من غير مضادات هيستامين.. طرق السيطرة على الحساسية

الجمعة، 05 ديسمبر 2025 07:00 ص
من غير مضادات هيستامين.. طرق السيطرة على  الحساسية علاج الحساسية

كتبت مروة محمود الياس

الحساسية من أكثر الحالات التي تؤثر في جودة الحياة اليومية، خاصةً عندما تظهر في مواسم معينة أو بعد التعرض لعوامل بيئية محددة. ومع أن مضادات الهيستامين تُعد الخيار الأسرع للسيطرة على الأعراض، إلا أن كثيرين لا يتحملون آثارها الجانبية مثل النعاس أو جفاف الفم، مما يدفعهم للبحث عن بدائل طبيعية أكثر أمانًا ولطفًا.

وفقًا لتقرير نشره موقع Wyndly المتخصص في أبحاث الحساسية والعلاجات المناعية، فإن التعامل مع الحساسية لا يعتمد فقط على الأدوية التقليدية، بل يمكن تخفيفها بشكل فعّال من خلال مجموعة من الطرق الطبيعية التي تُساعد الجسم على مقاومة الالتهاب وتخفيف الاستجابة المناعية المفرطة.

دعم المناعة من خلال الغذاء

يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في ضبط نشاط الجهاز المناعي وتقليل الإفراز المفرط للهيستامين. فالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل التوت والفلفل الملون والحمضيات، تُساعد على الحد من الالتهاب الناتج عن التحسس. كما أن الأسماك الدهنية – مثل السلمون والسردين – تمد الجسم بأحماض أوميغا 3 التي تعمل على تلطيف استجابة الخلايا الالتهابية.

أما فيتامين C فيُعرف بقدرته على تثبيط إفراز الهيستامين الطبيعي، مما يُخفف من احتقان الأنف والعطاس. ويُفضَّل تناوله على مدار اليوم عبر الفواكه الطازجة أو المكملات المقسمة على جرعات صغيرة. كذلك يُسهم فيتامين D في تعزيز توازن المناعة وتقليل حساسية الأنف الموسمية، بينما يُساعد المغنيسيوم والزنك على دعم أنسجة الجهاز التنفسي وتحسين وظائف الخلايا المناعية.

الأعشاب والمكملات الطبيعية

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض الأعشاب تمتلك خصائص مضادة للحساسية، لكونها تُقلل إفراز الهيستامين أو تُهدئ الالتهاب. من أبرزها القراص، الذي يُستخدم منذ قرون لتخفيف انسداد الأنف وحكة العينين، ونبات الزبد الذي أظهرت دراسات أنه يُضاهي فاعلية بعض مضادات الهيستامين الدوائية، بشرط استخدام مستخلصات خالية من المركبات السامة للكبد.

أما الكيرسيتين، وهو مركب طبيعي يوجد في التفاح والبصل والعنب الأحمر، فيعمل على تثبيت الخلايا المناعية المسؤولة عن إطلاق الهيستامين، ويُقلل من التورم والاحتقان. وعند تناوله مع إنزيم البروميلين المستخرج من الأناناس، تتحسن فاعليته في امتصاص الجسم له وفي تهدئة الأغشية المخاطية.

تنظيف الأنف وتصفية الهواء

تُعد غسولات الأنف المالحة من أكثر الطرق البسيطة والآمنة لتخفيف أعراض الحساسية دون أدوية. فهي تُزيل بقايا الغبار وحبوب اللقاح وتُرطب الأغشية الداخلية للأنف، مما يُسهّل التنفس ويُقلل الحاجة إلى بخاخات الأنف.

ينصح الأطباء باستخدام محلول ملحي فاتر متعادل التركيز مرة أو مرتين يوميًا خلال موسم الحساسية، مع الحرص على استخدام ماء معقّم أو مغلي مسبقًا لتجنّب العدوى.

إلى جانب ذلك، يُوصي الخبراء باستخدام أجهزة الترشيح الهوائي HEPA في غرف النوم والمكاتب لتقليل الجسيمات العالقة في الهواء. كما يُفضَّل تهوية الغرف بانتظام وتنظيف المفروشات بالماء الساخن أسبوعيًا لتقليل العث والغبار.

تغييرات بسيطة في نمط الحياة

الوقاية تبدأ من تعديل البيئة اليومية. فغلق النوافذ خلال فترات ذروة انتشار حبوب اللقاح، وارتداء نظارات واقية عند الخروج، وغسل الشعر والوجه بعد العودة إلى المنزل، كلها إجراءات تقلل كمية المواد المثيرة للحساسية.

كذلك يُنصح بخلع الأحذية قبل الدخول إلى المنزل لتجنّب نقل الغبار الخارجي، واستخدام منقيات هواء في السيارات، مع تجنّب تجفيف الملابس في الهواء الطلق أثناء موسم اللقاح. هذه الخطوات الصغيرة تُحدث فارقًا ملموسًا في تخفيف الأعراض على المدى الطويل.

خيارات العلاج الحديثة

تُعد المعالجة المناعية تحت اللسان من أحدث البدائل غير الدوائية التي تهدف إلى تقليل حساسية الجهاز المناعي تدريجيًا تجاه مسببات التحسس. يقوم المريض بتناول جرعات صغيرة من المادة المسببة للحساسية على فترات منتظمة، مما يُدرّب الجسم على التكيف معها ويُقلل من حدة رد الفعل التحسسي بمرور الوقت.

كما أثبتت تقنيات مثل العلاج بالإبر والعلاج الضوئي الأنفي فاعلية في تقليل احتقان الأنف وتحسين التنفس دون الحاجة إلى الأدوية التقليدية، خاصة لدى من لا يتحملون مضادات الهيستامين أو يرغبون في خيارات طبيعية بعيدة عن التنويم والدوخة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب