فيسبوك
واتساب
من أصعب المواقف التي تمر على البعض هي التي تتطلب التعامل فيها مع أشخاص من طبعهم العناد، ومعرفون بإصرارهم الدائم على آرائهم ومواقفهم بلا مرونة، يرفضون الاستماع لوجهة نظر مختلفة أو الانخراط في مناقشة بناءة، ويحولون أبسط المواقف اليومية لساحة صراع، ويؤثرون على المحيطين لانتهاء الحال بهم إلى شعورهم بالعجز عن إدارة حوار هادئ أو تفاهم مشترك، ومن أجل الوصول إلى كيفية إدارة الحوار مع الأشخاص العنيدة والابتعاد عن أي تبعات سلبية، تواصلنا مع بسمة سليم، أخصائية علم النفس الإكلينيكي وتعديل السلوك.
وقالت بسمة سليم لـ"اليوم السابع": "إن العناد لا يمكن إصلاحه أو تغييره بالقوة، لأنه في الأساس سلوك دفاعي نشأ عن شعور سابق بالتهديد أو الرفض أو التعرض لنقد قاسِ، ما يدفع الشخص العنيد للتسمك برأيه وموقفه، لأنه إذا تراجع عن رأيه، يعود عليه بالضعف وفقدان السيطرة، لذلك يتمسك بموقفه حتى وإن كان في غير صالحه، مشيرة إلى أن تغيير هذا النمط يحتاج إلى أسلوب هادئ وتواصل بناء بعيد عن التصادم.
ممنوع مهاجمة الشخص العنيد
وأوضحت اخصائية علم النفس أن التعامل مع العناد يتطلب الإمتناع عن مهاجمة الشخص أو التقليل من رأيه، والاعتماد على الحوار المشترك، وطرح خيارات محدودة أمامه مثل أيهما تفضل أن نبدأ به؟، ما يمنحه شعوراً بالمشاركة ويخفف مقاومته.
اقتراح بدائل إيجابية
وأضافت أنه عند الوصول إلى طريق مسدود في النقاش، يفضل الاعتراف بجزء من وجهة نظره لخفض شعوره بالتحدي، ثم إقتراح بديل بصيغة" معاك حق في النقطة دي، لكن إيه رأيك نجرب حلا آخر؟".
الإشارة إلى التأثيرات السلبية
وشددت بسمة سليم على ضرورة تأجيل النقاش حال تصاعد التوتر، مع اختيار وقت آخر مناسب للحوار، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بقصص أو مواقف واقعية تظهر نتائج العناد السلبية، شرط أن يكون ذلك بعيدًا عن لحظة الخلاف، حتى لا يشعر الشخص بالاتهام المباشر.
واختتمت مؤكدة أن العنيد لا يتغير بالكلام وحده، بل حين يرى بنفسه تأثير عناده على علاقاته ونتائج قراراته، سواء كانت خسارة فرصة، أو فشل تواصل، أو عواقب كان يمكن تجنبها لولا الإصرار على الرأي الخاطئ.
حوار غير هادئ
