سؤال مباشر، ويجب أن يتبادر لكل ذهن "حى" على أرض مصر وخارجها، وكل من يعرفون اسم مصر، واسم فلسطين، ماذا كنا نفعل فى رفح؟، والإجابة بكل بساطة، أننا كنا نقول للعالم أن هناك شعبا حيا، لديه من الكرامة والقيم ما يستطيع بهما أن يرفض كل مخططات العالم، سواء جاءت من رئيس لدولة عظمى مثل ترامب، أو جاءت من أطراف ترغب فى تقويض الأمن القومى المصرى، وبالتالى من يعبر عن مصر لا بد أن تكون قطاعات المصريين كافة، وهذا فرض كفاية فى تلك اللحظة، حتى يتحول لفرض عين على كل فرد فى لحظة من اللحظات، لذلك تجمع المصريون أمام معبر رفح البرى، معبرين عن شعب حى لديه كرامة وقيم، ويرفض التهجير ومخططاته المعلنة والمدبرة.
واحتشاد المصريين أمام معبر رفح ليس هو الحلقة الأخيرة، بل هو بداية القول للحشد المدنى الرافض بكل قوة لأى من المخططات، خاصة أن المصريين ينشطون دائما فى مساحات الكرامة والأمن القومى أكثر من غيرهم، لذلك فلحظة الضغط التى يظنها البعض وسيلة لتفتيت المصريين، هى نفسها لحظة لم الشمل التاريخية، وقد مرت على مصر عشرات الوقائع التى تبرهن على ذلك المعنى، فالمصريون فى محنتهم أبطال، وفى قدرتهم جبروت، ويكفى أن المصريين كانوا قادرين دوما على التعبير عن آرائهم علانية، وفى التاريخ ما يثبت تلك المعانى، ولعل جلاء الاحتلال الإنجليزى عن مصر بعد عقود من الاحتلال، هى رسالة أنه لا كرامة لمصرى إلا بالحفاظ على أرضه، وكرامته، كما تحقق ذلك فى العدوان الثلاثى 1956، وفى أيام دعم الرئيس جمال عبد الناصر بعد يونيو 1967، وفى أيام الانتصار فى أكتوبر 1973.
تواجدت الحشود المدنية أمام معبر رفح، لتعبر عن الاصطفاف الوطنى المدنى، باعتباره جزءا رئيسيا من القدرة الكاملة للدولة الوطنية، وفيها أوجه من التدرج، قد لا يقدرها البعض، ولكن يحترمها التاريخ والواقع، ولذلك فتلك بداية المصريين فى الدفاع عن أرضهم، التى "كنسوها بالدم"، ولديهم من الأدوات "الواقعية" لاستكمال تلك الرحلة مهما طال الزمن، أو تداعت عليها الظروف، وكما يقال "إحنا شعب جبار، تحتار فيه الدول".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة