يُعد فيديريكو زوكارو واحدًا من أبرز رسامي عصر النهضة الإيطالية، لكن مسيرته الفنية لم تخل من الصدامات التي كلفته غاليًا، حتى وصل الأمر إلى نفيه من روما بسبب عمل فني اعتبر إهانة مباشرة لأحد كبار رجال الكنيسة، وفقا لما نشره موقع news.artnet.

فيديريكو زوكارو رسام عصر النهضة
البدايات والصعود
وُلد زوكارو في أسرة فنية، فوالده كان رسامًا، وأخوه الأكبر تاديو زوكارو من أبرز أساتذة المدرسة المانيرية، تتلمذ فيديريكو على يد شقيقه، وسرعان ما أثبت موهبته بالمشاركة في تنفيذ جداريات مهمة داخل روما وضواحيها، بعد وفاة تاديو المفاجئة عام 1566 تولى فيديريكو استكمال جداريات فيلا فارنيزي في كابارولا، لكنه دخل في خلاف مع الكاردينال فارنيزي حول الأجور، ما أدى إلى استبعاده من المشروع.
أعمال مثيرة للجدل
لم يكن زوكارو بعيدًا عن النزاعات مع رعاته الفنيين، ففي لوحة مستوحاة من قصة "الافتراء" للكاتب الساخر لوسيان، صوّر الملك ميداس بأذني حمار في إشارة ساخرة إلى الكاردينال فارنيزي لاحقًا، واجه أزمة أكبر حين رفض المستشار البابوي باولو غيسيلي لوحة مذبح أنجزها عام 1580، لأنها تضمنت صورًا عارية لضحايا الطاعون، ما أدى إلى انهيار علاقته به.
عمل أشعل الأزمة
عام 1581 عرض زوكارو رسمة ضخمة بعنوان بوابة الفضيلة في احتفال بكنيسة القديس لوقا بروما، العمل جسّد الملك ميداس مرة أخرى بأذني حمار، في مشهد يحكم فيه بين أبولو وبان، كناية عن جهل جيسيلي الذي رفض لوحته السابقة، لم يكتفِ زوكارو بالإشارة الرمزية، بل أعلن صراحة أن ميداس يمثل جيسيلي، وأن قوس النصر في اللوحة يرمز إلى بولونيا باعتبارها "مملكة الجهل".
العقوبة والنفى
غضب البابا جريجوريوس الثالث عشر من هذا التحدي، فاستدعى زوكارو ووجه له تهمة الإفراط والإساءة المتعمدة، وألزمه بدفع كفالة قدرها 400 سكودي لتجنب السجن، ثم أصدر قرارًا بنفيه من روما لم يستمر النفي طويلًا، إذ عاد بعد وفاة البابا عام 1585، ليحظى بتكليف جديد من دوق أوربينو لإعادة إنتاج اللوحة المثيرة للجدل كعمل زيتي، ما زال معروضًا حتى اليوم في المتحف الوطني بماركي.