عادل القليعى

زاد العزة من مصر إلى غزة

الأحد، 28 ديسمبر 2025 07:00 ص



ما أروعك يا أرض الخير ، يا أرض الكنانة.

دوما وأبدا شغلك الشاغل أبناء عروبتك.
عهدناك دوما لا تدخرين جهدا في نصرة قضايا أمتنا العربية والإسلامية.
تسعين بشتى الطرق وفي كآفة الاتجاهات وعلى كل الأصعدة والمستويات لنصرة الحق ، والوقوف ضد المظلوم.
فوجدناك قلب الأمة العربية النابض بالإيمان بقضاياها العادلة.

ولعل القاصي والداني يشهد بدورك الفعال للانتصار لأهل الحق ، وإعادة الأرض إلى أصحابها.

فهل أتاكم نبأ السودان ، وقفت بكل ما أوتيت من قوة لإعادة الأمور إلى نصابها ومساراتها الصحيحة ووقفت مدافعة عن أهله الطيبين ضد ظلم وجور الجائرين من عصابات السوء المأجورة التي تبغي فى الأرض الفساد ، فراح قادتك النشامى يبطلون هذه المخططات الدنيئة واضعين نصب أعينهم أن أي اعتداء على السودان فإنما هو اعتداء على مصر.

ليس هذا وحسب بل فتحت أحضانك الدافئة إلى من وفد إليك ، وعاملته كأنه واحد من أبنائك فرفض قادتك أن يلقبوا باللاجئين ، وإنما قال القائد كلمته ، هم أهلنا ، لهم ما لنا.
حتى إذا ما قرروا العودة إلى بلادهم وفرت وسائل مواصلات آمنة لهم.

وستظلين هكذا ، فهذا تكليف لك وفي نفس الوقت تشريف من الله تعالى.
تكليف ، لأن الله يعلم أنك على قدر تحمل مسؤولية الأمانة ، وكل وافد إلينا فهو أمانة عندنا.
وتشريف فقد أنزل فيك جل وعلا قرآنا يتلى إلى يوم القيامة (ادخلوا مصر إن شاءالله آمنين).

أيضا ليبيا ليست منا ببعيد ، وسوريا ، وموريتانيا ، وإثيوبيا ، والعراق ، وقطر والبحرين ، والإمارات العربية ، والسعودية ، والكويت ، وتونس ، والمغرب ، والجزائر ، ولبنان ، وتشاد.
همومهم همومك ، ما يسعدهم يسعدك ، وما يعكر صفوهم يعكر صفوك.
فأصبح الكل في واحد والواحد فى الكل ، أمة واحدة ، جسد واحد ، قلب واحد.

صدق فيكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم
مثل المؤمنون في توادهم وتعاطف هم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عوض تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

قممكم العربية والإسلامية واحدة ، جامعتكم العربية واحدة ، حتى وإن اختلفت وجهات النظر والتصورات والرؤى والأطروحات ، لكن فى النهاية نحن عرب والدماء التي تجري في عروقنا دماء عربية وحتما سنعود سيرتنا الأولى ، وإن كنت أرى بشائرها لاحت فى الآفاق.

وشواهدي  على  الدور المحوري التي تؤديه يا أرض الكنانة كثيرة
أولاها ، من الذي أعاد الأمور إلى مسارها الطبيعي وساهم بقدر كبير عدة وعتادا في إنهاء الحرب العراقية على الكويت ، بعد أن أعلنت العراق أن الكويت هي المحافظة التاسعة عشرة من محافظات العراق ، إنها مصر، وأعاد العراق إلى حدوده.

ثانيتها ،  من الذي تصدى لحماقات العابثين بمياه النيل وبمحاولات إغراق السودان ومصر بفيضانات في أفعال غير مدروسة وقرارات عشوائية ، وأعاد الأوضاع إلى طبيعتها ، إنها مصر.

ثالثتها ، من الذي تصدى ولا يزال لمحاولات تفتيت السودان الشقيق وردع المعتدي المأجور ، إنها مصر ، من الذي وأد الفتنة في مهدها ونزع فتيل الاحتراب القبلي في ليبيا ، إنها مصر.

رابعتها ، على المستوى الثقافي ، من الذي ينظم المؤتمرات الثقافية على كآفة الأنشطة الثقافية ، وإقامة المسابقات ودعوة جميع دول العالم العربي والإسلامي إلى المشاركة بها.
أيضا من الذي يرسل ارسالياته إلى الدول العربية لتبادل الخبرات سواء في التعليم أو الاقتصاد أو إقامة المناورات الحربية ، إنها مصر.

خامستها ، على المستوى الديني ، فهل أتاكم نبأ دور الأزهر الشريف الذي يحتضن الآلاف من الوفود الطلابية العربية والإسلامية.
هل أتاكم دور الأوقاف التي دوما ما ترسل دعاة مفوهين مدربين ليوضحوا مفهوم الدين الصحيح لأهالي هذه البلدان العربية والإسلامية عن طريق خطاب دعوي رصين لا يحيد ولا يميد عن نشر إسلام وسطي مستنير يواكب العصر ومتغيراته دونما إفراط أو تفريط.

سادستها ،  هموم القضية الفلسطينية ، شغلها الشاغل ، حتى إذا ما سألنا الطفل الذي لم يبلغ الحلم ، ماذا تعني لك القضية الفلسطينية ، سيجيب على الفور ، فلسطين عربية ،
فوقفت يا مصر مدافعة عنها منذ أن وطأت أرضها أقدام اللئام ، وأخرها حرب طوفان الأقصى ، فابطلت مخططات الخبثاء ، تهجير الأهل وتبوير الأرض.
ولم تكتف بالكلام تنديدا وإنما دعوت إلى قمة عربية ، وشاركت في قمم إسلامية ، ودعوت إلى قمة سلام عالمية وتوقفت الحرب.

ولم يتوقف مددك ، ففتحت معابرك لاستقبال الجرحي والمصابين في مشافيك.
وانطلقت القوافل ، مئات القوافل ، التي تحمل العديد والعديد من المساعدات الإنسانية لأهل الغزة المنكوبين الذين انهكتهم الحرب ، وقتلهم الجوع والبرد القارص.

وآخر هذه القوافل ولن تكون الأخيرة ، قوافل مصر العزة إلى غزة ، فراح الهلال الأحمر المصري ينظم الشاحنات التي انطلقت بالفعل إلى المواقع الحدودية محملة بالمؤن والسلع الغذائية والدوائية والملابس الشتوية والبطاطين.

إذا أردنا أن نعدد ما تفعله مصر لفلسطين فلن تكفينا مجلدات ، لكن حسبنا من كل ذلك قوله تعالى وهذا يكفينا ونعده قاعدة انطلاق لنا قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة