكل الفريق فى غياب هؤلاء النجوم، وهل تستطيع إدارة النادي تعويضهم، بل وكم من الأموال سيكلفها ذلك، حتى وإن استطاعت ضم لاعبين بحجم هؤلاء النجوم هل ستضمن تألقهم مع الفريق وتقديم نفس المستوي؟!.
كل هذه الأسئلة كشفت عنها مباراة بليموث أرجايل والتي خسرها ليفربول بهدف ليودع بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، في مفاجأة لم يتوقعها أو يتمناها ألد أعداء ليفربول في إنجلترا.. حدث ذلك عندما قرر المدرب الهولندي أرني سلوت راحة العديد من نجوم الفريق، وتطبيق سياسة التدوير معتمداً على ضعف المنافس الذى فاجأ الجميع، حتى مدربه نفسه، والذى أبدى دهشته مما رأته عيناه بعد حدوث المعجزة وتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ البطولة وإزاحة فريق بحجم ليفربول خارج البطولة، في الوقت الذى أصبح ليفربول أول فريق في تاريخ كأس الاتحاد الإنجليزي على مدار 154 عاما يكون متصدراً للدوري ويسقط أمام فريق من خارج البريميرليج.
تأثير غياب محمد صلاح بدا من اللحظة الأولى على فريق سلوت، الذى قرأ المباراة بشكل مختلف، وخانه تفكيره فى تقدير حجم المنافس؛ عندما قرر مدرب ليفربول التدوير بالكامل معتمداً على فريق جديد؛ فوضع الضغط على هؤلاء اللاعبين الشباب الذين افتقدوا للخبرة والحسم، فعجزوا عن مجاراة حماس لاعبي الخصم طوال الـ90 دقيقة، وتقديرهم مواجهة فريق بحجم ليفربول، الذى بدا لاعبوه تائهين طوال المباراة حتى مع وجود متسع من الوقت بعد إحراز بليموث هدفه فى الدقيقة 53 فلم يتمكنوا من إحراز هدف ولو للتعادل، كل ذلك من الضغوط التي وضعها سلوت عندما قرر الاعتماد على فريق من الشباب، ويبدو أنه لم يستفد من تجربة بيب جوارديولا فى مباراة مان سيتى أمام ليتون أورينت قبلها بيوم، والذى كان المدرب الإسباني أكثر ذكاءً عندما قرر إراحة نجوم الفريق، - حيث تنتظره مباراة نارية أمام الريال بعد أيام - ولكنه وضعهم على دكة البدلاء فكانوا سلاحاً حاسماً في الوقت المناسب، وعندما استعان بهم أعانوه، فبعدما استعصت عليه المباراة وتأخر فريقه بهدف قرر إشراك نجومه كيفين دى بروين وفودين فأنقذوه من الخروج وقلبوا النتيجة.
أما محمد صلاح فأرقامه تتحدث عنه، فلم تخل صحف إنجلترا بعد كل مباراة من الإشادة والتغني بأهداف ومساهمات النجم المصري، الذى تفوق على الجميع مسجلا 26 هدفا وصناعة 18، ليحتل صلاح حالياً المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين لنادي ليفربول برصيد 237 هدفًا، ليصبح نجم الفريق دون منازع بإمكانيات مذهلة وعقلية جبارة فرض نفسه على الجميع، فوضع إدارة النادي فى موقف لا تحسد عليه، وباتت مطالبة بتحكيم لغة العقل - حتى لو تعارض مع لوائح النادي – وتلبية مطالب محمد صلاح وتجديد عقده والاستفادة به أكبر فترة ممكنة، كونها لن تستطيع تحمل ضغوط التخلي عنه، وفى الوقت نفسه يبدو أمر تعويضه تجربة محفوفة بالمخاطر من جميع الجوانب – فنياً وإدارياً ــ كون إيجاد البديل المناسب سيكلف خزائن الريدز كثيراً في ظل مغالاة الأندية لبيع لاعبيها، كما أن نجاح البديل وتحقيق نفس المردود ليس مضموناً بعد المستوى الرهيب الذى وصل إليه صلاح.. والأمر ينطبق أيضاً على فان دايك وأرنولد ـ صاحب الـ26 عاما ـ فبالتأكيد السماح برحيل نجم فى عمر ومستوى أرنولد "كارثة" إدارية تستوجب المحاسبة.
لذا يجب على إدارة ليفربول بذل مزيدٍ من الجهد وأن تكون أكثر حسماً فى ملف تجديد عقود الثلاثي، بعدما بات جلياً قوة تأثيرهم بالفريق، وفى غيابهم يبدو ليفربول "ملطشة" لأندية القاع، حتى لو تطلب ذلك "التضحية" مقابل الحفاظ على مستقبل الفريق لسنوات واستمرار حصد البطولات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة