أكد البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، خلال حواره مع تليفزيون اليوم السابع أن انتخاب بابا الفاتيكان يتم وفق نظام كنسي وروحي دقيق، تحكمه قواعد واضحة ومعايير محددة، بعيدًا تمامًا عن أي اعتبارات سياسية أو آليات القرعة المتعارف عليها في بعض السياقات الأخرى.
وأوضح بطريرك الأقباط الكاثوليك أن عملية الانتخاب تتم من خلال مجمع الكرادلة، الذي يضم كرادلة من مختلف دول العالم، ممن تنطبق عليهم شروط محددة، أبرزها شرط السن، حيث يشارك في الانتخاب الكرادلة الذين لم يتجاوزوا السن القانونية المقررة بحسب القوانين الكنسية.
لا ترشيحات سياسية ولا قرعة
وشدد الأنبا إبراهيم إسحاق على أنه لا يوجد في الكنيسة الكاثوليكية ما يُعرف بالترشيحات السياسية أو القرعة لاختيار البابا، مؤكدًا أن العملية تقوم على الصلاة والتمييز الروحي، وأن من يرى في نفسه القدرة على خدمة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة يضع اسمه في إطار هذا المسار الكنسي المنظم.
أغلبية محددة للحسم
وأشار غبطته إلى أن انتخاب البابا لا يتم إلا بحصول أحد المرشحين على أغلبية محددة من أصوات الكرادلة المشاركين، وهو ما يضمن توافقًا واسعًا داخل الكنيسة حول الشخص المنتخب، باعتباره راعيًا عامًا للملايين من المؤمنين حول العالم.
الدخان الأسود والأبيض.. رمزية كنسية
وتطرق البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق إلى الرمزية الشهيرة المصاحبة لعملية الانتخاب، موضحًا أنه في حال عدم التوصل إلى توافق، يخرج الدخان الأسود من مدخنة كنيسة السيستين، في إشارة إلى عدم انتخاب بابا جديد.
وأضاف أنه مع اكتمال الانتخاب النهائي والتوافق على اسم البابا الجديد، يظهر الدخان الأبيض، إيذانًا بانتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، وهو تقليد كنسي متوارث يحمل دلالة روحية وتاريخية عميقة.
اختيار روحي لخدمة الكنيسة
وأكد غبطته في ختام تصريحاته أن انتخاب بابا الفاتيكان هو في جوهره اختيار روحي ومسؤولية كبرى، يهدف إلى خدمة الكنيسة الكاثوليكية والحفاظ على وحدتها ورسالتها في العالم، مشددًا على أن هذه العملية تعكس عمق التقاليد الكنسية واحترامها لقيم الشراكة والتمييز الروحي.