«وادى الحمامات».. بقعة تاريخية تشهد أسرار الفراعنة ومناجم الذهب بطريق «القصير – قفط».. اكتشفت بالقرب منها أقدم خريطة عمرها 3 آلاف سنة.. وإحدى المحطات السبعة فى طريق قدس الأقداس الرابط بين النيل والبحر.. صور

الجمعة، 05 ديسمبر 2025 02:00 ص
«وادى الحمامات».. بقعة تاريخية تشهد أسرار الفراعنة ومناجم الذهب بطريق «القصير – قفط».. اكتشفت بالقرب منها أقدم خريطة عمرها 3 آلاف سنة.. وإحدى المحطات السبعة فى طريق قدس الأقداس الرابط بين النيل والبحر.. صور حمام كيلوباترا بطريق القصير قفط

البحر الأحمر - عماد عرفة

بعد مغادرة قرية الكلاحين الحاجر التابعة لمركز قفط بمحافظة قنا فى اتجاه مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، تصل فى قلب الصحراء الشرقية إلى وادى الحمامات للتابع جغرافيا لمدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، فى تلك الوادى يلتقى عبق التاريخ بكنوز الجغرافيا، وهى واحدة من أعرق البقاع التاريخية فى مصر القديمة.

 

وتعتبر منطقة وادى الحمامات التى تطل على أقدم ممر تجارى فى تاريخ وسمى قديما بطريق قدس الأقداس كما أطلق عليه المصريون القدماء، لما له من قدسية ومكانة استراتيجية استُخدمت فى رحلات الملوك الفراعنة نحو الجنوب وبلاد بونت، تلك المنطقة الأسطورية التى تمثل اليوم قاعدة ما يعرف بالمثلث الذهبي.

 

ووصف محمد أبو الوفا، مدير الوعى الأثرى بالبحر الأحمر، أن منطقة وادى الحمامات شاهدًا نادرًا على عبقرية الفراعنة فى استكشاف وتخطيط المسارات الجبلية، والدليل الأهم على ذلك هو خريطة أثرية فريدة ترجع إلى عام 1318 قبل الميلاد، محفوظة حاليًا فى متحف تورينو بإيطاليا، تنسب هذه الخريطة إلى الملك سيتى الأول، وتعتبر أول وأقدم خريطة جغرافية موثقة فى التاريخ البشرى.

 

الخريطة توضح الطرق والدروب المؤدية إلى 130 منجما للذهب

وأضاف مدير الوعى الأثرى لـ"اليوم السابع"، أن تلك الخريطة توضح الطرق والدروب المؤدية إلى 130 منجما للذهب فى الصحراء الشرقية، بينها منجم السكرى الشهير، ويظهر من خلالها أن منطقة وادى الحمامات وحدها كانت تضم 25 منجما من الذهب الثمين، حيث أن تلك الخريطة تعد أعجوبة أثرية تؤكد على التقدم المذهل للفراعنة فى علوم الجغرافيا والتعدين، وان المصريين القدماء هم أول من أدرك القيمة الحقيقية لمنطقة المثلث الذهبى، التى تضم ثروات طبيعية ضخمة من الذهب والأحجار الكريمة.

 

وكشف أبو الوفا، أن اسم وادى الحمامات جاء من كثرة النقوش التى تزين صخوره وتحمل رموزًا لطيور الحمام، التى كانت ترمز للسلام، وهو ما يشير إلى قيمة رمزية وروحية حملتها هذه المنطقة عبر العصور.

 

وتكشف الدراسات الأثرية، بحسب أبو الوفا، عن أن وادى الحمامات كان يستخدم كموقع للعمل الإجبارى، حيث كان ينقل إليه المخالفون للقوانين ومرتكبو الجرائم فى عهد الفراعنة، ويتم تشغيلهم فى استخراج الأحجار النادرة مثل البريشا والبخت والجرانيت، التى كانت ترسل إلى مدينة طيبة لاستخدامها فى تشييد المعابد والقصور.

 

وما يزيد من قيمة المنطقة التاريخية هو احتواؤها على 2340 نقشًا فرعونيًا فريدًا، تعود أقدمها إلى عام 2550 قبل الميلاد، وتنتشر هذه النقوش على امتداد الوادى الذى يصل طوله إلى نحو 9 كيلومترات، وهذه النقوش سجلًا مصورًا لحياة المصريين القدماء، بدءًا من طقوسهم الدينية وانتهاء بأنشطتهم اليومية فى الصحراء.

 

طريق “قدس الأقداس” لم يكن مسارًا عشوائيًا

وأكد مدير الوعى الأثرى، إلى أن طريق "قدس الأقداس" لم يكن مسارًا عشوائيًا، بل شمل ثمانى محطات رئيسية كانت تربط وادى النيل بالبحر الأحمر، وهي: كابتوس، وادى معتولة، الدوى، وادى الحمامات، السيالة، الزرقاء، الحمراء، وأخيرًا القصير القديمة، وكانت تلك المحطات مسار أساسى للقوافل التى كانت تستخدم فى التبادل التجارى بين مصر ودول أفريقيا، ما جعله شريانًا اقتصاديًا وحضاريًا بالغ الأهمية.

 

اليوم، يقف وادى الحمامات كأثر عظيم يختزل آلاف السنين من التاريخ، وينتظر أن يحظى بالاهتمام السياحى والعلمى الذى يستحقه، باعتباره منجمًا مفتوحًا لاكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة، ومفتاحًا لفهم أقدم نظم الطرق والتعدين فى تاريخ الإنسانية.

 

جانب من المخربشات الفرعونية

جانب من المخربشات الفرعونية

 

حمام كيلوباترا بطريق القصير قفط
حمام كيلوباترا بطريق القصير قفط

 

نقوش الفرعونية بوادى الحمامات
نقوش الفرعونية بوادى الحمامات

 

نقوش على حمام كيلوباترا بطريق القصير قفط
نقوش على حمام كيلوباترا بطريق القصير قفط

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب