أمل الحناوى

"شعب وبرلمان ورئيس" ضد التهجير

السبت، 01 فبراير 2025 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قولاً واحداً ، المشهد الرائع الذى شاهدناه _ وشاهده العالم _ أمام "معبر رفح" أمس من توافد آلاف المصريين من جميع المحافظات للتعبير عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية يؤكد _ بما لا يدع مجالاً للشك _ أن الرأى العام المصرى يقظ ومُدرك _ كل الإدراك _ لما يُحاك ضد "مصر" من مخططات خبيئة ويؤكد أيضاً _ وهذا هو الأهم _ أن توجهات الرأي العام مُتوافقة مع توجُهات القيادة السياسية التى أعلنت موقفها مرات عديدة برفض التهجير.

أسبوع عصيب جداً عاشه الشعب المصرى بعد أن رأوا بأعينهم أن المؤامرة التى حاولوا تنفيذها منذ سنوات فى فلسطين بإحداث ( نكبة فلسطينية ثانية ) عادت من جديد ، عاد الحديث عن المؤامرة علناً وبلا خجل بطرد الفلسطينيين من أراضيهم ، وصلنا لدرجة أن الإعلان عن الأهداف الخفية لم يعد فى السر، وأصبح أمام كاميرات وسائل الإعلام العالمية لتُنقل الأهداف لشاشات الفضائيات فى كل دول العالم ، لن أقول : عليه العوض فى القانون الدولى والقانون الدولي الإنسانى ، ولكنى أقول : بكل تأكيد سيأتى اليوم الذى سيختل فيه النظام العالمى بعد إهدار حقوق الدول وبعد الجور على حقوق المواطنين وعدم الاعتراف بميزان العدالة الدولي وعدم الاعتداد بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى وهى حقوق مشروعة ومدعومة بقرارات الشرعية الدولية ومدعومة باجتماعات وقرارات من مجلس الأمن الدولي طوال الفترة من عام ( ١٩٤٨ ) _ وهو عام "نكبة فلسطين الأولى" _ وحتى الآن ، الأُمم المتحدة شاهدة على عدالة القضية الفلسطينية وشاهدة على أن الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بدولة فلسطينية مُستقلة على حدود ما قبل ( ٥ يونيو ١٩٦٧ ) وعاصمتها القدس الشرقية وأن حل الدولتين هو السبيل لاعادة الهدوء فى الشرق الأوسط .

صمود الفلسطينيين أبهر العالم واستمرارهم فى البقاء فى أرضيهم سيُبهر العالم أكثر ، عاد أهالى شمال قطاع غزة إلى أراضيهم رغم أن منازلهم أصبحت أطلالاً ورُكام ، عادوا وهُم لا يُبالون شيئاً ، فالأرض أرضهم والحياة على أرضهم أشرف من قبولهم بالتهجير القسري أو الطوعى ، رفضوا التهجير بكل قوة وعادوا بكل قوة ليرُدوا على دُعاة التهجير ، والعالم أدرك بأن أرض فلسطين لن تكون إلا للفلسطينيين ، هُم أصحاب الأرض ولن يُفرطوا فيها مهما ضحوا ومهما عانوا ومهما ظُلِموا وهُم مُدركون أن التضحية ( بطولة ) والمُعاناة من أجل الأرض ( شهامة ) والظلم الذى تعرضوا له سيتحول _ بفضل الله وبفضل صمودهم _ إلى ( وسام شرف ) سيضعونه على جبينهم وسيورثونه لأبناءهم وأحفادهم

.. هُنا فى "مصر" ، فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مرفوضة شعبياً ، ورفضها الرئيس عبدالفتاح السيسي كثيراً بل أنه كشف عنها فى بداية تنفيذها ومنذ إندلاع المواجهات فى قطاع غزة بعد أحداث ( ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ) ، رفضها "السيسي" مرات عديدة سواءاً فى مؤتمر القاهرة للسلام أو فى المؤتمر الصحفي العالمى مع المستشار الألمانى "سولتش" ، ورفضها على الهواء مباشراً خلال إجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكى _ وقتها _ أنتونى بلينكن ، وأيضاً رفضها خلال إحتفالية ( تحيا مصر وفلسطين ) والتى أُقيمت فى إستاد القاهرة فى الإسبوع الأخير من ( يناير ٢٠٢٤ ) والتى قال فيها نصاً : تهجير الفلسطينيين خط أحمر .. تبع ذلك رفض مُتكرر خلال المؤتمرات الصحفية مع زعماء وقادة العالم وآخرها المؤتمر الصحفي مع الرئيس الكينى الإسبوع الماضى

.. يمكن أبداً أن نغفل الموقف التاريخى للبرلمان المصرى والذى أعلن فيه عن تأييده للموقف الشجاع البطولي للرئيس السيسي الرافض للتهجير .. ولا يمكن أبداً أن نغفل اللقاءات والمباحثات المستمرة والجولات المكوكية التى يقوم بها الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية من أجل تثبيت وجهات النظر المصرية الرامية لرفض التهجير لدى الدول الصديقة والدول المعنية بشئون الشرق الأوسط .. إذن رفض التهجير يلقي تأييداً شعبياً ورئاسياً وبرلمانياً

.. أرى أن الجبهة الداخلية المصرية مُتماسكة ، قوية ، الكُل وِحدَة واحدة ، الكُل مُترابط على الهدف الرئيسي بأن رفض التهجير هو قرار دولة _ بشعبها ورئيسها وبرلمانها ومؤسساتها _ والجميع لن يسمح بأن يتم تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها ، والجميع لن يقبل حل أي قضية على حساب الأمن القومى المصرى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة