7 مناسبات للصوم فى الكنيسة الأرثوذكسية.. حكمة وضع الآباء الأصوام الكبرى الأربعة.. الميلاد للبداية والصوم الكبير للعين وصيام الرسل للفم والعذراء للقلب.. والبابا تواضروس: الأصوام الكنسية فترات للتوبة الجماعية

السبت، 01 فبراير 2025 03:30 م
7 مناسبات للصوم فى الكنيسة الأرثوذكسية.. حكمة وضع الآباء الأصوام الكبرى الأربعة.. الميلاد للبداية والصوم الكبير للعين وصيام الرسل للفم والعذراء للقلب.. والبابا تواضروس: الأصوام الكنسية فترات للتوبة الجماعية كنيسة
كتبت – بتول عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تلعب الأعياد والأصوام دورًا محوريًا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ تمثل وسيلة روحية تعكس عمق الإيمان وتجسد حكمة الآباء في وضعها. فتحتل الأصوام مكانة خاصة، فهي ليست مجرد امتناع عن الطعام، بل هي دعوة للصلاة، والتوبة، والتقرب إلى الله. ومن اللافت أن الكنيسة وضعت هذه الأصوام وفق رؤية روحية عميقة.

في هذا التقرير، نستعرض الحكمة الكامنة وراء وضع الآباء الأصوام الكنسية الكبرى الأربعة، كما تناولها قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والتي تُمثل فترات التوبة الجماعية. وأوصى قداسته أن ينتهز الإنسان الفرصة في هذا الصوم من خلال قراءات الكنيسة أن يركز على أذنه، ويسأل نفسه: هل يطيع الوصية؟! وأن يتفرغ من أجل الأذن والعين والفم والقلب ويمارس الحياة الروحية بكل وعي.

صوم الميلاد المجيد

يعتبر صوم الميلاد (أول أصوام السنة الكنسية): وهو صوم البداية والاستعداد للحياة الروحية، "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مر 8: 36)، وهدفه الأوّل إصلاح الأذن الداخلية الروحية للإنسان، لتصبح أذن الاستجابة والطاعة، "«هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»" (لو 1: 38).

الصوم الكبير

يمثل الصوم الكبير صوم للعين، "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا" (مت ٦: ٢٢)، وهو صوم المسيرة الروحية، ومدته 55 يومًا، وهدفه إصلاح عين الإنسان الروحية لتصير حواس الإنسان نيرة، "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ" (مت 6: 6)، والكنيسة تُرنم فيه "طوبى للرحماء على المساكين" لكي تكون عين الإنسان رحيمة على المساكين، "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم".

صوم الآباء الرسل

صوم الآباء الرسل: تتغيّر مدته من سنة لأخرى، وهو صوم الخدمة العملية، ويسند عمل الخدمة في الكنيسة، وهو صوم الفم، وكيف يكون كلام الإنسان شاهدًا للمسيح، "وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا" (أع 1: 8)، وهدفه إصلاح كلام الفم وأن يكون واضحًا ومستقيم.

صوم السيدة العذراء

صوم السيدة العذراء: وهو صوم القلب، وأن يصير قلب كل إنسان كقلب السيدة العذراء، "وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لو 1: 47)، وهو صوم المسرة والبهجة، فعندما يمتلئ قلب الإنسان بالفرح يصير متهللًا، وتكون مسرة قلبه في صوم السيدة العذراء هي المسرة التي بدأت في صوم الميلاد، "«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»" (لو 2: 14)، وصار قلب الإنسان نقيًّا وأصبح لديه الأذن التي تطيع والعين التي بها رحمة والفم الذي يشهد للمسيح والقلب الفرحان بالمسيح.

الأصوام في الكنيسة القبطية:

- صوم الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام: الأربعين يومًا التي صامها المسيح.
- صوم يومي الأربعاء والجمعة: يوم الأربعاء تذكارًا للتآمر على المسيح، وصوم يوم الجمعة تذكارًا لصلبه.
- صوم الرسل: وهو أقدم الأصوام إذ صامه الرسل أنفسهم.
- صوم الميلاد المجيد: ومدته 43 يومًا، يبدأ من 16 هاتور (25 نوفمبر)، وينتهي بعيد الميلاد في 29 كيهك (7 يناير).
- صوم نينوى أو صوم يونان: ومدته 3 أيام. ويصام تذكارا لتوبة أهل نينوى، وهو يبدأ قبل الصوم الكبير بأسبوعين.
- صوم السيدة العذراء مريم: ومدته 15 يوم، تنتهي بعيد صعود جسد العذراء في 16 مسرى.
- برمون الميلاد وبرمون الغطاس: والبرمون هو اليوم السابق للعيد.

تختلف الأصوام في طقسها وفي فترة الانقطاع وفي نوع الأطعمة التي تؤكل خلالها. فالصوم الكبير لا يؤكل فيه السمك، وكذلك كان الحال في صومي الأربعاء والجمعة. ويجري هذا المجرى أيضًا في صوم يونان ويوما البرمون. أما أيام البصخة المقدسة (أسبوع الآلام) فطقس الكنيسة الأول هو ألا يتناول الصائم سوى الخبز والملح بعد فترة من الانقطاع، وبالنسبة للضعفاء الذي كان يصرح لهم بالطعام كانت تُمنَع عنهم الأطعمة الحلوة المذاق. أما باقي الأصوام فيصرح فيها بأكل السمك. 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة