قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ، أن الفترة المقبلة حتى 20 فبراير، أهم فترة لجميع المحاصيل بدون مبالغة، لكنها ستتعرض لارتباك كبير بسبب تقلبات النصف التاني من الشتاء مع بداية شهر أمشير "أبو التراب والجير" .
وأضاف فهيم أن مرحلة بداية التزهير أو الإخصاب أو العقد لبعض أشجار الفاكهة "مانجو - زيتون - نخيل - متساقطات"، وهى فترة حساسة جدًا لتقلبات أواخر الشتاء وتحتاج إلى تركيز كبير وضمان استقرار سريان العصارة والوقاية من امراض التقلبات زي البياض الدقيقي والتبقعات البكتيرية واعفان الجذور لمعظم أشجار الفاكهة .
وأشار فهيم إلى أن مرحلة بداية طرد السنابل و مليء الحبوب لـ المحاصيل الشتوية "القمح - الفول - البسلة - الحبوب العطرية - الحمص" وهى في حاجة ماسة لمركبات البوتاسيوم والسيتوكينين لاسراع عملية الامتلاء والنضج قبل تقلبات الربيع المتكررة، لذلك يجب الحذر من الصدأ الاصفر في القمح على الأصناف الحساسة اللى انزرعت بالمخالفة الخريطة الصنفية في الوجه البحري "جميزة 1 بالتحديد.
وبالنسبة للمحاصيل الارضية "البطاطس - البنجر - البصل - الثوم " وهي فترة هامة لبدايات التبويض أو التحجيم عمر ومهم جدا حمايتها من أمراض الندوات واللفحات والتبقعات ، وخضر الانفاق "البطيخ - الكنتالوب - الطماطم" ، للاسف تعرضت وستتعرض لصدمات حرارية تتسبب زيادة في معدلات التنفيل " تساقط العقد الحديث".
وبدأ شهر أمشير سادس شهور التقويم القبطي، الذى استمد اسمه من "مجير" رمز الريح لدى قدماء المصريين ويستمر لمدة 30 يوما حيث ينتهي يوم 9 مارس.
وأوضح فهيم أنه بنهاية شهر أمشير تبدأ الأحوال الجوية في التحسن، ويأتي من بعده برمهات فصل النماء عند قدماء المصريين الذي ينحسر فيه فيضان النيل وتنمو المحاصيل.
وأضاف فهيم أن أمشير هذا العام صمم على أنه يأخد "العشر السلف" من طوبة حيث البرودة الشديدة .
وذكرت العديد من الروايات أن شهر أمشير "مأخوذ من إله الزوابع منتو ويقولون فى الأمثال "أمشير أبو الطبل الكبير والزعابيب والعواصف الكثير".
وحذر رئيس مركز معلومات المناخ من أن معظم أصناف القمح المنزرعة مقاومة للرقاد، لكن فى ظل ظروف مناخية "معانده" يجب العمل على حمايته من الرقاد وخاصة مع ما هو متوقع بداية من شهر أمشير حدوث "هبات مؤقتة" من الرياح النشطة خلال أوقات متفرقة خلال هذه الفترة.
وحذر فهيم جميع مزارعى القمح من رقاد الغلة بعد الطرد، لان الرقاد يشكل خسارة في إنتاجية المحصول تقدر نسبتها بحوالي من 20 إلى 25 ٪ في كثير من الحالات، كما يعمل الرقاد في محصول القمح على صعوبة حصاد النباتات ويزيد من تكاليف الحصاد، كما تكون الحبوب الناتجة من نباتات القمح التي رقدت ضامرة وصغيرة، وكذا يكون لون التبن الناتج من تلك النباتات داكن وليس أبيض .
وأوضح فهيم الأسباب الوراثية "الصفات الوراثية للصنف "، حيث توجد أصناف تميل للرقاد، وهذه صفة وراثية في الصنف نفسه، وخاصة الأصناف البلدية التى ما زال بعض المزارعين يزرعونها منها الزراعة في أحواض (الزراعة على مصاطب بالسطارات أو بالنقر تكون أكثر مقاومة) ، وزيادة الكثافة النباتية فى الزراعة (يعني اللى زرع بمعدل تقاوي يزيد عن 70 – 75 كجم) .
وطالب فهيم بزيادة التسميد الأزوتى وخاصة اليوريا أو تأخير الدفعة الأخيرة لتكون اثناء الطرد والتزهير وخروج السنايل (يعني إضافة أكثر من 90 وحدة ازوت فى الأراضي القديمة أو اكثر من 120 وحدة فى الاراضي الجديدة) ، و الري على فترات متباعدة أو الري يليها سقوط أمطار والري أثناء أو قبل هبوب الرياح مباشرة ، وهى أهم سبب للرقاد .
ويرتبط الفلاح المصرى بالشهور القبطية لمعرفة مواسم الحصاد والزراعة، حيث يعود إلى عام 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة بأمر بطليموس الثالث، وارتبط هذا التقويم بالزراعة والحصاد عند المصريين، واستمر حتى اليوم لأنه الأدق بالنسبة للفلاحين، وحملت الشهور أسماء مصرية قديمة "هيروغليفية" ثم حورت إلى القبطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة