محمد نبيل محمد

حكايات الولاد والأرض 4.. والدة الشهيد على أحمد شوقى: كنت أحب أسمع القرآن بصوته

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025 04:41 ص


زى كل يوم أرتب له شنطة المأمورية، وأصلى الفجر وأدعى له هو وأخواته، ما كنتش عارفة ليه هو بالذات اللى قلبى شايله حبة محبة زيادة عن إخواته، ولما ييجى ميعاد نزوله لشغله، يبوس إيدى ويقولى ادعى لى يا أمى، وأنا زى كل مرة، أقول له: أدعى لك بإيه يا ضى عينى، ودقة قلبى، وكل عمرى؟ ويرد على وهو واخدنى فى حضنه: الله، كفاية على كل ده، يا ست الحبايب، خلاص مش عايز حاجة تانية من الدنيا، وقلبى اللى معاه يفضل فى حضنه طول النهار لحد ما يرجع كل ليلة يرده من تانى لى، لكنى المرة دية سمعت أذان الفجر بصوته، وقلت لنفسى أيوه ،هو، هو ده صوت على ابنى، أهو رجع تانى علشان يرد قلبى مكانه، وفضلت أدور عليه، وأمشى وراء الصوت لحد ما رفعت رأسى للسماء، وفضلت إيدى تحسس على قلبى، وتدورعليه جوه صدرى لكن!... كان مكانه فاضى، ومليان بكاء طعمه صبر!.

تحكى السيدة ألفت والدة الشهيد النقيب البطل على أحمد شوقي على عبد الخالق: "ابنى اتولد فى الثالث من أغسطس، من ولادته لحد استشهاده كان بيحب كل اللى حواليه، وكان تقريبا عايش لغيره علشان يسعدهم، وكان مع أخواته زى الملاك، مع أخوه الكبير محمد - مهندس كهرباء – كان له صاحب وكان محمد بيعتبر على ابنه مش بس أخوه، أما أخته ياسمين - محاسبة بوزارة القوى العاملة – كان على كل حاجة عندها، وكانت هى سره وصاحبته، وكمان أخته ميادة - مهندسة طباعة –كانوا قريبين من السن وكانوا دايما حبايب ومتفقين فى كل حاجة، أما والده - مدير عام بالتربية والتعليم بالمعاش – كان بيعتبر على مش بس ابنه، لكنهم كانوا أصحاب، ياخد رأيه ويستشيره فى كل حاجة، وكنت مبسوطة من علاقة ابنى على مع إخواته ووالده، ابنى على من صغره بيحب يخدم الناس ويساعدهم، وكان دايما يقول لى: يا ماما أنا نفسى أعمل حاجات كتيرة وحلوة لكل اللى حواليا، وكل الجيران فى الشارع والمنطقة عارفينه من صغره من طيبة قلبه وأخلاقه العالية، حتى لما كان فى الابتدائى كانوا كل مدرسينه يحبوه لتفوقه، لأنه كان ذكى وشاطر فى دراسته، ودايما متفوق ومن الأوائل، وعلشان أخلاقه العالية ومعاملته الطيبة مع اساتذته وزملاءه، وفضل على حاله محب للجميع ومتفوق فى دراسته لحد ما حقق حلم حياته انه يدخل كلية الشرطة، وفعلا بعد الثانوية العامة ربنا أكرمه بمجموع كبير، ورغم إن اخواته كلهم مهندسين إلا إنه كان عايز يكون ضابط شرطة، وراح سحب ملف التقدم لكلية الشرطة واجتهد فى اختبارات القبول، وربنا كتب له النجاح والقبول ضمن الطلبة المقبولين بكلية الشرطة.

ساعتها لما طلعت النتيجة ما كانتش الفرحة سايعاه، كان تقريبا طاير من السعادة، ويقول: كده أنا قربت للى انا عايزه، وزى ما كان شاطر فى دراسته من صغره، كان متفوق ومنضبط فى كلية الشرطة، وحصل على ليسانس الحقوق وبكالوريوس علوم شرطية من الكلية وكانت أقدميته الـ86 على بين دفعته.

وبعد ما اتخرج فى 2013 سعى للحصول على فرق تخصصية فى مجاله لحبه لعمله وإخلاصه وتفانيه فى آداءه بشهادة كل زملاءه ورؤساءه، وفعلا خصل على فرق تدريبية كتيرة منها فرقة عمليات الشرطة 2013 بعد تخرجه مباشرة، والدورة التأهيلية  فى نفس السنة تقريبا، ودورة علم تدريب عسكرى فى  2016.
وفضل مهتم بدراسته الأكاديمية لحد ما حصل على ماجستير فى القانون الاقتصادي والإداري من كلية حقوق جامعة بنها، وساعتها قال: يا ماما أنا نفسى أحصل على شهادة الدكتوراة فى القانون وأدرس للطلبة فى الكلية، لكن بعد الأحداث اللى مصر مرت بها، وخاصة بعد استشهاد عدد كبير من.   أصحابه من دفعته وزمايله من الدفعات التانية، اتغير رأيه، وكان دايما يتكلم عن الشهادة فى سبيل البلد، وإن مصر محتاجة نقف كلنا جنبها.

وكان بيقول على الإرهابيين: دول كلاب أهل النار، ومدعيين التدين وكلهم كدابين وكمان خونة لبلدهم ودينهم.

ابنى على كان متدين جدا ومصلى ومحافظ على الصلاة على أوقاتها، وكان يحفظ كتاب الله، ولما أكون فى حالة مش كويسة كنت أطلب منه يقرأ القرآن بصوته، لانه كان ترتيله للقرآن جميل جدا وصوته حلو يريح القلب ويهدى النفس، كان صوته زى المقرئين الكبار.

على ابنى كان صوام قوام، وفعال للخير فى السر والعلن، وكان يعرف ناس ويساعدهم بينه وبين ربنا، أما شغله كان كل همه إن يكون ناجح فى عمله، وكل المجندين والضباط والرؤساء يحبوه جدا لاجتهاده فى عمله بصدق وإخلاصه فى آدائه وكمان لإنسانيته العالية، اشتغل فى قطاع البساتين أول ما اتخرج على طول فى 29/9/2013 وبعدين راح على جنوب الصعيد فى قطاع أسوان 15/9/2014، وبعدها اتنقل لمنطقة حلوان بقطاع الشهيد احمد البلكي فى 3/9/2016.

وكان كلامه عن الإرهاب والإرهابيين: إنهم هربانين في الجحور ذى الفئران، وكان يتمنى لو يواجههم وجها لوجه ويقول: كنت أقدر أخلص عليهم لو الواحد يوجههم وجهاً لوجه، وكنت أبيدهم من على وش الأرض، دول جبناء، وخونة مأجورين، وهم أعداء الوطن والإنسانية، وإخوان الشياطين.

وفى أحداث 2011 كان دائما يردد: لو كنت تخرجت ساعتها كنت أتمنى أكون مع الأبطال من رجالة الشرطة والجيش لأقضى على الخونة أعداء الدين والبلد الذين يستحلون دماء اسيادهم من شهداء الشرطة والجيش، والله يا أمى لو كانوا يطلبونا فى سيناء كنت أول واحد يعطى روحه لبلده، أنا اتمنى أموت شهيد، ولما أبكى من كلامهم، خوفى عليه، وإحساسى بصدقه.

كان يقول: يا أمى مش عايزانى اخد بايدك انتى وبابا للجنة، وكنت أزعل من كلامه عن الشهادة والموت لأنى كنت أتمنى أشوفه عريس، على ابنى راح لربه وهو شاب صغير، حتى ما فكرش فى إنه يتزوج، وما لحقتش أفرح به أشوف فرحه وأشيل أحفادى منه، وكنت زى أى أم بتتمنى إن ابنها هو اللى يشيلها للآخرة، لكن قضاء الله سبحانه وتعالى، كان نفسى إنه يفضل عايش في الدنيا ليكون عوناً لي فى الكبر، ولكن الله سبحانه وتعالى اختار له الأفضل، وهى منزلة الشهداء، فعلا الشهادة هو يستحقها لإنه كان شجاع وجرئ ويقدم نفسه على الآخرين وكل زملائه شهدوا له بذلك، كان لا يهاب أي شيء حتى الموت.

على ابنى لو عايش – استغفر الله العظيم، اللهم لا اعتراض على حكمك - كان هيبقى حاجة كبيرة، لأنه كان نفسه يكمل دراسته، ويبقى أستاذ دكتور فى كلية الشرطة، وكانت أفكاره كبيرة عن سنه، وكان من صغره طفل جميل الطباع محبوب من كل الناس، والكل كان يتوقع له شأن عظيم، وكان تفكيره سابق سنه، لدرجة كان الناس يقولوا: ما تخليش الولد يتكلم أدام حد، الولد ده ها يتحسد، وفي مدرسته كان كل مدرسينه يقولوا: ده ها يبقي شيء كبير، من كتر الذكاء والطيبة وحبه فى مساعدة جميع الناس.

على ابنى كان نفسه بالخدمة فى أرض سيناء، وكان كثير القيام بالمهام الخطرة والمأموريات والتحري عن الشخصيات شديدة الخطورة والأهمية من التكفيريين، وشارك في القبض على العديد منهم.

وفى يوم خلال شهر رمضان كان البطل معيناً لتوزيع الطعام على الضباط والمجندين فى أماكن تمركزهم، وفى أثناء قيامه بالخدمة، استشهد أسفل كوبري صقر قريش بالمعادي، وقلبي يدعوا الله أن يتغمده برحمته وغفرانه وأن يسكنه الفردوس الأعلى بصحبة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد كرمته الدولة بإطلاق اسمه على مدرسة المعادى الثانوية بالقاهرة، وإطلاق اسمه على مدرسة الوحدة المجمعة بكفر الخضرة بالمنوفية، ووضع صورته أمام مرور المعادي الجديد.

قبل الاستشهاد كان دائما يتلو بعض الآيات التى توحى لى بأن شيئا ما سيحدث له، وكنت دائماً أقوله: يا ابنى أنت بتقلقنى عليك، وفضل قلبى لفترة طويلة قبل استشهادة حزين وموجوع وكأنى حاسه بحاجة ح تحصله، لكنى كنت بخفى عنه وعن اللى حواليا إحساسى ده، وأدعى ربى إنه يحفظه، وقبل الاستشهاد كتب على الواتساب (من سورة نوح) قال تعالى "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ولو كنتم تعلمون" ومرة تانية كتب حديث عن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وبارك "ما من أحد يدخل الجنة ويتمنى أن يرجع إلى الدنيا ويقتل عشرات المرات لما رأى من الكرامة إلا الشهيد "... وحاجات من هذا القبيل خلعت فلبى عليه من مكانه، وما كنتش عارف إن روحه بتستعد للشهادة، وإنه بيهيأ لنا كلنا رحيله عنا، وفى يوم كنت جالسة فى مكتبي وفتحت الواتساب لقيتة كاتب آية عن الاستشهاد، فطلبته، وقلت له: إيه اللى إنت كاتبه يا على؟ وجعت قلبى، قال: إحساسى بالآية خلانى كتبتها، قلت له: أمسحها يا على، قال لى: ياريت أموت شهيد يا أمى، قلت: كفاية يا على كلمة أموت شهيد، ديه، أنت كده حتموتنى أنا، هو إنت كلامك ليه بقى كله عن الشهادة، قال: لما أموت يا أمى عايزك يا أمي تدعي لى على طول، وفى نفس يوم الاستشهاد قال لى وشاورعلى نفسه بإصبعه الإبهام وقال لي: لما واحد منا يموت الباقي ها يعيش حزين عليه العمر كله، واستشهد على فى نفس اليوم ده، استشهد إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة الشرطة للأمن المركزي أسفل كوبري صقر قريش فى أثناء توجيههم للإنتظام بالخدمة وتوزيع السحورعلى الأكمنة، مما أدى إلى استشهاده، وكان حريص على نزول كل من في اللوري من الأمناء والمجندين، ونزل هو آخر واحد واستشهد إثر انفجارالعبوة الناسفة اللى زرعها الإرهابيين فى طريق مرور السيارة، والجميع خرجوا أحياء إلا هو اللى اختاره ربه من بينهم.

كنا ساكنين فى شارع الفتح بالمطبعة البساتين، وكان كتير يكلمنى وأنا فى الشغل ويطلب منى إنه يعدى على ياخدنى من الشفل يوصلنى للبيت أو لأى مشوار كنت عايزة أروح له، وكان يبوس إيدى ورأسى أدام الناس كلها وهو فى زيه الشرطى، والناس تدعى له وتعجب بأفعاله وبره لى، ما فيش يوم زعلنى فيه، وكنت تقريبا أنا كل حياته ما فكرش يرتبط ولا يتزوج، كان كل همه زواج إخواته البنات، وكان بيحب والده لدرجة كبيرة جدا، ويوقره بينه وبين والده وأدام الناس، كان على ابنى ونعم الخلف البار بوالديه، وكان ابنى حسن الطباع، طيب الخلق، كان يحبنى حب الدنيا، وكان دائما قريب منى يحكى لى كل شيء عنه، وكنا أصحاب، كنت لما أتأخر في شغلي يقول لي الشقة وحشة من غيرك، ويتصل على ويقول: أنت فين؟ أقول له: أنا بشرف على مدرسة كذا، يقول لى: أنا جايلك، وييجي ياخذنى، كان يحب إخواته، ومحمد الكبير كان يعتبر على ابنه، وكان يعمل له كل شيء يطلبه منه، وكانوا أصحاب حلوين أوي محمد مش قادر يعيش من غيره، واخته ياسمين، كان دائم السؤال عنها، وكان يحبها حب غير عادي، وميادة اخته كذلك، كان بيحب اخوته ويفضلهم على نفسه في كل حاجة، وحتى مع الجيران والأقارب والزملاء فى القطاع، كان قائد القطاع يقول لى هن على إنه أجدع وأطيب ضابط فى القطاع كله، ودايما كان يناديني ويقول لي يا حبيبتي، ودايما ( على ) بشوفه في حياتي ومنامي، دائما واقف جنبي في كل موقف، إحساسى بيه إنه عايش، وبالنسبة لوالده كانوا أصحاب، وكان واقف جنبه بروحه، كان قلبه وروحه وعقله وكيانه اللى راحوا مع استشهاده على، بس ما يغلاش على مصر، ابني فداكي يا مصر".

الشهيد على أحمد شوقى (1)
الشهيد على أحمد شوقى (1)

 

الشهيد على أحمد شوقى (2)
الشهيد على أحمد شوقى (2)

 

الشهيد على أحمد شوقى (3)
الشهيد على أحمد شوقى (3)

 

الشهيد على أحمد شوقى (4)
الشهيد على أحمد شوقى (4)

 

الشهيد على أحمد شوقى (6)
الشهيد على أحمد شوقى (6)

 

الشهيد على أحمد شوقى (7)
الشهيد على أحمد شوقى (7)

 

الشهيد على أحمد شوقى (8)
الشهيد على أحمد شوقى (8)

 

الشهيد على أحمد شوقى (9)
الشهيد على أحمد شوقى (9)

 

الشهيد على أحمد شوقى (10)
الشهيد على أحمد شوقى (10)

 

الشهيد على أحمد شوقى (11)
الشهيد على أحمد شوقى (11)

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة