2025 عام الرئيس.. الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف يكتب لـ اليوم السابع: صحح مفاهيمك فريضة بناء الإنسان لمواجهة التطرف الدينى والتطرف اللا دينى.. وصناعة الحضارة

منذ أن تشرفت بتولى أمانة المسؤولية فى 3 من يوليو 2024، عكفت على تحويل ما طرحت من رؤى وأفكار ومشاريع علمية -مكتملة أو قيد الاستكمال- إلى استراتيجيات عمل وخطط تنفيذية ذات مراحل ملموسة لتناسب الانتقال من دور العالم المفكر إلى دور المسئول التنفيذي. ومن ثم، وُلدت استراتيجية وزارة الأوقاف الرباعية المحاور كما يلى:

*مواجهة التطرف الدينى، ومواجهة التطرف اللا دينى، وبناء الإنسان، وصناعة الحضارة.

وانبثق من تلك الاستراتيجية رباعية المحاور عددا من المسارات التنفيذية، من بينها المهام الدولية كما هى موضحة بالجدول التالى:
أما أهداف تلك الزيارات، فقد شملت التشرف بتمثيل الدولة فى حفل تنصيب الرئيس الإندونيسى، برابوو سوبيانتو، «19 - 22 من أكتوبر 2024»، وتأبين بابا الفاتيكان «26 من أبريل 2025». ومن الأهداف الأخرى، عرض الرؤية الفكرية الدينية المصرية لتعزيز الجوانب الثقافية، كما حدث فى زيارة سان بطرسبرج، وتأكيد الموقف المصرى من الدعوة إلى «تعارف الحضارات» كبديل لفكرة «صدام الحضارات»، وتأكيد العناية بالشواهد المصرية الحضارية بالخارج «مثل زيارة ضريح الإمام المصرى محمد عياد الطنطاوى فى سان بطرسبرج»، وزيارة المسجد الأزرق بروسيا، حيث صلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والتوسع فى نشر الفهم المصرى المستنير للإسلام ومقاصده، علاوة على توطيد العلاقات بين وزارة الأوقاف المصرية ونظيراتها العربية والعالمية.
كما شملت أهداف تلك التحركات ومقوماتها داخل مصر، إهداء إصدارات الوزارة وترجمات كتاب «الحق المبين» إلى البلدان المُزارة، واقتراح ترجمة الكتاب على البلدان المُزارة التى لم يترجم الكتاب إلى لغتها بعد، إلى جانب تبادل الإصدارات العلمية الحديثة والقديمة، وإبراز جهود مصر فى العناية بالمصحف الشريف، وإهداء نسخ من «مصحف مصر»، وإبراز جهود مصر فى العناية بالقرآن الكريم، عبر تنظيم المسابقات الدولية والمشاركة فيها على مستويى المحكمين والمتسابقين، وقد شهد بعض تلك الزيارات المشاركة بخطابات وبحوث علمية فى المؤتمرات الخارجية، وتقديمها مترجمة إلى لغتين على الأقل.

لم تقف الأهداف المتوخاة من تلك الزيارات عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى مناقشة اعتماد الوثائق الرسمية ذات الأبعاد الدولية، مثل وثيقة الوحدة الإسلامية التى اقترحها فضيلة الإمام الأكبر فى «مؤتمر البحرين للحوار الإسلامى- الإسلامى «أمة واحدة ومصير مشترك»، 19-20 من فبراير 2025»، والتوسع فى فرص التدريب والمنح الدراسية المقدمة للأئمة الأجانب والطلاب الوافدين، والتوسع فى فرص التدريب للقضاة الشرعيين من بلدان ذات أغلبيات غير مسلمة «مثل الفلبين» وغيرها كماليزيا وإندونيسيا، ومد جسور التدريب عبر التواصل الإلكترونى بمحاضرات شبه أسبوعية، والسعى إلى التوسع فى ابتعاث الموفدين المصريين فى المناسبات الدينية «مثل إحياء ليالى رمضان».

يوجد للوزارة 57 موفدًا فى أفريقيا وأوروبا والأمريكتين وآسيا وأستراليا، فضلا عن 36 معارًا فى آسيا والأمريكتين، وشهد رمضان الماضى إيفاد 95 موفدًا إلى أوروبا والأمريكتين وأستراليا وآسيا. كان من ثمار تلك الزيارات إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم لمد جسور القوى الناعمة المصرية إلى كل مكان ممكن، وهنا يتجلى دور معضد ينهض به «المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية»، بمجالسه العلمية فى المساجد والمعسكرات الشبابية، وإصدار الكتب والمجلات الدورية النافعة، وتخصيص برامج للأطفال، ورعاية الطلاب الوافدين بالمنح الدراسية والمالية، وإطلاق برنامج «شموس أزهرية فى سماء العالم» للاحتفاء بالعلماء الوافدين، الذين درسوا فى الأزهر وعادوا إلى بلادهم فكانوا مشاعل نور ومنارات حضارية.

ومن المسارات التنفيذية الجامعة للمحاور الأربعة لاستراتيجية الوزارة مبادرة «صحح مفاهيمك»، التى أطلقتها برعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور المهندس مصطفى مدبولى، بغية تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة والسلوكيات الدخلية على الشخصية المصرية والمجتمع المصرى، كالغش والإدمان بجميع صورهما، واستعادة آداب الطريق، وحماية الطفل، وإحقاق حقوق ميراث الإناث، ومكافحة التعصب الرياضى، ومواجهة التفكك الأسرى، وصون وعى العامّة من عمليات النصب المادى والإلكترونى، ومن الجدير بالبيان أن تنفيذ هذه المبادرة لا يقتصر على المساجد فقط، بل امتد ليشمل قصور الثقافة، ومراكز الشباب والرياضة، والمدارس، والجامعات، علمًا بأن تأتى فى إطار من الشراكة مع أكثر من 15 وزارة ومؤسسة ومجلسًا قوميًا ومركزًا متخصصًا حرصًا على مضافرة الجهود، وتنويع محتوى الرسالة التوعوية، وإشراك المؤسسات المختلفة والاستئناس برؤاها التخصصية، والتعاون مع المجتمع المدنى.

دولة-التلاوة

ومن المسارات التنفيذية الأخرى، جهود الدعوة الداخلية التى تتراوح بين أنشطة «المنبر الثابت»، 66619 منبرًا ثابتًا، والدورس المنهجية للأئمة 48 ألف درس، والواعظات 3510 دروس، الكراسى العلمية 356 كرسيًا، ومبادرة «مجالس العلم والذكر»، والبرامج الصيفية والتثقيفية بواقع 159201 نشاط، أما القوافل والندوات والدروس الميدانية فى شتى الأماكن، فقد تنوعت بين ندوات الصحة الإنجابية 3043 ندوة، وقصور الثقافة 4519 ندوة، والمؤسسات الإعلامية 91 ندوة، والقوافل الدعوية والمشتركة 949 قافلة، وقوافل الشباب والرياضة 16063 قافلة، وقوافل الرحمة والمواساة 258 قافلة. وأما مجالس إقراء القرآن، فقد ناهزت 2817 مجلسًا فى عام، فيما وصل لقاء الجمعة للطفل فى 27 مسجدًا بأنحاء الجمهورية إلى 1161 مجلسًا، وبلغ عدد المقارئ القرآنية فى عام 268265 مقرأة بأنواعها، وتسنى عقد 257412 حلقة تحفيظ بأنواعها، فضلا عن جهود برنامج «صحح قراءتك».

وإذا كان برنامج «دولة التلاوة» قد طغى شهرة وقبولا واتساعًا على كل أنشطة المسابقات التى تقيمها الوزارة، فقد حرصت الوزارة على استمرار جميع أنشطتها القرآنية على صعيد المسابقات، كالمسابقة العالمية للقرآن الكريم 31، والمسابقة المحلية التشجيعية، والمسابقة القرآنية الكبرى، ومسابقة «كارنيه محفظ معتمد»، والمسابقة الثقافية للعاملين بالأوقاف، ومسابقة تلاوات المساجد الكبرى، ومسابقة صلاة التهجد للمساجد الكبرى، والمسابقات القرآنية المخصصة للمحافظات الحدودية، ومسابقة «الصوت الندى»، ومسابقة الطلاب المتميزين بمراكز إعداد المحفظين، والمسابقة القرآنية «الخامسة» للطلاب الوافدين.

وعلى صعيد التأهيل لمنسوبى الوزارة، حرصت الوزارة على إسناد تدريب مفتشيها وأعضاء الحوكمة لدى النيابة العامة ضمن برنامج للمعايشة الكاملة لمدة شهر كامل، انتهى فى 9 من يناير 2025. وتتمثل دورة جهود التأهيل فى تخريج دفعة الإمام محمد عبده من الأكاديمية العسكرية المصرية لبناء إمام عصرى موسوعى المعرفة، وطنى الرؤية، مستنير الفهم بعد دراسة لـ6 أشهر كاملة، فضلا عن استنان سنة سنوية لحركة تنقلات مفتوحة أمام الأئمة والمؤذنين والعمال بأنحاء الجمهورية لتيسير ظروف العمل.

ولا ينفك عن ذلك جهود التدريب التى توليها الوزارة عناية خاصة، بواقع 23268 متدربًا من المديريات الإقليمية، و1392 متدربًا فى مجال اللغة العربية، و1202 متدربًا فى المركز الرئيس بمسجد النور، و1940 متدربًا بأكاديمية الأوقاف الدولية.

يدخل فى جهود العناية بمنسوبى الوزارة تحقيق زيادات مالية فى عقود فئة من خطباء المكافأة، واعتماد 3069 خطيبًا بنظام المكافأة، ونحو 200 واعظة، وتعاقدات شتى مع أئمة وعمال ومؤذنين.

أما عن العناية بالمساجد وخدمة المجتمع، فشهد العام الأول «يوليو 2024 - يوليو 2025» تدشين 1374 مسجدًا ضمن مسارات الإحلال والتجديد والتطوير، وفرشها بنحو 860 ألف متر مربعة من السجاد، وتمتد خدمة المجتمع إلى إنفاذ شروط الواقفين، وتقديم إعانات نقدية بقيمة تجاوزت 15 مليون جنيه، وقروض حسنة بما يربو على 50 مليون جنيه، ودعم 1.8 مليون أسرة مصرية بلحوم الأضاحى وصكوك الإطعام، ومن شواهد خدمة المجتمع أيضًا تطوير مستشفى الدعاة بإضافة 35 جهازًا جديدًا، وافتتاح وحدة رعاية السكتة الدماغية، وتطوير المعهد الفنى للتمريض التابع للمستشفى. كذلك شرعت هيئة الأوقاف المصرية فى جهود حقيقية مضنية لتوثيق العيون الوقفية، وحسن استثمارها ورعايتها، وتعضيد المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف والاستدراك على معوقات العمل فيها.