فيسبوك
واتساب
النوم لساعات أقل كل ليلة، وهي حالة تُعرف غالبًا بقلة النوم المزمنة أو الحرمان منه، لها آثار سلبية عميقة وواسعة النطاق على صحتك الجسدية وسلامتك العقلية ووظائفك الإدراكية، ويمتد هذا التأثير إلى ما هو أبعد من مجرد الشعور بالتعب في اليوم التالي، وهو ما يوضحه تقرير موقع "Webmd".
تضعف قلة النوم العديد من العمليات الحيوية وتؤثر على القدرات المعرفية والعقلية على المدى القصير، وتظهر الآثار الأكثر وضوحًا على الأداء الإدراكي والحالة النفسية، حيث تُضعف قلة النوم الانتباه واليقظة والتركيز والقدرة على حل المشكلات، وقد تجد صعوبة في تعلم معلومات جديدة أو تذكر الأشياء بفعالية، كما تتباطأ ردود الفعل بشكل ملحوظ، مما يزيد من خطر الحوادث، خاصةً أثناء القيادة، أما على الصعيد النفسي، فغالبًا ما يؤدي الحرمان من النوم إلى التهيج وتقلبات المزاج وزيادة مستويات التوتر، وزيادة خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب.
المخاطر الصحية الجسدية طويلة المدى لقلة النوم
يُشكل التأثير التراكمي لقلة النوم المستمرة تهديدات صحية خطيرة على المدى الطويل، فالحرمان المزمن من النوم يُضعف جهاز المناعة، ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض متكررة، من نزلات البرد الشائعة إلى الالتهابات الأكثر شدة، ويؤثر بشكل كبير على صحة القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وقصور القلب والسكتة الدماغية.
علاوة على ذلك، فإن قلة النوم تعطل تنظيم الجسم لهرموني الجريلين واللبتين، وهما الهرمونان اللذان يتحكمان في الجوع والشبع، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى زيادة الشهية وزيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
العواقب الفسيولوجية والعاطفية
على المستوى الخلوي، يُسرع قلة النوم المزمنة عملية الشيخوخة ويُعيق تعافي العضلات ونموها، أما على المستوى العاطفي، فيُضعف القدرة على تنظيم المشاعر، مما يؤدي إلى تقلبات عاطفية وصعوبات في إدارة العلاقات الشخصية.
باختصار، النوم المنتظم لأقل من 7-9 ساعات الموصى بها ليلاً يُسبب سلسلة من الآثار السلبية التي تُهدد جميع جوانب حياتك تقريبًا، فلا يقتصر الأمر على تحمل التعب فحسب، بل يُفاقم بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ويُضعف جودة حياتك، حيث يُعد إعطاء الأولوية للنوم الكافي استثمارًا بالغ الأهمية في صحتك العامة.
