صبرى غانم

قناة السويس.. شريان العالم فى زمن التحديات

الإثنين، 29 ديسمبر 2025 11:15 ص


منذ أن شُقَّت قناة السويس في قلب الجغرافيا المصرية، لم تكن مجرد ممر مائي يربط بين بحرين، بل تحولت إلى أحد أهم أعمدة الاقتصاد العالمي، وشريان رئيسي لحركة التجارة الدولية، وعلى مدار تاريخها، واجهت القناة أزمات وتحديات جسام، لكنها في كل مرة تثبت قدرتها على الصمود واستعادة دورها المحوري بثقة واقتدار.

وتتمتع قناة السويس بموقع استراتيجي لا يتكرر، يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، ويختصر المسافات بين قارات العالم، ما جعلها الخيار الأكثر كفاءة لشركات الشحن العالمية.

هذا الموقع منح القناة ثقلًا اقتصاديًا كبيرًا، لكنه في الوقت نفسه وضعها في مواجهة مباشرة مع المتغيرات الإقليمية والدولية.

وخلال الفترة الأخيرة، ألقت أحداث البحر الأحمر بظلالها على حركة الملاحة الدولية، ودَفعت بعض الخطوط الملاحية إلى اتخاذ مسارات بديلة بصورة مؤقتة، في ظل مخاوف تتعلق بالأمن البحري وسلامة السفن.
غير أن هذه التطورات لم تُضعف مكانة قناة السويس، بل كشفت عن حقيقة مهمة، وهي أن البدائل الأخرى تظل أطول وأكثر تكلفة وأقل كفاءة مقارنة بالقناة.

وفي مشهد يعكس عودة الثقة العالمية، استأنفت التوكيلات الملاحية الكبرى عبورها المنتظم لقناة السويس، رغم استمرار التوترات في البحر الأحمر، بعد دراسات دقيقة للمخاطر والتكلفة والزمن.
وجاءت هذه العودة تتويجًا للجهود المكثفة التي بذلها الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، من خلال إدارة مرنة للأزمة، وحوار مباشر ومستمر مع كبرى الخطوط الملاحية العالمية، إلى جانب تقديم حلول عملية حافظت على انتظام حركة العبور وسلامة الملاحة.

لم تعتمد قناة السويس في مواجهة التحديات على موقعها الجغرافي وحده، بل على منظومة عمل متكاملة شملت تطوير المجرى الملاحي، ورفع كفاءة الإرشاد البحري، وتحسين آليات إدارة العبور، بما يضمن أعلى معدلات الأمان وتقليل زمن الانتظار.

وتلعب قناة السويس دورًا لا غنى عنه في استقرار التجارة الدولية، إذ تمثل حلقة وصل رئيسية في سلاسل الإمداد العالمية. وقد أكدت عودة التوكيلات الملاحية الكبرى، رغم الظروف الإقليمية المعقدة، أن القناة لا تزال الممر الأكثر أمانًا وجدوى اقتصادية لشركات الشحن العالمية.

وسط عالم تتسارع فيه الأزمات وتتغير فيه الحسابات، تثبت قناة السويس من جديد أنها أكبر من التحديات، وأنها قادرة على استعادة دورها مهما كانت الظروف.
ومع عودة التوكيلات الملاحية الكبرى رغم أحداث البحر الأحمر، تتأكد حقيقة واحدة قناة السويس ستظل الخيار الأول للتجارة العالمية، ورمزًا للإرادة المصرية والإدارة الواعية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة