فى قلب وسط البلد، وتحديدا داخل سوق ديانا الشهير، يقف "الخواجة" بين باعة الأنتيكات، ولكنه بياع من نوع خاص فهو يحنط الحيوانات النافقة ويعيدها للحياة مرة أخرى محنطة، يمارس واحدة من أغرب المهن التى يمكن أن تراها داخل أسواق القاهرة؛ مهنة تحنيط جميع أنواع الحيوانات، من أصغر الطيور وحتى الحيوانات الضخمة.
"الخواجة"، الذى بات معروفا بين رواد السوق، حنط كل ما يمكن تخيله طيور، زواحف، كلاب، قطط، وحتى حصان، ولم يتردد فى تخليد ذكريات حيواناته الخاصة، فقد قام مؤخرا بـتحنيط الكلب الخاص به ليبقى أمامه كما كان فى حياته.
وفى حلقة جديدة من حلقات برنامج "فتحى شو"، اعداد وتقديم محمد فتحى عبد الغفار، تجولنا داخل سوق ديانا نفسه والذى يعد واحدا من أغرب الأسواق فى مصر، مشهور ببيع قطع نادرة وغريبة، لكن ورشة التحنيط هذه تبقى أكثر ما يثير دهشة الزوار، فبمجرد نظرك اليه تحس نفسك داخل حديقة حيوانات حقيقة فهى خطوة واحدة وتنطق امامك هذه الحيوانات من دقة تحنيطها وكأنك داخل متحف غير رسمى.
وكشف "الخواجة" لـ"فتحى شو" عن جزء من طريقة عمله، موضحا أن تحنيط الحيوانات ذات الرجلين يختلف تماما عن تحنيط الحيوانات ذات الأربع أرجل، فالأولى تحتاج إلى دعم داخلي خاص لتثبيت الجسم والهيكل، بينما تتطلب الحيوانات ذات الأربع أرجل تثبيتا أعقد للحفاظ على توازنها وشكلها الحقيقي. يبدأ العمل عادة بتنظيف الجسد وإزالة السوائل والدهون، ثم معالجة الجلد بالمواد المانعة للتعفن، قبل تركيب الهيكل الداخلي وصناعة الملامح النهائية بدقة كبيرة.
ورغم غرابة المهنة، الا ان أصحاب الحيوانات الاليفة التي لها مكانه في قلوبهم يلجأون اليه بعد نفوق حيواناتهم بحثا عن تحنيطها وتخليدها لزمن طويل، فهو يحنط في الوضع المحبب إلك أن ترى فيه حيوانك الاليف فى محاولة للاحتفاظ بذكرياتهم معها.