كيف تحمى نفسك من أمراض الدواجن المشتركة؟.. لون الجلد الطبيعى مؤشر لمعرفة محاولات الغش.. وإذابة التجميد المسبقة إلزامية للقضاء على ميكروب السالمونيلا.. وهذه مؤشرات السلامة وخطوات التعامل مع الفراخ المجمدة

تعد الدواجن من أهم المصادر الغذائية عالميًا، إذ توفر كميات كبيرة من البروتين عالي الجودة والفيتامينات والمعادن الأساسية، ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي للكثيرين.

وعلى الرغم من أهميتها البالغة في التغذية، تواجه صناعة الدواجن تحديات عديدة تتعلق بالأمراض والأوبئة التي قد تهدد صحة الحيوان والإنسان معًا، ما يستدعي يقظة مستمرة وتوعية للمستهلكين حول سُبل ضمان سلامة هذا الغذاء الحيوي.

مؤشرات سلامة الدواجن

في سياق ضمان سلامة الغذاء، قدمت الدكتورة هبة بدر، رئيس البحوث بمعهد صحة الحيوان بمركز البحوث الزراعية، إرشادات ضرورية للمستهلكين للكشف عن سلامة اللحوم البيضاء والداجنة.

وأكدت هبة بدر، أن أولى علامات الاستدلال على سلامة الدواجن تكمن في لون الجلد، الذي يعتبر مؤشرًا كاشفًا لأي محاولة تلاعب أو غش، فالدواجن السليمة، وفقًا لإيضاحاتها، يتراوح لون جلدها الطبيعي بين الأبيض والأصفر.

وشرحت، أن التغيرات الظاهرية في شكل ولون الجلد يمكن أن تكون ناتجة عن عدة عوامل ليست بالضرورة مرضية، مثل تعرض الطيور لبعض الكدمات أثناء عمليات التنظيف، أو تأثير نوعية التغذية المقدمة للطائر، أو حتى مواقع حقن الأمصال واللقاحات.

كما تلعب الحرارة التي يتعرض لها الطائر داخل المجزر أثناء التخلص من الريش دورًا، بالإضافة إلى التقنيات التي تستخدمها بعض الشركات، كتغطيس الطيور في محلول الماء والكلور، والتي يجب أن تتم وفق اشتراطات صحية صارمة، هذه العوامل مجتمعة تساهم في التباين الطفيف في اللون الظاهري، لكن النطاق الأساسي (الأبيض إلى الأصفر) يبقى هو المعيار.

خطأ شائع وخطير في التعامل مع الدواجن المجمدة

إضافة إلى مؤشرات السلامة الظاهرية، شددت بدر على الأهمية القصوى لاتباع اشتراطات محددة عند التعامل مع الدواجن المجمدة قبل الطهي.

وحذرت بشكل خاص من خطأ شائع وخطير يقع فيه قطاع كبير من المستهلكين، خصوصًا السيدات، وهو طهي اللحوم البيضاء وهي لا تزال مجمدة، مؤكدة على ضرورة قصوى لـإذابة الدواجن المجمدة قبل عملية الطهي.

وأوضحت بدر طريقتين مأمونتين لإذابة اللحوم قبل السلق، وهما إما تعريض الدجاجة لحرارة الميكروويف لمدة عشر دقائق قبل السلق، أو وضعها داخل الثلاجة لفترة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة قبل الطهي.

ونبهت بدر إلى التداعيات السلبية الناجمة عن التهاون في نقطة إذابة التجميد، مشيرة إلى أن وضع الدواجن المجمدة مباشرة في الماء المغلي يؤدي إلى نضج الجسد الخارجي دون وصول الحرارة الكافية إلى الجزء الداخلي منها، و هذا الأمر يصبح بالغ الخطورة تحديدًا في حال إصابة الدجاجة بمرض "السالمونيلا"، وهو ميكروب شائع قد يتواجد في الدواجن.

للتغلب على خطر "السالمونيلا"، كشفت الدكتورة بدر أن المسبب المرضي يتطلب تعريضه لحرارة تتجاوز 57 درجة مئوية ليموت، وبما أن الطهي المباشر للطيور المجمدة لا يضمن وصول هذه الحرارة إلى العمق، يبقى خطر بقاء الميكروب قائمًا، ما يؤكد ضرورة الإذابة المسبقة لضمان نضج متساوٍ وآمن لكامل أجزاء الدجاجة، ليصبح اللحم بعدها صالحًا للاستهلاك دون أي تبعات صحية ضارة.

أمراض فيروسية تهدد سلامة الدواجن والتحصين هو الحماية

لا تقتصر تحديات سلامة الدواجن على ممارسات الطهي غير الصحيحة، بل تواجه الطيور خطرًا كبيرًا من الأمراض الفيروسية التي تهدد الإنتاجية والاقتصاد الزراعي، وتمثل خطرًا على صحة الإنسان من أبرز هذه الأمراض:

إنفلونزا الطيور وهو مرض فيروسي تسببه سلالات مختلفة وينتشر بسرعة، مسببًا وفيات كبيرة في قطعان الدواجن يشكل خطرًا مضاعفًا كونه يمكن أن ينتقل إلى الإنسان، ما يجعله قضية صحة عامة ملحة.

مرض نيوكاسل يسببه فيروس نيوكاسل، ويؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي للدواجن ويسبب وفيات كبيرة كما يمكن أن ينتقل هذا المرض إلى الإنسان أيضًا.

تؤكد هذه المخاطر على الأهمية البالغة لـالتحصين كأداة وقائية أساسية فالتحصين، الذي يتم عبر إعطاء اللقاحات المناسبة للدواجن، هو خط الدفاع الأول لحمايتها من مختلف الأمراض الفيروسية والبكتيرية. هذا الإجراء الوقائي لا يضمن فقط سلامة القطيع ويقلل الخسائر الاقتصادية في الإنتاجية والربحية، بل يساهم بشكل مباشر في توفير منتج غذائي أكثر أمانًا للمستهلك، ويقلل من فرص انتقال الأمراض المشتركة إلى الإنسان.

و لتجنب المخاطر الصحية، يجب على المستهلكين الانتباه جيدًا إلى لون جلد الدواجن الطبيعي (الأبيض-الأصفر)، و الالتزام الصارم بإذابة الدواجن المجمدة (سواء عبر الميكروويف أو الثلاجة) قبل الطهي لضمان وصول حرارة كافية لقتل المسببات المرضية كـ"السالمونيلا".