انتهى موسم انتخابات مجلس النواب بمحافظة الإسماعيلية، فاز من فاز وخسر من خسر، وطُويت صفحة التنافس داخل اللجان وصناديق الاقتراع. لكن ما لم يُطوَ بعد، للأسف، هو بعض الخلافات والعداوات التي نشأت بين الأصدقاء والجيران وأبناء العائلة الواحدة بسبب اختلاف المواقف والانحيازات الانتخابية.
المشهد اللافت أن المرشحين أنفسهم، سواء من حالفهم الفوز أو لم يحالفهم الحظ، عادوا سريعًا إلى علاقاتهم الطبيعية. لقاءات يومية، مصافحات، أحاديث ودية، ولا أثر لمعركة انتخابية كانت مشتعلة قبل أيام. الجميع أدرك أن الانتخابات مرحلة وتنتهي، وأن العلاقات الإنسانية أبقى وأهم.
وهنا يطرح الواقع سؤالًا مباشرًا:
إذا كان المتنافسون قد تصالحوا، فلماذا تستمر الخصومة بين المؤيدين؟
كم من صديقين فرّقتهما لافتة، وكم من جارين تباعدا بسبب صورة أو منشور، وكم من أقارب أصبح بينهم جفاء، رغم أن من دافعوا عنهم تجاوزوا الخلاف وجلسوا على مائدة واحدة.
الإسماعيلية، بتاريخها وأهلها، لا تحتمل هذا التنافر. هي مدينة عُرفت بالترابط الاجتماعي، وبأن الجيرة فيها قيمة، والصداقة عهد، والاختلاف لا يفسد للود قضية. الانتخابات وسيلة ديمقراطية للتعبير، لا سببًا للقطيعة أو الكراهية.
اليوم وبعد أن انتهى «مولد الانتخابات»، تصبح المسؤولية مجتمعية وأخلاقية. دعوة صادقة لكل من خاصم أو تشاحن:
افتح صفحة جديدة، صافح من اختلفت معه، وارجع كما كنت صديقًا وجارًا وأخًا.
فالخلاف عابر، والمقاعد تتغير، لكن العلاقات الطيبة هي الباقية.