دندراوى الهوارى

جورج كلونى وفضيحة القرن للإخوان: زوجتى طبخت دستور الجماعة 2012 فى لندن!

السبت، 06 ديسمبر 2025 12:00 م


هناك حكمة صينية رائعة مفادها: «فتش عن الحقيقة فى الوقائع» وكل وقائع جماعة الإخوان - منذ تأسيسها وحتى كتابة هذه السطور - تكشف بوضوح دون لبس، أنها جماعة تأسست من أجل تمزيق مفهوم السيادة الوطنية، وفتح الأبواب لكل من هبَّ وَدبَّ، واستدعاء الخارج للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، والجلوس معهم على طاولة تقرير مصير البلاد والعباد.

وقائع الجماعة الإرهابية - طوال ما يقرب من قرن - تشى بارتكاب كل الموبقات الوطنية، وإذا كان المتعاطفون معها، وأصحاب المصالح الذين يدافعون عن الجماعة، أصابهم العطب فى شبكة الأعصاب المسؤولة عن الإدراك والفهم والوعى بحقيقة الجماعة، وانبروا للدفاع عنها بالباطل فى الوقائع التاريخية الكارثية، وتدشين حملات التشكيك فى شهادات الكتاب والمثقفين والسياسين، المكتوبة عن سلوك الجماعة، الخائن، فإن ما شاهده المصريون منذ 2011 وحتى الآن صوتا وصورة، فضح الجماعة وعرَّى مواقفها ومواقف كل الداعمين والمتعاطفين معها!

لن نتحدث عن رحلات الحج لدهاليز الكونجرس الأمريكى لتأليب أعضائه ضد مصر، ولا استقبالهم لسفراء ودبلوماسيين فى اجتماعات مغلقة وسرية، ولا إنها «أى الجماعة» فتحت قنوات خلفية مع أطراف ومنظمات دولية للتآمر على الوطن، ولكن رأينا الجماعة بأعيننا، كيف تبرئ إسرائيل - بعد أن عاشت تلك الجماعة عقودا تترنم وتصف الإسرائليين بأنهم «أحفاد القردة والخنازير» - من إبادة غزة، وبذل كل الجهود لتوريط مصر، بالتظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج، ومنها السفارة فى تل أبيب ورفعوا علم الكيان المحتل!

لكن يتبقى مقطع الفيديو المتداول للفنان الأمريكى الشهير، الحائز على جائزة الأوسكار مرتين، جورج كلونى، أثناء استضافته فى برنامج «The Drew Barrymore Show» لترويج فيلمه «Jay Kelly» علامة فارقة فى تاريخ الجماعة، فالرجل تطرق وبحسن نية مفرطة، للحديث عن زوجته أمل علم الدين، ذات الأصول اللبنانية، والحاملة للجنسية البريطانية، مفجرا قنبلة تفوق قوتها القنابل الأمريكية الانزلاقية، عندما قال: «أثناء فترة تعارفى بأمل وبعد لقائنا الأول سافرت إلى لندن، لمتابعة تسجيل موسيقى فيلمى، وحينها فكرت أن أثير إعجاب أمل، فقررت دعوتها للاستديو والاستماع للموسيقى، فاتصلت بها وقلت لها: «هل تريدين المجىء؟»، فقالت: «نعم، ولكن أنا الآن فى اجتماع مع جماعة الإخوان المسلمين» موضحا أنها كانت وسط محاولة إعادة صياغة دستور جديد للمصريين»!

الفنان جورج كلونى، ممثل أمريكى شهير، لا يمكن اتهامه بالتطبيل للنظام المصرى، ولا هو متطوع لتشويه وجه الجماعة، مثلما يحاول الإخوان إلصاق مثل هذه النوعية من الاتهامات بكل معارضى الجماعة مهما كانت انتماءاتهم، وأن ما فجره كان فى إطار حديث ممتن لزوجته وقدراتها الخارقة.

هذا الحديث العابر، فضح جماعة الإخوان، وكشف كيفية استعانتهم بالمحامية البريطانية، المحامية الضليعة فى قضايا حقوق الإنسان، أمل علم الدين، لتضع لهم الخطوط العريضة لدستور 2012 وليذكرنا بالليلة المشؤومة، عندما شاهدنا كيف أدار المستشار حسام الغريانى، رئيس الجمعية التأسيسية للدستور، حينذاك، جلسات مناقشة إقرار الدستور 2012، بسرعة وسلق، أثارت دهشة المواطن العادى قبل المثقف، ليأتى جورج كلونى، مفسرا للجميع أن مواد الدستور كانت مطبوخة فى عاصمة «الضباب» لندن، وأن الجلسة مجرد ديكور، واللجنة صورية مُخترقة بالولاءات، تتلقى التعليمات من الخارج.

ما سرده جورج كلونى، يتطابق مع المعلومات التى أكدت أن الجماعة استعانت أيضا، بالصهيونى الأمريكى، نوح فيلدمان، أستاذ القانون بجامعة هارفارد، والحاصل على درجة الدكتوراه فى الفكر الإسلامى من جامعة أكسفورد الإنجليزية، ومؤلف كتاب شهير عنوانه «بعد الجهاد: أمريكا والنضال من أجل الديمقراطية الإسلامية»، وذلك للمساهمة فى وضع مسودة الدستور، وكانت نصيحته ضرورة وضع مواد توائم بين الشريعة الإسلامية والقانون الدستورى، وأن فكرة الاستعانة بفيلدمان، كونه المسؤول عن صياغة مسودة الدستور الأفغانى، كما عين مستشارا دستوريا للحاكم الأمريكى فى العراق، بول بريمر، عقب سقوط بغداد بأيام، وأشرف على صياغة مسودة الدستور العراقى المؤقت حينها، فى 2004، ثم أصبح دستورا دائما بعد استفتاء الشعب العراقى عليه فى 2005.

تخيلوا جماعة تدّعى الوطنية، وتتدثر بعباءة الإسلام، تستعين بصهاينة وشخصيات أجنبية غير إسلامية، لوضع دستور مصر 2012 ثم تخرج علينا لتعتلى المنابر، وتخطب فى الناس عن حب البلاد، والدفاع عن الإسلام، ومنحت نفسها الحق الحصرى للتحدث باسم الإسلام والمسلمين!

الحقيقة أن ما قاله الفنان الأمريكى جورج كلونى، زوج الحقوقية أمل علم الدين، لا يصنع وحده «قضية دستورية» لكنه يكشف المنهج ويفضح العقلية، ويُذكر المصريين بـ«السنة السوداء» التى حكمت فيها هذه الجماعة مصر، وكيف عبثت بأساس الدولة.

يكفى أن يتردد اسم الجماعة فى اجتماع خارج مصر لمناقشة ما يتعلق بـ«إعادة صياغة دستور» حتى نفهم كيف كانت تُدار البلاد حينها، بلا مؤسسات، بلا شفافية، بلا انتماء، لقد تعامل الإخوان مع مصر كأنها فرع من فروع التنظيم الدولى، لا دولة تتمتع بالسيادة، وعمرها مرتبط بعمر وجود الكون.

نعم ما كشفه جورج كلونى، فضيحة القرن لجماعة الخزى والعار، تضاف لجرائم خياناتهم للوطن وللأمة جمعاء!




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة