دندراوى الهوارى

يباركون الكذب باسم الطهارة ويبررون القتل وكأنه طقس مقدس.. إعلام إسرائيل الوقح!

السبت، 01 فبراير 2025 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن الإعلام الإسرائيلى ومن يقف خلفه، لا يحتاج للشيطان، فقد أتقن دوره ببراعة وجدارة فائقة، فالكذب والخداع والضلال وقلب الحقائق، صارت مهارات تُدرس، ولا يمكن فصل جرائم هذا الإعلام فى اغتيال العقول، عن جرائم جيشه وحكومته فى القتل والخراب والدمار والاستيلاء على أراضى ومقدرات الغير، كطقس مقدس، وعبادة تنفيذا لوعد إلهى زوروه فى تلمودهم، حتى بات الشيطان نفسه ينعم فى راحة، بعد أن سُلب دوره التاريخى على أيديهم الملطخة بالدماء!

ولا غرابة فى ذلك، وهم أبطال تاريخيون فى التزوير وتحريف الكلم، إذا قال فيهم المولى عز وجل فى الآية 46 من سورة النساء: «مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا»، صدق الله العظيم.

فعلى سبيل المثال، القائمون على «صحيفة جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، يباركون الكذب باسم الطهارة، ويعتبرون الادعاء والترويج للأباطيل، عملا مقدسا مباحا، طالما يصب فى صالح إسرائيل، دون إدراك حقيقى، بأن مجرد نشر الأكاذيب والتجاوز فى حق مصر، يُشعل غضب المصريين جميعا، ويزداد تلاحمهم وتماسكهم، والتذكير بأن ما بينهم وبين الإسرائليين، دم، سال فى كل الحروب والعمليات منذ 1948 وحتى انتصار أكتوبر 1973 المدوى، والمهين للجيش الذى كان يدعى بأنه جيشاً لا يُقهر.

واضح أن الإعلام الإسرائيلى، ومن قبله الحكومة وأجهزتها الأمنية لا تدرك، سواء لجهل، أو تجاهل، أن الـ120 مليون مصرى، أبناء مشيمة واحدة موحدة، تجتمع وتلتف حول القيادة السياسية، ومؤسسات الدولة الحامية، عند الأزمات، وفى مواجهة الأعداء، ويصير جيش مصر، قوامه 120 مليونا، وبما أن إسرائيل، بأفعالها، وإجرامها، وأهدافها التوسعية بالاستحواذ على أراضى ومقدرات الغير، وبما ترتكبه الآن من جرائم فى غزة وسوريا ولبنان، فقد شحنت ضدها بطاريات الكراهية للأجيال الجديدة فى مصر والأوطان العربية، ويمكن القول أنه ومنذ أن ظهرت عصابات الكيان الصهيونى، ومناصبتها العداء للعرب، واستباحت أراضيهم، لم يرتفع منسوب الكراهية فى صدور المصريين والعرب ضد الإسرائيليين، مثلما ارتفع حاليا، بعد التطور التكنولوجى المذهل فى نقل الأحداث، وما يشاهده الجميع صوتا وصورة، من مجازر وهدم وتدمير وتهجير وظلم لم يقرأوا عن مثيل له فى التاريخ!

الحكومة الإسرائيلية الحالية، وكون عناصرها من المتطرفين، والهواة من جهلة قراءة التاريخ، فقدت القدرة على تقديرات الموقف، وأصابها عمى الأطماع، استثمرت بنجاح مفرط، فى زيادة الكراهية ضدها، لدى الأجيال المصرية والعربية الجديدة، وما حققوه ساسة إسرائيل السابقون، من نجاحات فى إذابة جزء ضخم من جبل الكراهية، أعادته أضعافا الحكومة الحالية!

المتطرفون فى الإعلام والحكومة الإسرائيلية، يتبنون مشروعا استعماريا قائما على القتل والذبح واغتصاب الحقوق ووأد العدل والحق، ولا يكتفون بذلك، حاضرا، ولكن يستميتون فى استلاب حقوق الشعوب التاريخية، واعتبار حضارتهم من صنع أياديهم، دون إدراك حقيقى بأن الأيادى الملطخة بالدماء، والقلوب القاسية الممتلئة بشغف القتل والدمار والخراب، والعقول المتآمرة، لا يمكن أن تصنع حضارة، وأن محاولة سرقة ماضى الشعوب، ترسيخا لفكرة «الإرث» لشرعنة الاستيلاء على أراضى ومقدرات الغير، مثل مشروعهم «إسرائيل من النيل للفرات»، محاولة بائسة، فهى والعدم سواء.

وسط هذا التوحش الشديد فى الاستيلاء على أراضى ومقدرات الغير، يتناسى هؤلاء، الكاذبون بفجر فى الإعلام الإسرائيلى، الدروس التاريخية المؤلمة التى تلقوها على يد مصر، منذ أحمس، الذى طاردهم فى سيناء، وحتى الانتصار المدوى فى أكتوبر 1973 وأن الجيش المصرى حاليا، وما يجده من التفاف ودعم مطلق من 120 مليون مصرى، أقوى عن ذى قبل، وجاهز للرد والردع والمجابهة، وتلقين كل من تسول له نفسه الاقتراب من حدود مصر.

ويجب التذكير من جديد، أن انتصارات إسرائيل فى غزة وجنوب لبنان وسيطرتها على مساحات كبيرة فى سوريا، كانت ضد ميليشيات وليست جيوشا نظامية، وأن جيش مصر، هو الأقوى فى المنطقة، جاهز للرد والردع وحماية حدوده بكل قوة مفرطة، لا يتعدى على أحد، ويده ممدودة وسباقة دائما للسلام، وعقيدته القتالية خالية من شوائب الأطماع، ومعبقة بشرف الخصومة.

وتبقى مصر قوية أبية، تدافع عن الحق، وتساند أشقاءها، وفى القلب منهم، الفلسطينيين، وتدعم حقوقهم فى الاعتراف بحل الدولتين، والقيادة السياسية تتمتع بحماية ودعم شعبى مطلق، ولا تخشى فى الحق لومة لائم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة