تضاعفت المعاناة التي يعيشها الناس في غزة فبعد سنوات من الحصار والعدوان وحرمانهم من الخدمات المنقذة للحياة يواجه الآن الملايين منهم البرد القارس والأثار المدمرة للأمطار الغزيرة التي تحاصر الخيم المتهالكة في الأصل مع نقص شديد في المياه الصالحة للشرب والملابس والاغطية
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنه على مدار الأيام الماضية كان النزوح مدفوعًا بشكل رئيسي بالأمطار الغزيرة والفيضانات، وأفاد المسؤولون عن إدارة مواقع النزوح بأنهم لا يستطيعون الإشراف على سوى أقل من ثلث المواقع المعروفة التي يأوي إليها النازحون، وذلك بسبب صعوبة الوصول إليها ونقص الإمدادات ونتيجةً لذلك، يُحرم أكثر من مليون شخص في هذه المواقع من الدعم الأساسي، بما في ذلك تصريف مياه الصرف الصحي.
موجات نزوح جديدة بعد انهيار خيم الملاجئ بسبب الأمطار
و أضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن انعدام الأمن لا يزال يُقوّض عمليات الإغاثة ويُعرّض الأرواح للخطر مؤكدا على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، لافتا الي انه خلال الأسبوع الجهات المعنية بتدفق النازحين في غزة أن هناك أكثر من 20,500 حركة، مُقارنةً بأكثر من 17,000 حركة في الأسبوع السابق.
و أشار المتحدث الأممي أنه تم الأبلاغ عن موجات نزوح جديدة خلال الأسبوع الماضي بسبب تحركات الكتل الإسمنتية الصفراء التي تُمثل ما يُسمى الخط الأصفر، فيما حذر العاملين في المجال الإنساني من تزايد عمليات القوات الإسرائيلية في المناطق الشمالية، مما يُؤدي إلى نزوح جديد، وقيود على الحركة، وإغلاق مدارس، وانقطاعات في الخدمات في المجتمعات المتضررة أصلًا من العمليات المتكررة منذ عام 2025.
1680 هجومًا من مستوطنين علي الفلسطينيين
وقال المتحدث الأممي، إن أكثر من 95 ألف فلسطيني تضرروا من العمليات الموسعة التي شنتها القوات الإسرائيلية في المناطق الشمالية خلال الأيام الأخيرة، وخاصة في محافظتي جنين وطوباس حيث تم حظر التجول، وقيود أخرى على الحركة، والنزوح، وإتلاف أو تدمير الممتلكات الخاصة والبنية التحتية العامة، بالإضافة إلى إغلاق المدارس، وتعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وقالت الأمم المتحدة إن هجمات المستوطنين على الفلسطينيين تتواصل بلا هوادة، حيث وثّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية خلال الأشهر الماضية 1680 هجومًا شنّها مستوطنون إسرائيليون، أسفرت عن إصابات أو أضرار بالممتلكات في أكثر من 270 تجمعًا سكانيًا في أنحاء الضفة الغربية. أي بمعدل خمس حوادث يوميًا مشددة علي ضرورة أن يتوافق أي استخدام للقوة من جانب الإسرائيليين مع معايير إنفاذ القانون المعترف بها دوليًا.